بزوغ الأسنان عند الرضيع.. أصعب مراحل نمو الأطفال

بزوغ الأسنان عند الرضيع
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يختلف وقت بزوغ الأسنان اللبنية عند الرضع (أو ما يعرف بالتسنين) من طفل لآخر، وتعتبر مرحلة التسنين من أصعب المراحل التي يواجهها الطفل خلال نموه، ومع أن الأم تكون سعيدة عندما تبدأ أسنان طفلها في الظهور، إلا أن آلام التسنين وما يصاحبها من مزاج سيئ للطفل يعكر عليها صفو سعادتها، ويسبب لها التوتر والإرهاق، كما أن هناك بعض الأطفال يتأخر ظهور الأسنان لديهم، مما يشعر الأم بالحيرة والقلق، إذ إنها لا تعرف أسباب ذلك، ولا تعرف إذا ما كان ذلك يتعلق بوجود مشاكل لدى الطفل أم لا، ولذلك فإننا سنعرف في مقالنا هذا بالأعراض المرافقة لعملية التسنين، وبأهم أسباب تأخر ظهور الأسنان عند الرضع.

متى يبدأ بزوغ الأسنان اللبنية عند الرضيع؟

تنمو أسنان الطفل اللبنية في أثناء نموه في رحم أمه، ثم تبدأ بالظهور في اللثة ما بين عمر أربعة أشهر و12 شهرًا، لكن عند معظم الرضع تبدأ بالظهور عندما ما يبلغون الستة أشهر تقريبًا، وتعتبر عملية التسنين حالة وراثية، فإذا كانت أسنان الأبوين قد ظهرت مبكرًا مثلًا، فإن فرص تكرار نفس السيناريو مع طفلهم ستزيد، وبشكل عام تكون مواعيد التسنين الطبيعية للرضيع على النحو التالي:

  • بعمر خمسة أشهر (عادة ما بين 4 و7 أشهر): يبدأ التسنين فتصبح لثة الطفل حمراء اللون ومُنتفخة بسبب خروج السن من الداخل.
  • بعمر ستة أشهر (عادة ما بين 5 و7 أشهر): تبرز السن الأولى للطفل وهي القاطعة الوسطى في منتصف الفك السفلي، وتظهر القاطعة الثانية بجانبه على الفور.
  • بعمر سبعة أشهر (عادة ما بين 6 و8 أشهر): تظهر القواطع في منتصف الفك العلوي من الفم.
  • بعمر تسعة أشهر (عادة بين 9 و13 شهرًا): تظهر القواطع العلوية الجانبية ليمتلك الطفل 4 أسنان علوية.
  • بعمر عشرة أشهر (عادة بين 10 و16 شهرا): تظهر القواطع السفلية الجانبية.
  • بعد ذلك يتوالى يزوغ الأسنان: الطاحنة العلوية الأولى بكل جهة ثم الطاحنة السفلية الأولى بعمر بين 12-18 شهرًا، ثم الناب العلوي بعمر 12-22 شهرًا، ثم الناب السفلي بعمر 16-22 شهرًا، ثم الطاحنة السفلية الثانية بعمر 20-31 شهرًا، وأخيرًا الطاحنة العلوية الثانية بعمر 25-33 شهرًا، وهي السن اللبنية الأخيرة، وعند إكمال الطفل عامه الثالث، تكون لديه الأسنان اللبنية العشرون مكتملة.

وبعد أن يصل الطفل لعمر 6 سنوات تقريبًا تبدأ الأسنان اللبنية بالسقوط، ويستمر التبديل إلى أن تظهر الأسنان الدائمة كلها.

هل يمكن أن يولد الطفل ولديه أسنان؟

نعم، في حالات نادرة يولد الطفل مع سن واحدة أو أكثر، والتي تدعى أسنان الولادة، أو قد تظهر سن واحده أو عدة أسنان خلال 30 يومًا من الولادة، وقد تكون هذه الأسنان أسنانًا زائدة أو بقايا من فترة التطور المبكر للطفل، وقد تكون أسنانًا حقيقية، ولكن عادة ما يوصى بإزالتها من الفم إذا كانت غير ثابتة خشية أن يشفطها الطفل بطريق الخطأ إلى الرئتين، كذلك فإن وجود هذه الأسنان قبل الأوان قد يعرقل عملية الرضاعة الطبيعية أو يسبب تهيجًا للسان.

ما أعراض وعلامات بزوغ الأسنان اللبنية عند الرضع؟

إن الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة لا تظهر عليهم سوى أعراض خفيفة في فترة ظهور الأسنان، كالتوعك البسيط واضطراب طفيف بالنوم في أثناء الليل ولكن قد يعاني بعض الأطفال وخاصة الضعفاء من أعراض تتفاوت في حدتها ما بين المتوسطة والشديدة، وأهم الأعراض:

  • زيادة سيلان اللعاب: تلاحظ الأم اللعاب في فم الطفل وعلى ملابسه بكثرة.
  • زيادة رغبة الطفل بالعض والمضغ: يبدأ الطفل بعض أصابع يديه وأي شيء يصل إلى يده، وحتى حلمة ثدي أمه.
  • تهيج اللثة: تصبح لثة الطفل مُتهيجة وحمراء اللون.
  • ظهور السن أسفل اللثة: يلاحظ ابيضاض اللثة وقساوتها أكثر من قبل.
  • تورم اللثة وانتفاخها.
  • فرك الطفل لوجهه وفروة رأسه.
  • حك الأذنين بسبب حدوث ألم فيهما.
  • عدم الانتظام في النوم: فمن الممكن أن يستيقظ الطفل أكثر من مرة في أثناء الليل، بسبب الشعور بالقلق الذي يسببه الألم.
  • اضطراب مزاج الطفل وزيادة انفعالاته وشكواه.
  • ارتفاع درجة الحرارة: يصاب غالبية الأطفال بارتفاع في درجة حرارتهم في فترة التسنين، لكنها لا تتجاوز 38.5 درجة مئوية.
  • الإصابة بإسهال قد يبدأ خفيفًا وتزداد حدته مع الوقت، وقد يرافقه قيء.
  • طفح على الخدين أو احمرار في منطقة الخدين المجاورة للثة حيث يوجد الألم.
  • فقدان الشهية والابتعاد عن الأطعمة وعدم الرغبة في تناول أي شيء.
  • انخفاض وزن الطفل وإصابته بالضعف والهزال.

ورغم أن الأعراض السابقة قد يكون ظهورها طبيعيًا في مرحلة التسنين، يجب عدم إهمالها واعتبارها أمرًا عاديًا، لأن هناك أمراضًا أخرى قد تكون لها نفس الأعراض، كالنزلات المعوية، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الملتحمة التحسسي.

كيف يمكن التخفيف من أعراض التسنين؟

يحتاج الطفل في مرحلة التسنين إلى الكثير من الاهتمام والعناية، وهناك العديد من الأمور التي من الممكن أن تلجأ إليها الأم من أجل التخفيف عن الطفل في هذه المرحلة الصعبة، ومن أهمها:

  • فرك لثة الطفل بواسطة الإصبع النظيف بلطف، أو استخدام الجزء الخلفي للملعقة على أن تكون باردة.
  • استخدام جيل موضعي مخدر، والذي يتوفر في الصيدليات لتخفيف الألم، مع الانتباه لعدم استخدام المستحضرات المسكنة التي تحتوي على البنزوكائين، إذ إنه يمنع إعطاء المنتجات التي تحتوي على البنزوكائين للأطفال تحت سن عامين.
  • إعطاء الطفل قطعة قماش نظيفة مبللة بالماء البارد، أو استخدام العضاضة المتوفرة في الصيدليات بعد وضعها في الثلاجة وتبريدها، ولكن يجب ألا تكون مثلجة.
  • استخدام المسكنات وخافضات الحرارة كالباراسيتامول أو الإيبوبروفين عند اللزوم.
  • إعطاء الطفل المشروبات الباردة الخالية من السكر، كالعصير الطبيعي الطازج أو الماء البارد بدرجة مقبولة.
  • تقديم الخضراوات غير المطبوخة مثل الخيار البارد فهو يسكن الألم ويمنح اللثة ترطيبا عاليا ويمدها بالفيتامينات. المحافظة على الرضاعة الطبيعية التي من شأنها تغذية جسم الطفل وإمداده بالعناصر المهمة لظهور الأسنان بشكل سليم.

ما أسباب تأخر التسنين عند الرضع؟

إن تأخر ظهور الأسنان اللبنية عند الأطفال يتم تشخيصه عندما يمر عام على الطفل دون أن تظهر لديه أي أسنان، وأهم أسباب ذلك:

  • نقص كمية الكالسيوم أو الفوسفور الموجودة في جسم  الطفل.
  • نقص الفيتامين D في الجسم، إذ إنه ضروري لتثبيت الكلس.
  • سوء التغذية بسبب نقص كمية الطعام، أو قلة العناصر الغذائية في الطعام.
  • قصور الغدة الدرقية عند الطفل، وهو أمر نادر الحدوث.
  • العوامل الوراثية، كتأخر ظهور أسنان أحد الأبوين في الصغر.

متى يجب البدء بتنظيف الأسنان اللبنية؟

يجب البدء بتنظيف أسنان الطفل منذ بداية ظهورها، وذلك باستخدام قطعة قماش أو شاش رطبة لفرك أسنان الطفل ولثته لإزالة اللويحة الجرثومية (البلاك)، ويتم ذلك بلف قطعة الشاش على إصبع السبابة وفرك اللثة والأسنان برفق.

وبعد عمر السنة تبدأ الأم بتنظيف أسنان الطفل باستعمال فرشاة صغيرة ناعمة والماء فقط، وبمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، وذلك حتى يبلغ الطفل عمر السنتين.

عند عمر السنتين تبدأ الأم باستخدام كمية قليلة من معجون الأسنان المحتوي على الفلور (الفلورايد ينتمي الى فئة المعادن الصغيرة الضرورية لصحة الإنسان، واستخدام الفلورايد بأشكاله المختلفة يعتبر العامل الأهم للوقاية من تسوس الأسنان، وهو يحسن قدرة الأسنان على تحمل الأحماض) عبر وضع كمية صغيرة بحجم حبة البازيلاء على الفرشاة، وتنظف أسنان الطفل مرتين يوميًا، صباحًا بعد وجبة الإفطار، ومساءً قبل النوم، كما يجب التأكد من بصق الطفل للمعجون وعدم بلعه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة