ليفا إلى برشلونة.. تمت الصفقة

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

كتب فابريزيو رومانو خبير انتقالات اللاعبين في أوروبا على مواقع التواصل الاجتماعي: “ليفا إلى برشلونة.. تمت”، العنوان الذي احتل المرتبة الأولى بعد انتهاء صفقة كيليان مبابي وبقائه في باريس سان جيرمان على حساب عقد النادي الملكي، العنوان الذي تساءل حوله الكثير من النقاد والرياضيين، وعن جدوى وفائدة أن يكون ليفاندوفسكي رأس الحربة في مشروع شبابي أطلقه البيت الكتالوني، وسط أزمات اقتصادية مخيفة داهمت خزائن برشلونة، وجعلت الموسم الماضي بصورة قاتمة، بين مرحب ومستغرب دارت صفقة النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي أربع دورات في مفاوضات البافاري مع برشلونة لتستقر في قيود كتالونيا حتى العام 2026، فماذا بعد؟

بنظرية الرافعات الاقتصادية التي وافق وصوّت عليها المجلس العمومي في البيت الكتالوني، بدأت الثمار الطازجة نوعًا ما تدخل إلى ملعب الفريق الأول في الصفقات والانتدابات بوجود المدرب تشافي للعام الثاني على التوالي.

الثمار الطازجة “نوعًا ما” كتبها بهذا الوصف لأن رأس الهرم السيد خوان لابورتا وصف وضع نادي برشلونة من البوابة الصحية قبل شهر بأنه في غرفة الإنعاش، وأن المطلوب إخراجه بسرعة من الإنعاش إلى الغرفة العادية تمهيدًا لتوجهه نحو باب المستشفى والخروج مع الدواء.

قد يكون هذا الوصف صادمًا لكثير من عشاق نادي برشلونة، ويطرح مئات الأسئلة وإشارات الاستفهام من قبل النقاد حول جدوى بقاء الكثير من لاعبي الفريق داخل تشكيلة السيد تشافي، طالما ينشد مع إدارة النادي بناء فريق منافس وشاب ومدعم ببعض الصفقات، التي ستعيد ألوانه ورونقه في السنوات المقبلة، سيدًا من سادة الكرة في أوروبا.

ولكن الوصف يعتبر دقيقًا من ناحية الأزمة الاقتصادية والورطة التاريخية التي تدور في أروقة النادي الكتالوني، ومن ناحية الضغط باستمرار على إدارة النادي والفريق الفني المسؤول عن كرة القدم حول التعاقدات وأهميتها والأسماء البارزة فيها، وحول جدوى التضحية بالنجوم في الموسمين الماضيين.

بالعودة إلى البولندي النجم، إلى جرافة الأهداف البافارية، إلى فارس منطقة الجزاء بالأرقام والأهداف والغزارة، ليفا يلبس قميص برشلونة مقابل 45 مليون يورو، إلى جانب خمسة ملايين أخرى كحوافز إضافية.

ووفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، فإن ليفاندوفسكي سيصبح أغلى صفقة بيع في تاريخ بايرن ميونيخ، عقب اكتمال صفقة انتقاله إلى برشلونة.

صحيح أن صفقة الانتقال تحولت إلى مسلسل خلال شهرين، واحتاجت إلى مفاوضات معلَنة وأخرى تحت الطاولة ورفض وزيادة وتراجع وتقدم، إلا أنها كانت واضحة المعالم: إما أن يبقى في صفوف البافاري لينهي عقده في الصيف المقبل، وإما أن ينتقل إلى برشلونة حصرًا، وهذه رغبة البولندي تمامًا، أي أنه مع وكلائه لم يفتح الباب أمام أي نادٍ يرغب بضمه أو بالتشاور معه.

برشلونة أو البايرن، وهنا كانت الصفقة مثيرة للاهتمام وأصبحت مثيرة أكبر وأكثر لمعرفة ما الذي كان يجري في الموسم الأخير بين البولندي والبافاري، ولماذا وصلت الأوضاع إلى هذا الحد، وما الذي سيقدمه ويضيفه ليفا للفريق الكتالوني بمناسباته المقبلة؟

بالتأكيد، فإن ليفاندوفسكي، وسط انتقادات الصفقة والسنوات المتبقية له في الملاعب وبين إصراره على مغادرة البيت البافاري الجميل باتجاه مشروع جديد محفوف بالمخاطر والأزمات في برشلونة، مطالب بإظهار صورة على الأقل مشابهة للصورة التي كان عليها في البوندسليغا وإن كانت المهمة أثقل من السابق، فهو مطالب أيضًا مع فرقة العزف البرشلونية بتقديم نغمات جديدة وإضافية تطرب الجمهور أو تسمح له بتذوق الأفضل على المستوى المحلي والأوروبي وخصوصًا دوري أبطال أوروبا، الذي ابتعد عنه برشلونة وعن منصته الرئيسة منذ سبعة مواسم من تاريخ آخر لقب.

ليفاندوفسكي إلى جانب كريستينسين ومع تجديد عقد عثمان ديمبلي ووصول رافينيا وكيسي إلى ملعب الكامب نو، ومع رحيل بعض اللاعبين من الفريق على شكل إعارة أو ببيع نهائي، نستطيع القول إن موسم برشلونة الجديد سيكون مختلفًا، ولربما يكون قليل الإنجازات أو بنتائج ليست مرضية بشكل كافٍ، لكن وعلى ما يبدو فإن الفريق بدأ بمغادرة غرفته في المستشفى باتجاه الباب الرئيس، استعدادًا للخروج باتجاه المنافسات والمسابقات الكبرى، كما أراد لوصفه أن يكون السيد لابورتا، وكما يتمنى عشاق الفريق في كل العالم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة