هل سنأكل لحم الكلاب

tag icon ع ع ع

 عنب بلدي – العدد 88 – الأحد 27/10/2013

هل سنأكل لحم الكلابحنين النقري

لم تعد أولى حبّات مطر الشتاء بشارة خير في المناطق المحاصرة، فلسان حال الناس يقول: «الله يجيرنا من هالشتوية»

وحتمًا، فإنّ الله سيجيرنا، ويعيننا، ما أجرنا أنفسنا وأعنّاها: بأدواتنا ووسائلنا البشرية، حسن تفكيرنا وتدبيرنا.

لا شك أن أزمة المواد الغذائية ستزداد مع الشتاء حيث لا خضار تنعش الأسواق كحال الصيف، وهنا يبرز دور المؤونة، لكن هل ستكفي أم سيضطر الناس لتطبيق فتوى علماء ريف دمشق بأكل لحم الكلاب والقطط والحمير؟!

مهلًا.. أمامنا بعد خيارات أخرى أقل وطأة على النفوس. طرحت عليّ مثلا فكرة تربية الأرانب في المناطق المحاصرة، الأرانب من الحيوانات الثدية التي تتكاثر بأعداد كبيرة في كل حمل، وتبلغ جنسيًا في عمر 6 اشهر، لم لا نتّجه ﻹنشاء مشاريع صغيرة لتربية الأرانب والاستفادة من لحمها وفروها؟

لحمها -بالتأكيد- أكثر استساغة من لحم الكلاب والحمير، ولن يشعر «الإنسان» إذ يأكله بذلّ أو صغار لما أوصلته له الحرب -أم أن هذا ما نريده.

الخبز والطحين، وتفاقم أوضاعهما.. لم لا نروّض أنفسنا على الحياة من دون خبز تمامًا.

الأمر صعب بالتأكيد، لكن حدود تفكيرنا حوله، البعد الذي نعطيه له، درجة اعتيادنا عليه هو ما يجعله أكثر -أو أقلّ- صعوبة.

المشكلة في الاعتياد، فيما نتصوره وما ترسمه أذهاننا أننا لن نعيش إلا بوجود هذا المكوّن أو ذاك.

مشكلة الملابس: شتاء وبرد، عدم توافر ملابس في الأسواق، غلاؤها الشديد إن وجدت.. مجموعة تحديات قابلتها حركة جميلة لتعلّم الخياطة والحياكة، ولعلّ هذا من أهم الحلول القادرة على تحقيق نسبة ما من الاكتفاء الداخليّ، والمساعدة على إعادة تدوير الملابس القديمة وتجديدها.

من الحلول الممكنة أيضًا، تشكيل لجان رسميّة للاستفادة مما في البيوت المقصوفة، أو تلك المغلقة بسبب سفر أصحابها -بعد التواصل معهم طبعا-، جمع الثياب والأغطية الموجودة فيها، غسلها وتهيئتها للاستخدام، إنشاء مراكز لتوزيع وتبادل الملابس ذات الحالة الجيّدة.

مشكلة الطاقة: حصار، لا وقود، لا كهرباء، وبالتالي الاتجاه لتوليد الكهرباء من مصادر أخرى، توجّهنا صيفًا لاستثمار طاقة الشمس، وشتاء يمكن الاستفادة من طاقة الرياح لتوليد الكهرباء وشحن وحدات تخزين -بطاريات- نستثمرها لساعات أطول

التدفئة شتاء تحدٍّ جديد أيضًا في ظل غياب الكهرباء والوقود، وأعتقد أن الحل الأمثل -بالإضافة للاعتماد على مصادر حرارية أخرى كالحطب- يكمن في رفع عازلية البيوت -عازلية البيوت الطينية التي سكنها أجدادنا مدهشة بقدرتها على حفظ الحرارة داخلها صيفا شتاء- يمكننا البحث عن أوفر حلول العازلية وأكثرها توافرًا في بيئتنا لتطبيقها، ظروفنا الحالية هي أهم دورة في التكيّف والتفكير لو أحسنّا التعامل معها.

هي حلول بسيطة لتوفير الطعام، الطاقة، الملابس، بأساليب لم نعتدها، وطالما أعملنا عقولنا ستمنحنا محنتنا القدرة على ابتكار المزيد من الأفكار المدهشة.

لا مشكلة أبدًا في البحث خارج الصندوق، لكن في أثناء بحثنا، هلّا احترمنا «إنسانية» هؤلاء الاشخاص، وسعينا لحفظ كرامتهم، كما نسعى لحفظ حياتهم؟

ما دمنا نفكّر وندبّر.. لن نضطر ﻷكل لحم الكلاب.

دمتم بكرامة..




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة