من محمد رضا زاهدي الذي قتلته إسرائيل في دمشق

المسؤول عن إدارة ملفي سوريا ولبنان في فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري محمد رضي زاهدي (تعديل عنب بلدي)

camera iconالمسؤول عن إدارة ملفي سوريا ولبنان في "فيلق القدس الإيراني" التابع لـ"الحرس الثوري" محمد رضي زاهدي (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

قتلت غارة إسرائيلية في العاصمة السورية دمشق، الاثنين 1 من نيسان، الجنرال الإيراني محمد رضا زاهدي، إلى جانب عسكريين إيرانيين آخرين كانوا برفقته، بحسب ما أعلنت عنه إيران رسميًا، وسط تهديدات أطلقتها طهران تتوعد خلالها بالرد.

الغارة التي استهدفت مبنى محاذيًا للسفارة الإيرانية في حي المزة بالعاصمة دمشق، قالت عنها وزارة الدفاع بحكومة النظام السوري، إنها أفضت إلى قتل وإصابة كل من كان بداخل القنصلية الإيرانية.

وعقب ساعات على الاستهداف، نعى “الحرس الثوري الإيراني” اثنين من قيادييه مع خمسة من رفاقهما خلال الاستهداف الإسرائيلي بدمشق.

وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية، أن العلاقات العامة في “الحرس الثوري” أعلنت مقتل الجنرالين “المستشارين”، محمد رضا زاهدي، ومحمد هادي حاجي رحيمي، وخمسة من رفاقهما باستهداف القنصلية في دمشق.

ويعتبر زاهدي من أبرز القادة الإيرانيين في سوريا، إذ تصدّر اسمه خلال السنوات الماضية في سوريا ولبنان، خصوصًا أنه يشغل منصب المسؤول في “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” عن لبنان وسوريا.

من كبار قادة “الحرس الثوري”

لم يصنّف زاهدي على أنه من كبار القادة الإيرانيين من قبل الجهات المعارضة للوجود الإيراني في سوريا وحسب، إنما صنفته إيران كذلك أيضًا، إذ قالت وكالة “مهر” الإيرانية، الاثنين، إن زاهدي يعتبر “أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني”.

وبحسب الوكالة الإيرانية، فإن القيادي اسمه الكامل سردار محمد رضا زاهدي، من مواليد مدينة أصفهان وسط إيران.

انضم زاهدي إلى “الحرس الثوري” مبكرًا وكان أحد القادة المتوسطين فيه، وتولى قيادة لواء “قمر بني هاشم 44” سابقًا، كما كان قائد “الفرقة 14 للإمام الحسين”، وشغل منصب قائد القوات البرية في “الحرس الثوري” بين عامي 2004 و2007.

وانتهت مراحل تدرج زاهدي بالمناصب العسكرية والأمنية بالقطاع الخارجي من “الحرس الثوري” المعروف باسم “فيلق القدس”، إذ صار مسؤولًا في “الفيلق” عن ملفي سوريا ولبنان.

ولزاهدي صور تجمعه مع قائد ميليشيا “حزب الله” اللبناني، الموالي لإيران، بحسب ما نشره موقع “تبناك” الإيراني اليوم.

وبحسب وكالة “تسنيم” الإيرانية، فإن زاهدي من بين أربعة قادة إيرانيين هددتهم إسرائيل بالاغتيال، وهم مسؤول فرع “فيلق القدس” في العراق، علي رضا نوبخت، ونظيره في اليمن، عبد الرضا يوسف شهلاي، وفي فلسطين (الضفة وغزة) عقد سعيد ايزيدي، وزاهدي في سوريا ولبنان.

على علاقة بنصر الله

صحيفة “معاريف” قالت من جانبها، إن محمد زاهدي كان “العقل المدبر لإيران في لبنان” وعلى تواصل يومي مع زعيم “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله.

وأضافت الصحيفة أن الغارة الإسرائيلية في حي المزة بدمشق كانت تستهدف قائد الوحدة “18000” في “فيلق القدس”، وهي الوحدة المسؤولة عن تهريب الذخيرة والأسلحة الدقيقة إلى لبنان عبر سوريا، ولديه مهام أخرى في المنطقة.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مدير معهد “دراسات الأمن القومي” (INSS) في إسرائيل، تامر هيمان، أنه إذا قتل القائد الإيراني المسؤول عن سوريا ولبنان فعلًا، فإن هذه واحدة من أهم عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل، وربما أهم منذ اغتيال سليماني قائد “فيلق القدس”.

وأضاف أن زاهدي هو القائد الأعلى للجبهة الشمالية في “فيلق القدس”، والمسؤول عن نشاط “حزب الله” والميليشيات الشيعية في سوريا، ويعتبر من الناحية العملية هو الرجل الأقدم على هذه الجبهة.

صحيفة “الجارديان” البريطانية قالت من جانبها، إن زاهدي كان “شخصية حاسمة” في علاقة طهران مع “حزب الله” ورئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وبالخسارة التي تكبدها “فيلق القدس”، صار يواجه تحديات الآن في استمرار عملياته، إذ قال الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة “تينيسي” سعيد جولكار للصحيفة، إن مقتل زاهدي كان “أهم خسارة للحرس الثوري الإيراني منذ اغتيال قاسم سليماني”.

وأضاف، “لا يزال الحرس الثوري الإيراني يعتمد على رجل واحد وشبكاته”.

وكان لمعلق ومراسل الشؤون العربية في صحيفة “جورزاليم بوست” الإسرائيلية رأي في مقتل زاهدي، إذ قال إن زاهدي كان “عضوًا كبيرًا جدًا في التسلسل الهرمي الإيراني”، وكان يدير عملية تهريب الأسلحة بأكملها من سوريا إلى لبنان.

وأضاف أن الجنرال الإيراني تسبب لإسرائيل بـ”الكثير من الصداع في السنوات الـ20 الماضية بسبب تورطه في الإرهاب، مشيرًا إلى أنه “أكبر إيراني يتم القضاء عليه حتى الآن منذ 7 تشرين الأول 2023”.

ليس الأول

تعلن إيران بشكل دوري عن مقتل عناصر وقياديين لها على الأراضي السورية أو حتى الكشف عن هوية جثث لمقاتلين قُتلوا في وقت سابق في سوريا، وقلما تنعى من تطلق عليهم وصف “استشاريين” أو قياديين من هذا النوع.

وفي 25 من كانون الأول 2023، قصفت طائرة إسرائيلية منزلًا في بلدة السيدة زينب بمحافظة ريف دمشق، ما أسفر عن مقتل “أحد أقدم مستشاري الحرس الثوري” في سوريا، رضي موسوي.

وتعتبر دمشق (جنوب) وحمص (وسط) مركزين رئيسين في إطار النشاط الإيراني، فالمنطقتان الجغرافيتان “محطات تخزين” قصير المدى للأسلحة قبل تسليمها إلى “حزب الله” في لبنان، و”محطات تخزين” طويلة الأمد لاستخدامها في المستقبل من قبل “المحور الشيعي” في سوريا، وفق تقرير لمركز “ألما” البحثي الإسرائيلي، صدر في 2 من نيسان 2023.

وفي كانون الثاني الماضي، أعلن “الحرس الثوري” مقتل أربعة مستشارين في صفوفه، إثر قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنيًا في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق.

وقال “الحرس الثوري” حينها، إن “الكيان الصهيوني اعتدى مرة أخرى على العاصمة السورية دمشق”، وخلال الهجوم الجوي قتل عدد من القوات السورية وأربعة “مستشارين عسكريين” يتبعون له، دون تحديد هويتهم.

وفي شباط الماضي أيضًا، قالت وسائل إعلام إيرانية إن “مستشارًا عسكريًا” في “الحرس الثوري” قتل بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق.

أيضًا في 1 من آذار الماضي، نقلت وكالة “مهر” الإيرانية، عن البحرية التابعة لـ”الحرس الثوري” أن مستشارًا إيرانيًا اسمه رضا زارعي، قتل في هجوم شنته إسرائيل في وقت مبكر من صباح اليوم نفسه، واستهدف مبنى في ميناء بانياس السوري.

إيران في سوريا

تدير إيران عبر “حجاج عسكريين” يرتبطون بالسفارة الإيرانية في دمشق، ويقودون ميليشيات مسلحة، تغلغلها العسكري في سوريا، بحسب ما خلص إليه تقرير سابق أعدته عنب بلدي في آب 2022.

وتعتبر الميليشيات الإيرانية مجموعات مقاتلة يشكّل المقاتلون المحليون أغلبية عناصرها، لكنها تتبع بشكل مباشر لـ”الحرس الثوري”، المُشكّل في إيران عقب “الثورة الإسلامية الإيرانية”، وتتركز نواة هذه الميليشيات في سوريا بمحافظة دير الزور بشكل رئيس، بينما تقاد من العاصمة السورية دمشق.

وبحسب معلومات اطلعت عليها عنب بلدي في وقت سابق لهيكلية هذه الميليشيات، فإن قائدها المباشر إيراني الجنسية يُلقب بـ”الحاج مهدي”، ويقودها في مدينة الميادين وريفها قيادي آخر يُلقب بـ”الحاج حسين”، وفي البوكمال وما حولها “الحاج عسكر”.

وتعود القيادة المركزية لهذه الميليشيات إلى السفارة الإيرانية في دمشق، حيث كان يقيم “الحاج يونس”، وهو المسؤول السابق عن جميع أعمال إيران الاستخباراتية والعسكرية في سوريا.

اقرأ أيضًا: سفارة إيران في دمشق تدير “حربًا بين الحروب” شرقي سوريا

وظهر لاحقًا أن “الحاج يونس” استبدل، إذ سبق وقالت وكالة “تسنيم” الإيرانية في 20 من كانون الأول 2023، إن قائدين إيرانيين كانا مسؤولين عن المهمة الرئيسة المتمثلة في “تقديم المشورة للجيش السوري في الحرب على تنظيم داعش”، هما “الحاج يونس” وسردار همداني.

وأشارت الوكالة إلى أن “الحاج يونس” كان من أوائل قادة “فيلق القدس” الذين اتجهوا إلى سوريا مع قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قتلته أمريكا بغارة جوية في العراق في كانون الثاني 2020.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة