القامشلي تعيش رهاب حملات أمنية لا تستثني المدنيين

camera iconمقاتلون من "أسايش" خلال الحملة الأمنية التي أطلقتها "قسد" شمال شرقي سوريا- 1 من كانون الثاني 2022 (هاوار)

tag icon ع ع ع

تواصل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المدعومة من واشنطن، وأذرعها الأمنية تنفيذ مداهمات واعتقالات في مدينة القامشلي وأريافها، في إطار حملة “صاعقة الجزيرة“، التي أطلقتها في 29 من كانون الأول 2022، وسط انتقادات من مدنيين تؤثر عليهم هذه الحملات.

وأعلنت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” أنها تمكنت من إلقاء القبض على 36 شخصًا بتهمة الانتماء إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” في عملية نفذتها بمدينة القامشلي.

وجاء في بيان “أسايش” عبر “فيس بوك” اليوم، الاثنين 2 من كانون الثاني، أن عملية أمنية نفذتها فجر اليوم، بمشاركة من “القوات الخاصة” (HAT)، داهمت خلالها عدة أحياء في القامشلي وضبطت أسلحة وذخائر وأدوات تقنية يستخدمها التنظيم في عملياته.

وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة، أن من بين المعتقلين عبد الله الغنامي (45 عامًا)، وهو موظف في المستشفى “الوطني” بمناطق نفوذ النظام بالحسكة، إلى جانب عمله مخبريًا في مركز طبي بمدينة القامشلي.

عنب بلدي تواصلت مع قريب لعبد الله الغنامي، وقال إنه اعتقل منذ نحو عشرة أيام من مكان عمله بالقامشلي، بينما لا تعرف أسرته عنه أي معلومة حتى اليوم، في حين ترفض “قسد” وقوات “أسايش” الإجابة عن أي استفسارات تطرحها أسرته.

تجاوزات وشكاوى

اشتكى سكان من ريف القامشلي الجنوبي من التجاوزات التي رافقت عمليات المداهمة والاعتقال منذ خمسة أيام.

صالح (45 عامًا) من بلدة تل حميس قال لعنب بلدي، إن منزله تعرض لـ”التخريب” في مداهمة “قسد” له.

وأشار إلى أن العناصر شرعوا بـ”خلع” أبواب الغرف والخزائن المقفلة “دون أن يطلبوا من مالكي المنزل فتحها”، وعندما اعترض أحد سكان المنزل “كبلوه وطرحوه أرضًا”، وبقي على هذه الوضعية لمدة ساعتين حتى انتهاء عملية التفتيش.

صالح أضاف أن معدات من ورشة الحدادة التي يعمل بها، وهي جهاز لحام متنقل ومقص حديد ومثقب، صادرتها “قسد” أيضًا بحجة “إمكانية استخدامها في عمليات التخريب”.

عدنان (29 عامًا) من بلدة تل حميس أيضًا، قال لعنب بلدي، إن أخاه يعمل في أحد الأفران الخاصة بالبلدة، اعتقلته “قسد” مع ثلاثة من أبناء عمومته خلال مداهمة قبل أيام، بينما لا تعرف العائلة أي معلومات عنهم حتى اليوم.

في بلدة تل حميس وحدها اعتقل نحو 35 شخصًا خلال الأيام العشرة الماضية، ما دفع عددًا من السكان للتوجه إلى مقر “أسايش” للاعتراض على عمليات المداهمة وطريقة التعامل مع السكان وترويع الأطفال في وقت متأخر من الليل، بينما لم يلقَ اعتراضهم أي رد فعل.

وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن قريتي الحسينية والحاجية جنوب القامشلي أيضًا شهدتا عمليات مداهمة واعتقال، رغم أن سكانهما سبق ونزحوا من منازلهم بسبب عمليات المداهمة التي تكررت مرارًا منذ عام 2014 وحتى اليوم.

الحملة تتوسع

وسّعت “قسد” نطاق عمليتها “الأمنية” لتشمل مناطق جديدة في ناحية تل براك (45 كيلومترًا جنوب غرب القامشلي)، بالإضافة إلى عشرات القرى المحيطة بها كقرى سميحان الشرقي والغربي ونص تل والجسعة.

وخلال ذلك، استمرت “قسد” بعمليات الاعتقال، وقالت إنها ألقت القبض على 40 من “خلايا داعش”، كانوا يشاركون بهجمات ويوفرون “الدعم اللوجستي والذخيرة للخلايا الإرهابية”، بحسب وكالة “هاوار” المقربة من “قسد”.

عمليات الاعتقال ترافقت بمصادرة جميع أنواع الأسلحة الشخصية حتى المرخصة منها.

علوان (31 عامًا) المقيم جنوب القامشلي قال لعنب بلدي، إن سكان القرى القريبة من الحدود العراقية يتخوفون من عدم تفريق “قسد” بين السلاح الشخصي وسلاح “الخلايا الإرهابية”، فالسلاح الشخصي “ضروري جدًا” في منطقة أقرب نقطة عسكرية تبعد عنها حوالي 70 كيلومترًا، ما يجعلها عرضة لعمليات السرقة و”التشليح” على الطرقات خصوصًا مع حلول الظلام.

ويدفع ذلك بعض الناس إلى إخفاء سلاحهم، في حين يتهمون بالانتماء للتنظيم في حال عثرت القوات الأمنية على السلاح.

إنزال جوي بدير الزور

الحملة الأمنية التي أطلقتها “قسد” قبل عدة أيام تجاوزت الحدود الإدارية لمحافظة الحسكة، إذ نفذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي في بلدة الشحيل شرقي محافظة دير الزور فجر اليوم، الاثنين 2 من كانون الثاني.

وقالت “شبكة نهر ميديا” المحلية، إن قوات التحالف الدولي جوًا و”قسد” برًا نفذتا عملية مداهمة اعتقلتا خلالها شخصًا من منطقة العتال في بلدة الشحيل شرقي دير الزور.

وأضافت أن العملية استهدفت منزل شخص يدعى حسين علاوي العصمان في منطقة العتال بالشحيل، وانتهت العملية باعتقاله دون أي مقاومة.

حسين هو عنصر سابق في تنظيم “الدولة الإسلامية”، وسبق أن اعتقلته “قسد” منذ ثلاث سنوات بعملية إنزال جوي أيضًا في الشحيل، ثم أُطلق سراحة بكفالة ووساطة عشائرية.

اقرأ أيضًا: كيف تحولت مواجهة تنظيم “الدولة” إلى حرب أرقام في سوريا

حصيلة عام 2022

وكانت القيادة المركزية الأمريكية أعلنت حصيلة عملياتها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا خلال عام 2022، معتبرة أنها “قوّضت” قدرة التنظيم على توجيه الهجمات، وقضت على العديد من القادة، من ضمنهم أمير التنظيم وعشرات القادة الإقليميين.

وجاء في بيان للقيادة المركزية، صادر في 29 من كانون الأول الماضي، أنه خلال 2022، أجرت القوات الأمريكية 313 عملية ضد التنظيم في العراق وسوريا.

وفي سوريا، توزعت إحصائية العمليات على 108 عمليات مشتركة مع قوات التحالف، و14 عملية أمريكية أحادية الجانب، أدت إلى مقتل 466 شخصًا من عناصر التنظيم، واعتقال 215 آخرين، بحسب البيان.

أما في العراق، فتوزعت عمليات القوات الأمريكية على 191 عملية مشتركة مع قوات التحالف، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 220 شخصًا من عناصر تنظيم “الدولة”، واعتقال 159 آخرين.

في حين لم يُصب أو يُقتل أي من القوات الأمريكية خلال العمليات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة