محو الأمية الإلكترونية في الغوطة الشرقية.. خطوة جديدة في سوريا الثورة

tag icon ع ع ع

سامح اليوسف – ريف دمشق

لطالما كانت سوريا متأخرة في مجال ثقافة الإنترنت والتكنولوجيا طيلة حكم الأسدين الأب والابن وكانت من أواخر الدول التي تصل إليها المعلوماتية. ومع انطلاق الثورة السورية لعب الإعلام والإنترنت دورًا بارزًا، فكان من أهم العجلات التي حركت الثورة بقوة، إذ رافق العمل الإعلامي الحراك المدني والعسكري، وبذلك تزايد الاهتمام ضمن الأوساط الثورية بتوسيع ثقافة الإنترنت والتصميم والإعلام المرئي والمكتوب، ما أسهم في افتتاح مركز «التدريب والتطوير الإعلامي» في الغوطة الشرقية وهدفه محو الأمية الإلكترونية لدى شباب وشابات الثورة.

عنب بلدي التقت عددًا من القائمين على المركز الواقع في مدينة دوما  والعاملين والمتدربين فيه واستطلعت تفاصيل العمل هناك.

يوضح راتب الشامي مدير المركز بأن مركزه يقدم دورات تدريبية للإعلاميين من الشباب والشابات، وللراغبين في توسيع ثقافتهم سواء من المؤسسات المدنية أم من الألوية والكتائب؛ وبأن الدورات المتاحة هي تدريب على التصميم والمونتاج والتصوير والتحرير الصحفي وإدارة وحماية مواقع الانترنت، ونوّه إلى أن خدمات المركز مجانية.

ويضيف الشامي أن المشرفين على المركز هم من الأكاديميين والخبراء في هذه المجالات وممن لا تقل خبرتهم عن ثلاث سنوات، فيما تجاوز عدد المتدربين الخمسين متدربًا من الذكور والإناث، وتقام دورات لكل منهما على حدة في كافة المجالات.

وقال الأستاذ صافي البقاعي، المشرف على دورات التصميم والمونتاج التلفزيوني والحائز على شهادة من معهد خاص في لبنان، أن الدورة تتألف من عشرين جلسة تهدف لتوسيع معرفة الطلاب ببرامج التصميم والمونتاج مثل الفوتوشوب Photoshop والبرمييرPremier وإن ديزاين In Design والستريترIllustrator. وأضاف أن الشرط الوحيد الذي يشترطه المركز على الطلاب هو تسخير هذه الخبرة لصالح أعلام الثورة سواء لجهات مدنية أم عسكرية، وهذه «المكافأة الوحيدة التي يقدمها الطلاب للمركز» حسب قوله.

أما أبو ناصر الحموي مشرف دورة التحرير الصحفي وخريج كلية الإعلام في جامعة دمشق فيقول إنه يقدم خبرة موجزة عن التحرير والصحافة المتخصصة والإعلام المرئي والمكتوب، ورغم أنه لا يستطيع تقديم شهادة لطلابه من شباب الثورة لكنه يقدم لهم خبرة ثماني سنوات من العمل في مجال الاعلام.

كما التقت عنب بلدي بعض الطلاب المتدربين الذين عبّروا عن سعادتهم بهذه الدورات وبهذا المركز «النادر» في الغوطة المحررة وفي سوريا الثورة. فالعمل الإعلامي ينقصه الكثير من الخبرات، حسبما يقول حسام، أحد المتدربين في المركز والعامل في مكتب إعلامي تابع لأحد الألوية في الغوطة، ويتابع حسام «التسويق للإعلام العسكري لا يتم فقط عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي، وهذه الخبرة ستزيد من قدرتنا على إيصال الحقيقة للعالم».

وتؤكد سعاد، إحدى المتدربات على التحرير الصحفي، أنها ستلتزم بالعهد الذي قطعته على نفسها وللمركز بأن توظف الخبرة التي اكتسبتها من خلال العمل في إحدى الصحف الصادرة في الغوطة أو غيرها، وذلك بهدف تقديم شيء للثورة، وإيصال المعلومة والخبر بمصداقية وموضوعية للعالم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة