نقص فيتامين د.. نستطيع وقاية أنفسنا

فيتامين د
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

من المعروف أن فيتامين د ضروري لنمو الخلايا والعظام، وذكرنا في العدد الماضي أن نقصه يؤدي إلى العديد من المشكلات، أهمها الاضطرابات العظمية (تليّن وتخلخل العظام والهشاشة العظمية) والآلام الهيكلية، ومع أن الجسم يستطيع تصنيعه عند التعرض لأشعة الشمس، إلا أن سوء التغذية وبعض الأمراض الأخرى قد تؤدي إلى نقص هذا الفيتامين.

كيف يشخّص نقص فيتامين د

يعد اختبار عيار 25-هيدروكسي فيتامين د في الدم هو الطريقة الأكثر دقة لمعرفة كمية فيتامين د في الجسم، وتعتبر القيم بين 20-50 نانوغرام/مل طبيعية.

بينما تحتاج القيم الأقل من 20 نانوغرام/مل للعلاج، وإذا انخفضت النتيجة عن 12 نانوغرام/مل فيشير ذلك إلى وجود نقص شديد في فيتامين د.

كيف يتم علاج نقص الفيتامين؟

يشمل العلاج مرحلة البداية، وفيها تعطى جرعة عالية من الفيتامين حتى الوصول إلى المستويات الطبيعية، تليها مرحلة الصيانة، وكلما قل مستوى الفيتامين في الدم قبل العلاج كلما زادت الجرعة اللازمة من أجل الوصول بسرعة للمستوى المطلوب.

المرحلة الأولى: يمكن إعطاء الجرعة الأولية العالية يوميًا أو أسبوعيًا، ويمكن أن تعطى في شكل جرعة واحدة (على شكل حقنة عضلية) إذا كانت هناك مخاوف بشأن عدم التزام المريض بالعلاج.

في النظام اليومي فإن الجرعة هي 1000 وحدة دولية للأطفال حديثي الولادة، و1000 إلى 5000 وحدة دولية للرضع من 1 إلى 12 شهرًا من العمر، و5000 وحدة دولية من أجل المرضى أكثر من 1 سنة من العمر، وتعطى الجرعة يوميًا على مدى شهرين إلى ثلاثة أشهر.

ويمكن أن تعطى الجرعة أسبوعيًا بجرعة تتناسب مع المطلوب (مجموع الجرعات اليومية لأسبوع)، كما يمكن أن تعطى الجرعة لمرة واحدة (300000 وحدة دولية أو 600000 وحدة دولية).

مرحلة الصيانة: بعد الوصول إلى المستوى المطلوب في الدم فإنه يجب استمرار مكملات الفيتامين (400 وحدة دولية يوميًا) لجميع الفئات العمرية، مع مضاعفة هذه الجرعة لدى الرضع ذوي البشرة الداكنة، والأطفال الذين يقيمون في مناطق محدودة التعرض لأشعة الشمس، والمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة.

كيف يمكن الوقاية من نقص فيتامين د؟

أولًا: تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د

  • زيت كبد الحوت: يعتبر زيت كبد الحوت أغنى المصادر الغذائية بفيتامين د، يمكن تناول حبة واحدة منه يوميًا.
  • الأسماك: يجب تناول الأسماك لأنها من أغنى المصادر بفيتامين د، ومن أهمها سمك السلمون والسردين والتونا.
  • الحليب: تناول وجبة إفطار يومية تحتوي على كوب من الحليب مع الحبوب الكاملة الغنية بالفيتامين د.
  • البيض: يجب تناول البيض ثلاث مرات أسبوعيًا، مع تجنب الإفراط في ذلك لأنه قد يزيد معدلات الكوليسترول في الدم.
  • الإكثار من تناول الزبدة والقشطة والجبن والكبدة.
  • الفطر: ينصح استخدام الفطر في الطبخ والأطعمة لاحتوائه على نسبة عالية من فيتامين د.
  • تناول الأعشاب الغنية بالفيتامين د مثل الزنجبيل.

وننوه إلى أن شركات تصنيع المواد الغذائية عادة ما تدعم الأغذية بفيتامين د، ومن الأمثلة على ذلك: الحليب، حبوب الإفطار، لبن الزبادي، عصير البرتقال، السمن الصناعي النباتي.

ثانيا: التعرض لأشعة الشمس بطريقة مناسبة

  • يجب الاستفادة من النسبة الهائلة التي توفرها الشمس والتي تتراوح ما بين 80- 90% من فيتامين د الذي يحتاجه الجسم، لذلك يوصى بالتعرض لأشعة الشمس لمدة حوالى 15 دقيقة يوميًا، ويمكن أن تؤثر عدة عوامل في كمية الشمس التي يتعرض لها الشخص، حيث يؤثر توقيت التعرض من السنة، ووجود الغيوم في السماء، وتوقيت التعرض من اليوم، كما ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يمكن للأشعة فوق البنفسجية اختراق الزجاج، وهذا النوع من الإشعاعات هو الذي يحفز على إنتاج فيتامين د، لذلك فإن البقاء خلف النافذة المغلقة أثناء التعرض لأشعة الشمس لن يكون مفيدًا لإنتاج فيتامين د.
  • ينصح الأشخاص ذوو البشرة السمراء بالتعرض لفترة أطول من غيرهم لأن امتصاص بشرتهم للشمس يكون بطيئًا، كما يجب عدم وضع المستحضرات الواقية من الشمس لأنها تعرقل عملية امتصاص الأشعة أيضًا.

ما الاحتياجات اليومية من فيتامين د

عند الأصحاء يكفي يوميًا إعطاء 400 وحدة دولية (10 مكروغرام) للرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 0-12 شهرًا، وإعطاء 600 وحدة دولية (15 مكغ) للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1-70 عامًا، وزيادتها إلى 800 وحدة دولية (20 مكغ) للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 عامًا لتحسين صحة العظام.

ويعتبر حليب الأم فقيرًا بفيتامين د، لذلك يجب إعطاء الأطفال الرضع مكملات غذائية تحتوي الفيتامين، أما حليب الرضع الصناعي فيتم عادة تدعيمه ولا يحتاج الأطفال المعتمدون عليه إلى مكملات فيتامين د.

أما المصابون بمتلازمات سوء الامتصاص، والفشل الكبدي، ومتلازمة الالتهاب الكلوي، فيجب أن يأخذوا مكملات تحوي على 50000 وحدة دولية (1250 مكغ) أسبوعيًا.

ملاحظة:

قد يحدث الانسمام بالفيتامين د بدءًا من مستويات فوق 150 نانوغرام/مل، وعادة ما تنتج السمية عن تناول المكملات الغذائية بجرعات عالية جدًا ولعدة أشهر، وتظهر الأعراض نتيجة ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم، لذلك يوصى بالقياس الدوري لمستوى الكالسيوم في الدم لدى الأشخاص الذين يأخذون جرعات كبيرة من الفيتامين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة