
وزير الخارجية التركي يوضح أهم الملفات التي ناقشها في أمريكا - 15 تشرين الثاني 2025 (AHABER)

وزير الخارجية التركي يوضح أهم الملفات التي ناقشها في أمريكا - 15 تشرين الثاني 2025 (AHABER)
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن قضية “وحدات حماية الشعب” (YPG) وحزب “العمال الكردستاني” (PKK) التي تستخدم اسم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) كانت من القضايا المهمة التي ناقشها مع المسؤولين الأمريكيين خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف أن أهم العوامل التي تسببت في توقف المحادثات بين الحكومة السورية و”قسد”، تمثلت في ميل الأخيرة إلى الانحراف عن مسارها أحيانًا، والسعي وراء فرص في أزمة إقليمية جديدة، مشددًا على ضرورة التذكير بأن هذا السعي لن يفيدهم، بحسب قوله.
وأكد خلال مقابلة مع قناة “AHABER” التركية بثتها، السبت 15 من تشرين الثاني، أهمية مسار المحادثات بين الجانبين، مشيرًا إلى توقفها بعد تدخل إسرائيل في الجنوب، بسبب تطورات معينة في المنطقة.
وتابع، “يجب المضي قدمًا في هذا الأمر ضمن وحدة فهم معينة”، مضيفًا أن انخراط المنظمة ضمن النظام الأمريكي بذريعة محاربة تنظيم “الدولة” للحصول على استثمارات سياسية معينة، هو أمر يجب اختتامه عند نقطة معينة بطريقة تعود بالنفع على جميع الأطراف.
وأوضح وجود مفاوضات ومحادثات مع الأمريكيين، لضمان وصول المناقشات إلى نقطة معينة.
أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده تعمل مع الأمريكيين، لإبعاد التهديد الإسرائيلي عن سوريا، وألا تُشكل سوريا بدورها تهديدًا لإسرائيل، وأن يحترم الجميع وحدة أراضي وسيادة الآخر.
وأضاف أن جزءًا من الأراضي السورية يقع تحت الاحتلال، مشيرًا إلى أنه يجب أن ينتهي هذا الاحتلال، ويجب أن نتجنب أي نهج يُهدد بقية سوريا.
ونوه فيدان إلى أهمية الدعم الأمريكي للنظام والازدهار والاستقرار في سوريا، موضحًا وجود استفزاز إسرائيلي في جنوبي سوريا، يستهدف الدروز تحديدًا.
قال فيدان “إن رفع اسم (الرئيس السوري) أحمد الشرع وأصدقائه من قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية كان خطوة دبلوماسية بالغة الأهمية”، معربًا عن امتنانه لأعضاء مجلس الأمن الدولي.
وأضاف وزير الخارجية التركي، أن مراعاة مصالح سوريا ووحدة أراضيها ورفاهية شعبها والسلام، ودفع قضاياها إلى الأمام مع دول المنطقة، هي خطوات في السياسة الخارجية لا يمكن أن تسعى إليها إلا دول مثل تركيا، “التي لديها تاريخ ثقافي استراتيجي طويل وعميق للقيام بذلك”، وفق تعبيره.
ونوه فيدان إلى أن “جهود تركيا في سوريا، سواء من أجل الاستقرار أو عودة اللاجئين، وحصول الإدارة الجديدة على الشرعية الدولية، هي من أندر الجهود في التاريخ”.
وأضاف، “لا شيء أكثر طبيعية من وجود تركيا هناك، مؤكدًا أن تحديد هذه المشكلات وتشخيصها والتعامل معها والمضي قدمًا بها ليس لمصلحة تركيا وحدها”.
وأكد أن أكبر ما يميز تركيا في سياستها الخارجية هو أنها عندما تعالج قضية ما، فإنها لا تعالجها لمصلحتها الخاصة فحسب، بل إنها تريد لدول المنطقة الأخرى ما تريده لنفسها، وتسعى لتعزيز مصالحها مع الجميع.
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الاجتماع الثلاثي بين سوريا وتركيا وأمريكا، الذي عقد في البيت الأبيض في 10 من تشرين الثاني الحالي، ركز على ما يمكن فعله لرفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون “قيصر”، بهدف مساعدة الاقتصاد السوري على النهوض من جديد.
وصرح فيدان خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أن الاجتماع الثلاثي الذي عقده مع وزيري الخارجية السوري أسعد الشيباني، والأمريكي ماركو روبيو، ناقش رؤى الدول الثلاث وإمكانيات تعزيز التعاون المشترك.
وأضاف فيدان، أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، يعمل بـ”كثافة” في الملف السوري، سواء فيما يتعلق بالعلاقات بين واشنطن ودمشق، أو القضايا المتصلة بجنوبي سوريا والحدود مع إسرائيل، أو المناطق الشمالية الحدودية مع تركيا، معتبرًا أن “وجود مثل هذا المبعوث النشط يمثل قيمة مهمة”.
وأشار إلى أن تركيا استضافت اجتماعًا مماثلًا بولاية أنطاليا في أيار الماضي، وأن الاجتماع الأخير في واشنطن يعتبر تتمة لذلك الحوار.
ونوه الوزير التركي إلى أن التركيز ينصب حاليًا على ما يمكن فعله لرفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون “قيصر”، مضيفًا أنه رغم بعض الإعفاءات المحدودة التي قد مُنحت بقرارات رئاسية أمريكية، فإن إلغاء قانون “قيصر” تمامًا من الكونجرس يعد خطوة ضرورية.
وأكد فيدان ضرورة أن تتبنى الإدارة الأمريكية موقف إلغاء قانون “قيصر”، وتوصي به للكونجرس، مشددًا على أهمية لقاء الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بعدد من أعضاء الكونجرس، على اعتبار أنهم سيصوتون على إلغاء القانون.
وأوضح فيدان أن اللقاء تطرق أيضًا إلى الأوضاع في محافظة السويداء جنوبًا، وشمال شرقي سوريا، حيث توجد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مشددًا على أهمية هذه المحادثات من ناحية بحث مستقبل تلك المناطق.
فيدان قال “إذا لم تُدر المشكلات في هذه المناطق بدقة، فقد تواجه سوريا خطرًا حقيقيًا يمس سلامة أراضيها ووحدتها، ومن المهم أن الأمريكيين يدركون هذا الأمر، ويرى أنهم “أدركوه فعلًا”.
ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن سوريا يجب أن تبقى موحدة، وأن تُصان سلامة الأرواح والممتلكات فيها، وألا تتعرض المكونات العرقية والدينية لأي ضغط، معتبرًا أن تحقيق هذا التوازن يتطلب جهدًا كبيرًا، كما يجب ضمان ألا تشكل أي جهة تهديدًا للآخرين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى