منتدى “خيزران”.. محاولة لكسر الجمود الثقافي في إدلب

انطلاق منتدى "خيزران" الثقافي في إدلب شمالي سوريا - 9 من آذار 2024 (منتدى خيزران)

camera iconانطلاق منتدى "خيزران" الثقافي في إدلب شمالي سوريا - 9 من آذار 2024 (منتدى خيزران)

tag icon ع ع ع

إدلب – عبد الكريم الثلجي

في خطوة جديدة على مستوى القطاع الثقافي، أطلقت مجموعة من الأدباء والشعراء والمسرحيين والكتّاب منتدى “خيزران” الثقافي في مدينة إدلب، بهدف تحسين الواقع الثقافي وإقامة أنشطة ثقافية في المنطقة.

افتتح المنتدى في 9 من آذار الحالي، واعتبره القائمون عليه أقرب ما يكون للصالونات الأدبية، وجاء سعيًا لإيجاد مكان يجمع المهتمين بالثقافة لتنظيم اجتماعاتهم، واستقطاب المهتمين بهذا المجال، بعد أن كانت اللقاءات في منازل مؤسسي المنتدى.

ويطمح القائمون على المنتدى أن يضم المواهب، ويسهم بنشر ثقافة القراءة، وأن يُتاح للأديب نشر ما ينتجه وأن يكون مثمرًا، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة شهرية ومتنوعة، عبر أمسيات وأصبوحات أدبية ونشاطات مسرحية وفنية، في مناطق مختلفة شمال غربي سوريا، ولا تقتصر على مدينة إدلب فقط.

خطوة “جريئة”

مدير المنتدى، الكاتب والقاص السوري عمار الأمير، اعتبر في حديث لعنب بلدي أن هذه الخطوة “جريئة” من قبل أدباء وأديبات لديهم الإيمان الكافي بنشر الثقافة.

وقال الكاتب الحاصل على جائزة “الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي” عام 2022، إن البداية قوية، وسط طموح بأن يشكل المنتدى نواة لتجمع ثقافي همه هم بلد، يتم تحريك الثقافة فيه، وأن يكون ملجأ لأهل الثقافة في مدن الحرب، الذين يشبهون بالمركب دون دفة القيادة في بحر مظلم، على حد وصفه.

من جهته، يأمل الشاعر عبد الرحمن الإبراهيم أن يجد المنتدى مناخًا ملائمًا لنمو البذرة التي زرعها المؤسسون، معتبرًا أن تأسيس المنتدى بمنزلة تجربة تحتاج إلى وقت ليتم الجزم بنجاحها أو لا.

وقال الإبراهيم لعنب بلدي، إن حالة الهدوء النسبي التي تعيشها المنطقة شجعت المهتمين بالجانب الثقافي من رسامين وشعراء وفنانين ورسامين وكتّاب رواية على خوض هذه التجربة الجديدة بإطلاق منتدى “خيزران”.

وأكد أن المنتدى كيان مستقل لا يخضع أو يتبع لأي جهة سواء سياسية أو عسكرية داخل أو خارج سوريا، وهو نابع من رغبة المشاركين في تأسيسه بتكوين قاعدة انطلاق وكيان لهم، ومحاولة لكسر الجمود الثقافي وعدم قدرة الكتاب على الوصول إلى دور النشر خارج سوريا، بهدف نشر كتاباتهم وأعمالهم الفنية.

وفق القائمين، فإن اسم المنتدى مستوحى من “الخيزران”، الذي يبقى خمس سنوات بطول الإصبع، بينما في السنة السادسة يصل إلى 25 مترًا، ويتمتع بمرونته في صنع الأعمال والتحف، ويجلد بصلابة، وهو أشبه بكلمة الحق التي تجلد، كما يُصنع منه الناي بألحانه الجميلة ويستخدم في الرسم، وله رائحة جميلة، ولونه أخضر يبعث الأمل.

عقبات السلطة والدعم

بحسب عمار الأمير، فإن أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه مسيرة المنتدى هي السلطة الحاكمة التي سحبت السجادة من تحت أرجل أهل الثقافة، وجعلت للأدب سقفًا، والأدب المسقوف ليس أدبًا، بالإضافة إلى صعوبة الحالة المادية، وغياب الدعم اللازم، لأن المنتدى قائم على اشتراكات شهرية بسيطة يقدمها الأعضاء المؤسسون.

الشاعر أحمد سحاري وهو أحد مؤسسي المنتدى قال لعنب بلدي، إن الأدباء وعشاق الأدب يعيشون حالة اختناق منذ سنوات فلا يجدون ضالتهم، آملين أن يكون المنتدى هو “المتنفس الحقيقي الحر” الذي يعيد ثقة الكاتب بنفسه التي هزها الغرباء المتحكمون بهذا البلد المضنى، وفق تعبيره.

وأوضح أن القطاع الثقافي مهمش في محافظة إدلب، منتقدًا القائمين عليه بأنهم يريدونه على مقاسات تناسبهم، والأدب لا يقبل قيدًا ولا شرطًا، لكنهم “أطّروه”. 

لماذا الآن؟

تنشط الفعاليات المدنية والمشاريع التنموية في مدينة إدلب وعموم مناطق شمال غربي سوريا بعد توقف العمليات العسكرية 2020 (لم يتوقف القصف)، فهي تضم الآلاف من الطلبة الجامعيين بمختلف الاختصاصات، ومنظمات المجتمع المدني بمختلف القطاعات، الأمر الذي أسهم في إيجاد بيئة خصبة وتنوع ثقافي، لإقامة مختلف الأنشطة والفعاليات فيها على جميع الأصعدة.

الشاعرة والصحفية سناء العلي، وهي من مؤسسي المنتدى، قالت لعنب بلدي، إن مشروع المنتدى كان مطروحًا لدى القائمين عليه منذ عدة سنوات، بهدف جمع المهتمين بالجانب الثقافي بمختلف أشكاله في محافظة إدلب، وبعد أن تبلورت الفكرة تهيأ الجو المناسب لإطلاقها.

وأضافت أنه يوجد في إدلب كفاءة ثقافية عالية الجودة، وبإمكانها أن تحسن من صورة المنطقة التي يصفها كثيرون بـ”منطقة الإرهاب”، وهي على العكس، فهناك أناس محبون للثقافة والشعر والأدب والفن، ويأملون أن يتحقق السلام والحرية والعدل في هذه المنطقة، معربة عن تفاؤلها بهذا المنتدى.

استمر العمل على المنتدى ثلاثة أشهر، وبعد انطلاقه كانت أولى فعالياته أمسية أدبية لأعضائه، وألقى عدد من الشعراء قصائد متنوعة، وحضرها نحو 110 أشخاص.

وتتكرر المحاولات لملء الفراغ الثقافي في مدينة إدلب، التي شهدت فجوة في هذا النوع من الأنشطة بعد العمليات العسكرية، وسيطرة فصائل تحمل فكرًا يوصف بـ”المتشدد”، لكن هذه المحاولات كانت مؤقتة ومرحلية، من مبادرات لمشاركة الكتب، إلى إقامة فعاليات وافتتاح معارض للكتاب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة