إقبال ضعيف على شراء ملابس العيد في إدلب.. عروض لجذب الزبائن

مبيعات الملابس منخفضة قبيل عيد الفطر 2024 في إدلب - 2 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

camera iconمبيعات الملابس منخفضة قبيل عيد الفطر 2024 في إدلب - 2 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

يشعر مازن بالعجز حين ينظر إلى أسعار الملابس المعروضة على واجهات المحال التجارية في أسواق إدلب، ويعتريه الضيق لعدم قدرته على شراء ملابس بمناسبة عيد الفطر لأطفاله الثلاثة.

وقال مازن قناة (36 عامًا) وهو مهجر من ريف حمص، إن كسوة الطفل الواحد تبلغ في حدها الأدنى 35 دولارًا أمريكيًا، أي 100 دولار لأطفاله الثلاثة، وهي مرتفعة مقارنة بالدخل، إذ يعمل الشاب في مطعم وراتبه الشهري 150 دولارًا، لافتًا إلى أنه اشترى ملابس لهم العيد الماضي بقيمة 75 دولارًا.

وأضاف لعنب بلدي أن خيارات الشراء في السوق شبه مستحيلة، فأسعار الملابس ذات الجودة المتوسطة مرتفعة مقارنة بالدخل، أما الملابس الأرخص قليلًا فهي تجارية وذات جودة منخفضة ولا يمكن ارتداؤها إلا مرات محدودة.

ولفت الشاب إلى أنه لا يزال في حيرة من أمره حيال شراء لباس للأطفال، وربما ينتظر لتحصيل سعر أرخض عبر عروض وتنزيلات، مع بقاء أسبوع على عيد الفطر.

من جهتها، قالت السيدة فاطمة عثمان وهي مهجرة تقيم في مدينة إدلب، إن “الرمد أفضل من العمى”، وذكرت أنها اشترت قطعة واحد لكل طفل من أولادها الأربعة (بنطال أو كنزة)، حتى لا تحرمهم فرحة العيد.

وأضافت السيدة أن سعر القطعة بلغ من 7 إلى 8 دولارات، وحصلت عليها من العروض والتخفيضات، رغم قناعتها بعدم جودة هذه القطع.

وشهدت أسعار الملابس ارتفاعًا، ما جعل خيارات الشراء ضيقة أمام الأهالي وسط أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية، ولا تتجاوز الأجرة اليومية 100 ليرة تركية في أحسن الأحوال (ثلاثة دولارات)، بينما وصل حد الفقر المعترف به إلى قيمة 10843 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 8933 ليرة.

مبيعات الملابس منخفضة قبيل عيد الفطر 2024 في إدلب - 2 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

مبيعات الملابس منخفضة قبيل عيد الفطر 2024 في إدلب – 2 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

مبيعات منخفضة.. العروض خيار

قبيل العيد حمل تجار الملابس في مدينة إدلب مخاوف من كساد البضاعة وتراجع المبيعات واضطراب الأسواق، ما أجبرهم على تخفيض كميات البضائع المستوردة، وتغيير أنواعها من المتوسطة لما دون ذلك.

وتشهد أسواق إدلب ازدحامًا، ويزداد بعد الإفطار وعقب صلاة التراويح، لكنه لا يعكس الإقبال على الشراء، والذي لا يزال منخفضًا بحسب بائعين قابلتهم عنب بلدي.

يعمل محمد العلي بائع ملابس في محل بإدلب، وقال لعنب بلدي، إن المواطنين يتجولون في الأسواق كعادتهم في مثل هذه الأيام، أما المبيعات فانخفضت بنسبة 50% مقارنة بعام 2023.

وأضاف أن ارتفاع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار وتراجع القدرة الشرائية للمواطن هي أسباب انخفاض المبيعات، لافتًا إلى أن ما يهم الزبائن اليوم رخص الثمن فقط، ولا أحد يسأل عن جودة القطعة أو نوع القماش، لمعرفتهم المسبقة بأن القطع المعروضة في التنزيلات ذات جودة منخفضة.

وبلغ سعر صرف الليرة التركية مقابل كل دولار واحد 31.8 للمبيع، و32.4 للشراء، وفق تسعيرة “اتحاد الصرافين” في إدلب المعتمدة في المنطقة.

ويضطر العديد من التجار ومنهم محمد لإجراء عروض لتصريف بضاعتهم بدل كسادها، إذ طرح عروضًا وصار يبيع طقم “الولادي” (بنطال وكنزة) من الجودة المتوسطة بـ25 دولارًا، وطقم “البناتي” بـ30 دولارًا، ويبيع الطقم الواحد بـ15 دولارًا لكن من الجودة المنخفضة والموديلات القديمة.

من جهته، عماد الصغير تاجر ملابس آخر في مدينة إدلب، قال إن مبيعات محله تراجعت 75% عن عام 2023، وأوضح أنه اعتاد في مثل هذه الأيام بيع بضائع بقيمة 20 ألف دولار، أما اليوم فلم يصل حجم المبيعات إلى ربع المبلغ المذكور.

وأضاف أن العروض أو التخفيضات هي التي تجذب بعض الزبائن، لافتًا إلى أنها تكون على حساب الجودة، أو مدفوعة برغبة البائع لتجنب كساد بضاعته في حال كانت كثيرة أو قديمة.

ويأتي عيد الفطر هذا العام على واقع سوري منهك، وسط ارتفاع نسب الفقر والبطالة والحاجة في عموم مناطق سوريا، إذ يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة قدرها 9% على عام 2023، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ويحتاج 80% من السكان السوريين إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2024، وفقًا لنظرة عامة على الاحتياجات الإنسانية لعام 2024 (HNO).

ويعاني نحو 55% من السكان في سوريا أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة