واشنطن فشلت في إنقاذ رهائن أمريكيين في سوريا، وستعزز قواتها في العراق

في رسالة إلى أوباما، “داعش” تذبح صحفيًا وتتوعد آخر

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – وكالات

أظهر تسجيلٌ مصور بعنوان “رسالة إلى أمريكا” إعدام الصحفي الأمريكي جيمس فولي يوم الثلاثاء

19 آب، على يد مقاتلٍ من تنظيم “داعش” مهددًا الإدارة الأمريكية بإعدام آخرين، في حال واصلت هجماتها على مقرات “الدولة”.

في الوقت الذي كشفت واشنطن للمرة الأولى أنها نفذت عملية لإنقاذ مواطنين أمريكيين في سوريا، إلا أنها فشلت؛ بينما ألمح أوباما إلى تعزيز القوات الأمريكية في العراق.

  • تطور ملحوظ في إعدامات التنظيم

وأظهر التسجيل الذي نشره حساب “الفرقان” الرسمي لدى “الدولة” في يوتيوب ومواقع جهادية أخرى مساء الثلاثاء، ذبح الصحفي الأميركي جيمس فولي الذي خطف في سوريا نهاية 2012.

ويبدأ التسجيل، ومدته 5 دقائق تقريبًا، بعرض لإعلان أوباما أنه أجاز توجيه ضربات جوية إلى تنظيم “الدولة” ثم يظهر مقتطف لإحدى هذه الغارات تليه رسالة من الصحفي مدتها دقيقتان تقريبًا، ثم عملية الذبح التي قام بها شخص ملثم يحمل سكينًا ويرتدي لباسًا أسود اللون يتحدث الإنكليزية بلهجة بريطانية.

وتميز التسجيل باحترافية عالية استخدمت فيه أكثر من كاميرا، وتم تصويره في منطقة صحراوية ليس فيها أي علامات تشير ما إذا كانت في سوريا أو العراق.

وهدد مقاتل التنظيم بإعدام صحفي أمريكي آخر، وهو ستيفن جويل سوتلوف، إذا لم يوقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الضربات الجوية الأمريكية في العراق.

وظهر كلا الرهينتين وهما يرتديان زيًا برتقالي اللون شبيهًا بذاك الذي يرتديه المحتجزون في معتقل غوانتانامو الأمريكي. وقد أكد مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي “FBI” يوم الأربعاء صحة التسجيل، على أن تقدم معلومات إضافية في وقت لاحق.

  • من هو فولي؟

وكان فولي، البالغ من العمر 40 عامًا، مراسلًا حرًا شارك في تغطية الثورة الليبية ضد معمر القذافي، قبل أن يتوجه إلى سوريا لتغطية الصراع لحساب “غلوبال بوست” ووسائل إعلام أخرى.

ونشرت الصحف ووسائل الإعلام الغربية ما قالته “ديان فولي” والدة الصحفي جيمس، في تعليق على صفحتها الخاصة في فيسبوك “لم أكن أكثر فخرًا بابني أكثر من اليوم، فقد ضحى بحياته في محاولة لكشف معاناة الشعب السوري للعالم”.

وقال رئيس مجلس إدارة “غلوبال بوست” فيليب بالبوني “نقول، باسم جون وديان فولي، وباسم غلوبال بوست أيضًا، أننا تأثرنا برسائل التعاطف والدعم التي انهالت علينا منذ تم الإعلان عن الإعدام المحتمل لجيمس”.

وكشفت عائلة فولي أنها تلقت ست رسائل خلال فترة احتجازه الذي استمرت عامًا ونصف، وأكد فيليب بالبوني “المسلحون طالبوا في لحظة من اللحظات بأكثر من 130 مليون دولار لإطلاق سراحه”.

وكان شهود عيان أكدوا أن فولي خطف في محافظة إدلب شمال سوريا يوم 22 تشرين الثاني 2012، وانقطعت أخباره منذ ذلك الحين رغم قيام العائلة بحملة للحصول على معلومات عنه.

  • ومن يكون القاتل؟

ورجح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن يكون الشخص، الذي ظهر في التسجيل وهو يقتل فولي، بريطانيًا. وقال كاميرون إثر سلسلة اجتماعات أزمة ترأسها يوم الخميس بعدما قطع إجازته “لم نحدد بعد هوية الشخص المسؤول عن هذا العمل، ولكن يرجح أكثر فأكثر أنه مواطن بريطاني”.

وصرح كاميرون للصحفيين أمام مقر رئاسة الوزراء “اسمحوا لي بأن أدين العمل الهمجي والوحشي الذي ارتكب واسمحوا لي بأن أوضح أن ما حدث جريمة قتل لا يمكن تبريرها إطلاقًا”.

وقال “إنه أمرٌ يثير صدمة كبيرة، لكننا نعلم بأن عددًا كبيرًا من الرعايا البريطانيين توجهوا إلى العراق وسوريا للتطوع لممارسة التطرف والعنف”.

  • واشنطن تعترف بتنفيذ عملية داخل سوريا

وللمرة الأولى منذ اندلاع الصراع في سوريا، أعلنت واشنطن يوم الأربعاء، أن قوات أمريكية نفذت “هذا الصيف” عملية لإنقاذ رهائن أمريكيين يحتجزهم تنظيم “الدولة” في سوريا، لكن العملية فشلت.

وقالت كبيرة مستشاري أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب “ليزا موناكو” إنه “في وقت سابق خلال هذا الصيف أعطى الرئيس موافقته على عملية ترمي إلى إنقاذ مواطنين أمريكيين مختطفين ومحتجزين رغمًا عنهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”.

وأضافت في بيان أن “الحكومة الأمريكية اعتقدت أن لديها ما يكفي من المعلومات الاستخبارية، وعندما حانت الفرصة أجاز الرئيس للبنتاغون بالشروع سريعًا بتنفيذ عملية هدفها إنقاذ مواطنينا”. ولكن العملية فشلت “لأن الرهائن لم يكونوا موجودين” في المكان الذي حددته الاستخبارات الأمريكية”، كما قالت المسؤولة في البيت الأبيض.

من جهته، قال البنتاغون إن هذه العملية شاركت فيها عناصر من سلاحي الجو والبر و “كانت تركز على شبكة احتجاز محددة داخل تنظيم الدولة الإسلامية”.

ولم يحدد أي من البيت الأبيض أو البنتاغون هويات الرهائن الذين كانت العملية تستهدف إطلاق سراحهم ولا عددهم، لكن من الرهائن التي بات معروفًا أنهم مخطوفون الصحفي ستيفن سوتولوف الذي ظهر في شريط الإعدام، إضافة إلى أوستن تايس الذي توجه إلى سوريا في أيار 2012، واختفى أثره قرب دمشق بعد زيارة لداريا في آب من العام نفسه.

إلى ذلك أعلن “مسؤول أمريكي كبير” كما نقلت وكالة الأنباء رويترز، أن وزارة الدفاع تنوي إرسال “نحو 300” جندي أمريكي إضافي إلى العراق بناء على طلب الخارجية الأمريكية. وهذه القوات الإضافية التي ستساعد في حماية المقار الدبلوماسية الأمريكية ترفع إلى نحو 1150 عدد الجنود والمستشارين العسكريين الأمريكيين الموجودين في العراق.

  • عدد الصحفيين الذين قتلوا في سوريا

وفقًا للجنة حماية الصحفيين المعنية بحماية حرية الصحافة حول العالم، ومقرها نيويورك، فإن 69 صحفيًا على الأقل قتلوا كنتيجة مباشرة لتغطية الصراع السوري منذ أن بدأ في عام 2011، وأن معظم هؤلاء لقوا حتفهم في تبادل لإطلاق النار أو نتيجة تفجيرات، لكن ستة منهم على الأقل تأكد مقتلهم بصورة متعمدة.

إلا أن تقرير لجنة حماية الصحفيين يتجاهل تمامًا مقتل عدد كبير من الإعلاميين المواطنين الصحفيين المحليين، إذ وصل عدد القتلى إلى 308 بينهم 16 قتلوا تحت التعذيب، إضافة لـ 12 صحفي أجنبي، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وأضافت الشبكة في حصاد ثلاث سنوات من الثورة، أن الأمن السوري اعتقل 835 إعلاميًا، بينما اقتحم تنظيم “الدولة” 13 مركزًا إعلاميًا في المناطق المحررة، وقام بتخريب العديد منها ونهب محتوياتها، كما اعتقل التنظيم 42 إعلاميًا لا يزال 23 منهم محتجزين إلى الآن.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة