مسؤولون ينفون الأعداد الكبيرة لهجرة الصناعيين من سوريا

camera iconنساء يعملن في مصنع نسيج اللاذقية - 21 من نيسان 2021 (izvestia)

tag icon ع ع ع

نفى رئيس “غرفة صناعة حلب”، فارس الشهابي، الأرقام الكبيرة المتداولة لصناعيين هاجروا من سوريا خلال الأيام الماضية، معتبرًا أن تهويلها “استغلال سيئ ومشبوه لما يجري”.

وأضاف الشهابي، خلال حديث إلى صحيفة “الوطن” المحلية، الاثنين 27 من أيلول، أن هذا لا ينفي أن الصناعة في سوريا أمام “مشكلة حقيقية وكارثية قادمة” إذا لم يتم تدارك أمر هجرة الصناعيين بسرعة.

وأوضح الشهابي أن الأسباب التي تدعو الصناعيين إلى الهجرة كثيرة دون معالجات حكومية قد تحول دون اتخاذهم القرار، مشيرًا إلى أن أبرز تلك الأسباب الواقع المتردي لحوامل الطاقة والكهرباء والمحروقات والطاقات البديلة، بالإضافة إلى المراسيم التي تُجرّم التعامل بالدولار الأمريكي، وقرارات مصرف سوريا المركزي الأخيرة التي عرقلت عمليات التصدير.

جاء حديث الشهابي بعدما تداولت العديد من وسائل الإعلام المحلية تصريحًا للعضو في “غرفة صناعة حلب” مجد ششمان، في 24 من أيلول الحالي، قال فيه إن 47 ألف صناعي هاجروا خارج سوريا خلال الأسبوعين الماضيين.

ولكن ششمان عاد ليوضح بعد يومين من تصريحه، أن الإحصائية التي ذكرها تعود لأشخاص عاديين غادروا سوريا، وليست إحصائية خاصة بالصناعيين فقط.

“لم يُغادر أي صناعي”

لم ينفِ رئيس “غرفة صناعة حلب”، فارس الشهابي، أنباء هجرة الصناعيين بالكامل، إنما شكّك بالأرقام التي تتداولها وسائل الإعلام.

بينما نفى وزير الصناعة في حكومة النظام السوري، زياد صباغ، موضوع الهجرة أساسًا، إذ قال في حديث إلى إذاعة “شام إف إم” المحلية، في 26 من أيلول الحالي، إن أي صناعي لم يغادر سوريا خلال الفترة الماضية.

وأضاف صباغ أنه لم تصل إلى الوزارة أي معلومات تتحدث عن إغلاق صناعيين معاملهم أو منشآتهم خلال الأيام الماضية.

واعتبر صباغ أن المُغريات التي تقدمها مصر للصناعيين “موجودة فقط على وسائل التواصل الاجتماعي”، مشيرًا إلى أن أمين الجالية السورية في مصر أوضح أن البيئة الاستثمارية في مصر “تحتاج إلى مبالغ استثمارية كبيرة”.

وفي مطلع آب الماضي، قال رئيس قطاع النسيج في غرفة صناعة دمشق وريفها، مهند دعدوش، إن مناطق سيطرة النظام السوري شهدت هجرة “خيالية” من الصناعيين “الذين لا يمكن تعويضهم” نحو مصر، نتيجة الصعوبات التي يعانون منها في سوريا.

كما اعتبرت وزيرة الاقتصاد السابقة، لمياء عاصي، أن كثافة الإقبال على الهجرة يؤكدها الازدحام الشديد في فروع الهجرة والجوازات للحصول على جواز السفر، مشيرة إلى أنها خسارة كبيرة لأهم الطاقات والكفاءات الشابة.

وفي تقرير أعدته عنب بلدي، حول أسباب هجرة الصناعيين والحرفيين خارج سوريا وآثارها، يعتقد الأستاذ المشارك في قسم إدارة الأعمال بـ”كليات الشرق العربي” والدكتور السوري في الاقتصاد عماد الدين المصبح، أن “عملية إخراجهم من سوريا واعية (مقصودة) من قِبَل النظام أو من قبل أحد الأقطاب الموجودة في النظام”، بحسب تعبيره.

وقال المصبح، في حديثه إلى عنب بلدي، إن الحامل الاقتصادي لما تبقى من نظام حافظ الأسد والذي ورثه رئيس النظام، بشار الأسد، لم يعد مرغوبًا فيه، ولا بد من حوامل اقتصادية مختلفة، وطبقة برجوازية ترتبط سياسيًا وماليًا وعضويًا بأحد الأقطاب، كماهر الأسد أو أسماء الأسد.

و”الواضح أن الغلبة فيه للقطب الذي يخضع لإيران وهو ماهر الأسد”، لأن التيار الاقتصادي المحسوب على أسماء الأسد غير معنيّ بهجرة المنتجين، إذ إنها معنيّة بقطاعات محددة ليس منها قطاعات الإنتاج المادي.

اقرأ أيضًا: حملة عرش الاقتصاد القدماء لا تريدهم إيران.. وانفجار أمني قادم




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة