“جريمة في الذاكرة”.. دراما بوليسية من التسعينيات

tag icon ع ع ع

كيف يمكن لجريمة حصلت قبل 20 عامًا أن تعود إلى ذاكرة إنسان عاش جلّ عمره خارج البلاد؟

تجيب أحداث مسلسل “جريمة في الذاكرة” السوري عن هذا التساؤل، عبر حكاية “مها” التي عادت مؤخرًا إلى سوريا قادمة من البرازيل.

تدور أحداث المسلسل البوليسي في “فيلا” بإحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق.

تبحث “مها” عن خيوط مشهد قتل عالق في ذاكرتها مذ كانت طفلة صغيرة، ومنذ بدأت إقامتها في “الفيلا”، يتكرر مشهد القتل في كوابيسها، وهو ما يدفعها للبحث والتقصي واللجوء إلى طبيب نفسي علّها تجد الإجابة عن تساؤلاتها، لتبدأ اكتشاف الخيوط رويدًا رويدًا، مع تصاعد الأحداث الدرامية، وازدياد استهداف الشخصيات وقتلها بالتزامن مع اقتراب حل اللغز.

قد لا يبدو العمل بهذه المتعة عند مقارنته بدراما المنصات الإلكترونية الجديدة وإنتاجاتها، لكنه كان ممتعًا بالنسبة لشروط وشكل دراما التسعينيات وأبطالها وشكل المجتمع آنذاك.

اهتم كل من الكاتب ممدوح عدوان، والمخرج مأمون البني، بتفاصيل الشخصيات ودوافعها، وهو ما يسهّل فهم مآلاتها بعد ذلك، إلى جانب الحبكة الدرامية القائمة على مبدأ “حلّ اللغز”، ويسهم اقتباس المسلسل من رواية أدبية في جعل هذا الأمر أسهل على “السيناريست” بطبيعة الحال.

ركّز العمل طوال حلقاته على حالة الخوف والقلق التي تعيشها “مها” في ظل صراعها مع ذاكرتها التي ترفض نسيان ما شاهدته، ورغم الاتهامات الموجهة لها بالمرض النفسي، فإن إصرارها هو ما يكشف عن خيوط جريمة ظن صاحبها أنها لا يمكن أن تُكشف.

ولعل أفضل ما في العمل هو أداء الممثل خالد تاجا لشخصية “الدكتور عزمي”، التي تميزت بتفاصيل دقيقة جسّدها الممثل الراحل، إلى جانب الدور الكبير لها في القضية.

المسلسل من بطولة خالد تاجا وسمر سامي وعبد الهادي الصباغ ومي سكاف وحسن عويتي ونجاح سفكوني ومحمد الشيخ نجيب.

أخرج العمل، الذي عُرض للمرة الأولى في سوريا عام 1993، المخرج مأمون البني، وكتب السيناريو والحوار الكاتب الراحل ممدوح عدوان، وكانت الموسيقا التصويرية للموسيقي سهيل عرفة.

يُصنف العمل ضمن مسلسلات الدراما البوليسية السورية، وأنتجته شركة “السيّار” للإنتاج الفني.

المسلسل مقتبس من رواية الكاتبة الإنجليزية أغاثا كريستي “الجريمة النائمة” بحسب إصدار دار “أجيال”، وتُعرف في العالم العربي باسمين، الأول “الحب والجريمة”، وترجمها الأديب عمر عبد العزيز أمين، ونشرتها دار “ميوزيك”، والثاني “اللغز المثير” وفق ترجمة محمد عبد المنعم جلال في إصدار “المركز العربي للنشر والتوزيع”.

ويمكن مشاهدة حلقات المسلسل المكوّن من 17 حلقة من هنا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة