إغلاق “عون الدادات” يرفع أسعار المحروقات في اعزاز.. الأهالي متضررون

camera iconمجموعة من الشباب في محطة وقود بمدينة اعزاز شمال غربي حلب- 22 آب 2021 (عنب بلدي/وليد عثمان)

tag icon ع ع ع

ريف حلب – وليد عثمان

يضطر خلف الإبراهيم، وهو نازح من ريف حلب الجنوبي إلى أحد المخيمات في مدينة اعزاز شمال غربي مدينة حلب، إلى دفع سبع ليرات تركية تكلفة محروقات لدراجته النارية، للوصول إلى مكان عمله في مركز المدينة، يوميًا.

يشكّل هذا المبلغ الذي يصرفه خلف على المحروقات عبئًا كبيرًا عليه مقارنة بدخله اليومي، الذي لا يتعدى 25 ليرة تركية، وهو بالكاد يجد عملًا، إذ يقضي ساعات طويلة منتظرًا أن يحتاج أحد سكان المدينة إلى عامل بالأجرة اليومية، على حد قوله.

وأضاف الشاب لعنب بلدي، أن الوضع المعيشي “سيئ جدًا” في مناطق الشمال السوري، بسبب قلة فرص العمل والغلاء وارتفاع الأسعار المستمر دون مراعاة المسؤولين في المنطقة لوضع السكان، وعدم فرض رقابة مشددة على الأسعار بشكل عام وأسعار المحروقات بشكل خاص، كونها ضرورة يومية تحرك الناس سعيًا لرزقهم.

وتشهد مناطق ريف حلب ارتفاعًا في أسعار المحروقات، إذ يبلغ سعر ليتر المازوت “الممتاز” 6.40 ليرة تركية، وسعر ليتر البنزين “الممتاز” 6.80 ليرة تركية، في حين وصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 90 ليرة تركية، وهو ما يتطلب عمل ثلاثة أيام لتأمين ثمنها في ظل انخفاض أجور العمال في المنطقة.

وأثّر ارتفاع أسعار المحروقات بشكل سلبي على عمل أحمد قدور من مدينة اعزاز، الذي يعمل على سيارة للأجرة، في حصوله على طلبات توصيل خاصة داخل المدينة.

واضطر أحمد إلى رفع تسعيرة الطلبات إلى ما يقارب الضعف بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، ما أدى إلى قلة الطلب على سيارات الأجرة الخاصة من قبل السكان في المدينة، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وأضاف السائق أن أسعار المحروقات في ريف حلب الشمالي قاربت بشكل كبير الأسعار في تركيا، على الرغم من إمكانية جلبها بأسعار منخفضة من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال شرقي سوريا.

ما أسباب ارتفاع أسعار المحروقات

يرجع سبب ارتفاع أسعار المحروقات إلى إغلاق “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا المعابر الواصلة بين مناطق ريف حلب الشمالي ومناطق سيطرة “قسد”، ومنع دخول المحروقات أو أي بضائع تجارية، ما يضطر أصحاب محطات الوقود إلى الاعتماد على المحروقات التركية المستوردة وبيعها بأسعار مرتفعة.

وعزا أحمد بكار، مالك إحدى محطات بيع الوقود في مدينة اعزاز، أسباب ارتفاع أسعار الوقود إلى الاعتماد على المازوت التركي المستورد، ما يجبر أصحاب المحطات على البيع بسعر مرتفع.

وقال أحمد لعنب بلدي، إن رفع الأسعار بين الفترة والأخرى يرجع إلى عدم استقرار الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي وتدهور قيمتها بشكل مستمر.

وتشهد الليرة التركية عدم استقرار في قيمتها أمام الدولار الأمريكي منذ عدة أشهر، ويبلغ سعر الدولار الأمريكي نحو 8.46 ليرة تركية، بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات الأجنبية.

وأوضح أن إغلاق معبر “عون الدادات” والمعابر الأخرى التي تربط مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” بمناطق سيطرة “قسد”، ومنع دخول المحروقات، السبب الأكبر في ارتفاع الأسعار.

وأشار إلى أن السماح بدخول المحروقات من منطقة منبج من شأنه خفض الأسعار إلى نحو 50% نتيجة انخفاض سعره في المناطق الشرقية من سوريا.

وجاء قرار إغلاق المعبر في19 من تشرين الأول عام 2020، بعدما شهدت مناطق سيطرة “الجيش الوطني” سلسلة من التفجيرات، كان مصدرها مناطق سيطرة “قسد”، بحسب المكتب الإعلامي للشرطة العسكرية.

وفي تموز الماضي، سمح “الجيش الوطني” بفتح المعبر أمام حركة المدنيين بالتزامن مع إجازات عيد الأضحى وتوافد السوريين من الأراضي التركية إلى مناطق الشمال، بينما لا يزال مغلقًا أمام الحركة التجارية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة