درعا.. الفروج “الكامل” يغادر سفرة رمضان

camera iconوجبة الدجاج مع الأرز التقليدية في محافظة درعا جنوبي سوريا- 5 من آذار 2023 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

اعتاد معظم أهالي محافظة درعا جنوبي سوريا طبخ الأرز مع الدجاج في أول أيام شهر رمضان، لكن ارتفاع الأسعار دفع أغلبيتهم لتغيير هذا الطقس الرمضاني، وبعضهم أصبح يكتفي بشراء قطع من الدجاج بعد أن كان يشتري فروجًا كاملًا أو أكثر، حسب عدد أفراد الأسرة، خلال السنوات الماضية.

وقالت نعمة (30 عامًا)، من سكان ريف درعا، إنها اعتادت أن تحضّر الفروج مع الأرز في أول أيام رمضان، وهي وجبة تفتتح بها أسرتها المكوّنة من سبعة أشخاص هذا الشهر.

لم تعد عائلة نعمة قادرة على تحضير هذه الوجبة بذات الكمية، مع ارتفاع أسعار الفروج والأرز والبهارات وغيرها من متطلبات إعدادها.

أسعار غير مسبوقة

وصل سعر كيلو الفروج الحي إلى 24 ألف ليرة سورية (3.2 دولار) في أسواق محافظة درعا، وهو رقم غير مسبوق.

إبراهيم، طلب عدم ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية، وهو يملك مسلخ فروج في درعا، قال لعنب بلدي، إن سوق بيع الفروج تشهد ركودًا هذا العام مقارنة بموسم رمضان الماضي، إذ كان سعر الكيلو لا يتجاوز 8500 ليرة (1.13 دولار)، بينما ارتفع سعره ثلاثة أضعاف هذا العام.

وأضاف، “خلال اليوم الأول من كل شهر رمضان كنا سابقًا نبيع كميات كبيرة، وهذا العام لم نبع سوى أقل من عشرة طيور خلال اليوم لتجار المسالخ”.

وأرجع إبراهيم الركود لارتفاع أسعار الفروج، ما دفع السكان إلى الإحجام عن الشراء.

وتوقع عضو لجنة مربي الدواجن في سوريا حكمت حداد، ارتفاع أسعار الفروج في رمضان بنسبة 50% خلال الأيام الأولى من الشهر.

وبرر حداد لصحيفة “الوطن“، الأربعاء، ارتفاع سعر الفروج بارتفاع تكاليف التربية وقلة الإنتاج، ما أدى إلى قلة المعروض، مشيرًا إلى أن زيادة الإقبال على الفروج في شهر رمضان سيزيد من الطلب على المادة وهو ما يزيد سعرها.

وحول لجوء الحكومة لاستيراد الفروج، قال حداد، إن معظم المربين ضد الاستيراد، لأنه يستنزف القطع الأجنبي، موضحًا أن بإمكان المربين إنتاج كميات تكفي سوريا ثلاثة أضعاف حاجتها من الفروج في حال تم تأمين دعم للمربين، وتوفير مستلزمات الإنتاج من تدفئة وأعلاف.

اللجوء للشراء بالقطعة

تبلغ تكلفة شراء فروجين كاملين 100 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ ستضطر عائلة محمد (50 عامًا) من سكان ريف درعا، والمؤلفة من ستة أفراد، إلى دفعه لتتمكن من تناول مثل هذه الوجبة ليوم واحد.

محمد، الذي يعمل سائق سيارة أجرة، قال لعنب بلدي، إنه بات يشتري الفروج بالقطعة حسب الإمكانات، وكان نصيب كل فرد من أفراد الأسرة سابقًا يعادل هذه القطعة.

في الأعوام السابقة خلال شهر رمضان، كانت عائلة محمد تطهو لحوم الدجاج مرات متعددة، وكان يشتري فروجين كاملين لإعداد الوجبة الواحدة.

أنس (38 عامًا)، بائع قطع فروج، قال لعنب بلدي، إن معظم السكان أصبحوا يشترون الفروج بالقطعة، لعدم تمكنهم من شراء الفروج الحي بالمسالخ.

ووصل سعر الكيلوغرام من فخذ الفروج إلى 27 ألف ليرة، ومن ظهر الفروج (السفينة) إلى 30 ألف ليرة، ومن سودة الدجاج إلى 35 ألف ليرة، ومن “الشيش” إلى 38 ألف ليرة.

ولم يقتصر الغلاء على أسعار الفروج، إنما شمل الأرز أيضًا، الذي ارتفع من ثمانية آلاف ليرة في رمضان الماضي إلى 17 ألف ليرة في رمضان الحالي.

وتشهد السوق المحلية في سوريا ارتفاع الأسعار مع قدوم شهر رمضان، وزيادة الطلب على المنتجات الغذائية.

وتذرعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري بـ”العقوبات على المصارف السورية”، كسبب لارتفاع الأسعار.

وقالت الوزارة في بيان لها، الأربعاء، إن أسعار المواد بمختلف أنواعها تتأثر بزيادة تتراوح بين 30 و56%، بسبب عدم إمكانية فتح “اعتماد مستندي”، جراء العقوبات على المصارف السورية، منها مصرف سوريا المركزي، الأمر الذي يزيد من تكاليف تمويل المستوردات.

وتعتبر الرسوم المضافة إلى الرسوم الجمركية أسبابًا إضافية لارتفاع الأسعار، ويبلغ متوسط الراتب الشهري في سوريا نحو 146 ألف ليرة سورية، بحسب موقع “Salary explorer” المختص بأرقام سلم الرواتب والأجور حول العالم.

ويشير الموقع إلى أن 50% من الموظفين بلغ معدل رواتبهم 146 ألف ليرة أو أقل، بينما يكسب النصف الآخر أكثر من 146 ألف ليرة.

وبحسب تقرير نشرته صحفية “تشرين” الحكومية، فإن تكلفة وجبة الطعام في سوريا تصل إلى 25 ألف ليرة، بينما يستهلك  الغذاء 60%من الدخل الشهري للأسرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة