ثمانية أعوام على إعلان “الخلافة الإسلامية”.. خليفتان قتيلان والتنظيم موجود

camera iconمقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” في عرض عسكري في شوارع شمالي الرقة في سوريا ، 30 حزيران 2014(رويترز)

tag icon ع ع ع

“ها هي راية الدولة الإسلامية، راية التوحيد عالية خفاقة مرفرفة تضرب بظلالها من حلب بسوريا إلى ديالى في العراق”.

ثمانية أعوام مضت على هذه الكلمات التي أعلن فيها المتحدث باسم تنظيم “الدولة الإسلامية”، “أبو محمد العدناني”، قيام “الخلافة الإسلامية”.

في 30 من حزيران 2014، أعلن “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” قيام ما وصفها بـ”الخلافة الإسلامية” وتنصيب عبد الله إبراهيم السامرائي المعروف بـ”أبو بكر البغدادي”، “إمامًا وخليفة للمسلمين في كل مكان”.

وتعاقب على قيادة تنظيم “الدولة” الذي أعلن “الخلافة” ثلاثة شخصيات تولت كل منها السلطة بعد مقتل من سبقها في زعامة التنظيم الذي لا يزال حاضرًا رغم انحسار مساحة سيطرته جغرافيًا.

إعلان الخلافة

عبر تسجيل صوتي لـ”أبو محمد العدناني” قال فيه إن “الدولة الإسلامية”، ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية”.

بالإضافة إلى “تنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك إمامًا وخليفة للمسلمين في كل مكان”.

ودعا العدناني جميع الفصائل “الجهادية” في مختلف أنحاء العالم إلى مبايعة الخليفة والالتفاف حوله.

وقال المتحدث إن مسمى “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” يُلغى ليقتصر على “الدولة الإسلامية”، منبّهًا المسلمين إلى أن مبايعة ونصرة الخليفة واجب عليهم.

وتُبطل شرعية جميع الإمارات والجماعات والولايات والتنظيمات التي يتمدد إليها سلطانه ويصلها جنده، بحسب “العدناني”.

وجاء الإعلان حينها بعد أن سيطرت “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على مناطق واسعة شمال وشرقي سوريا، ووسّعت انتشارها إلى مناطق كبيرة شمال وغربي العراق.

“الخليفة” تحت الضرب

مع تعاقب السنوات وخسارة التنظيم للمساحات الجغرافية الكبيرة، انحسرت مناطق نفوذه وفقد أبرز قادته، بعمليات عسكرية تشابهت في أسلوب تنفيذها.

في 27 من تشرين الأول 2019، نفذت القوات الأمريكية عملية إنزال جوي في منطقة باريشا في ريف إدلب الشمالي، على موقع يتحصن فيه “أبو بكر البغدادي”، في وقت مبكر من فجر ذلك اليوم، قبل أن تشن طائرات حربية أمريكية غارات على المكان.

وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، إن قوة العمليات الخاصة الأمريكية ضربت مجمع “البغدادي”، وتعرضت لنيران من أسلحة خفيفة، وقضت على التهديد بسرعة، وتمكنت من عزل المجمع وحماية المدنيين.

واكتشفت القوة مخبأ “البغدادي” في نفق، وأغلقته وانتهى الأمر عندما فجر سترته الناسفة، وفق ميلي.

استمرت العملية الأمريكية نحو ساعتين، حصلت فيها القوات “على معلومات حساسة تتعلق بتنظيم داعش وأصوله وخططه المستقبلية”، وهي معلومات أرادتها الإدارة الأمريكية بشدة، بحسب تصريحات للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في إعلانه عن مقتل “البغدادي”.

واعتبر ترامب أن مقتل “البغدادي” يشكل “صورة حقيقية للملاحقة الأمريكية للإرهابيين وقادتهم والتزامها بالتفوق على التنظيمات الإرهابية”

بعد مرور حوالي ثلاثة أعوام من استهداف “الخليفة البغدادي”، نفّذ الجيش الأمريكي عملية إنزال جوي على منزل في قرية أطمة الحدودية، تبعها اشتباك استمر لنحو ساعتين بين القوات المهاجمة والمجموعة التي كانت في المنزل.

وقُتل في العملية زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، و”الخليفة الثاني” عبد الله قرداش، الملقب بـ”أبو ابراهيم الهاشمي القرشي”، وأسفرت العملية عن مقتل 13 شخصًا على الأقل بينهم ستة أطفال وأربع نساء، في 3 من شباط الماضي.

ويقود التنظيم حاليًا منذ 10 من آذار الماضي، “أبو الحسن الهاشمي القرشي”،  وهو “الخليفة الثالث”.

تنظيم “الدولة” موجود

التنظيم الذي أصبح مصدر قلق لدول كبرى في العالم، وسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، بدأ بتلقي ضربات من التحالف الدولي منذ 2014، بالإضافة إلى مشاركة عدة قوى وفصائل وميليشيات ساندت النظام السوري في معركته ضد تنظيم “الدولة” في المناطق السورية.

وتغيّرت سياسات “التنظيم” العسكرية في المناورة وأساليب القتل التي غلب عليها سابقًا نهج “قطع الرؤوس”، وفقًا لعقيدة ثابتة راسخة اتبعها شرعيّو التنظيم وطبّقها العناصر.

ومع تعاقب السنوات، انتقل التنظيم العسكري الذي وُلد من رحم “القاعدة” و”الدولة الإسلامية في العراق”، من الحضور الجغرافي الواضح والمكشوف، إلى شنّ عملياته في جيوب جغرافية متفرقة تشكّل البادية السورية مسرحها الأبرز، وعقدة الحبل التي لم تحلها عمليات عسكرية وحملات أمنية تقودها مختلف الأطراف العسكرية في سوريا على مدار سنوات.

واعتمد التنظيم بعد تراجع سيطرته على مبدأ الاستهداف ثم الاختباء، مستغلًا جغرافيا البادية السورية ذات الطبيعة الصحراوية، وجاعلًا منها مسرحًا لخلاياه الأمنية التي تستهدف أرتالًا لقوات النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

ويقتصر ظهور عناصر “التنظيم” على لحظات الاستهداف، ويعودون للاختفاء مجددًا في صحراء البادية، وسط آلية تحرك وانتقال غير واضحة لخلايا ومقاتلي التنظيم.

اقرأ أيضًا: “الدّولة”.. باقية وتهدّد

ولا يزال التنظيم يعلن عن عمليات نفذها مقاتلوه أو خلايا تابعة له من وقت لآخر، آخرها تبني التنظيم عبر معرفه الرسمي في “تلجرام” استهداف مجموعة تابعة لـ”قسد”، في 26 من حزيران الحالي، بريف محافظة الحسكة، مخلّفًا سبعة قتلى بحسب التنظيم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة