قطع غيار بالدولار وماكينات عمرها يقارب نصف قرن

الحسكة تتحضر لموسم القمح بـ”حصادات متهالكة”

camera iconورشة لصيانة الآلات الزراعية في القامشلي- 17 من أيار 2023 (عنب بلدي/ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

القامشلي – مجد السالم

بدأ أصحاب “الحصادات” في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، منذ أسابيع، بتجهيز آلياتهم وصيانتها استعدادًا لموسم الحصاد الحالي، وسط ارتفاع تكاليف الصيانة في العام الحالي مقارنة بالأعوام الماضية.

ومن المتوقع أن يكون موسم القمح الحالي جيدًا وأفضل من العامين الماضيين، لذا ينهمك رياض الدعاس (48 عامًا) في تجهيز وصيانة “الحصادة” وبقية الآلات الزراعية التي يعمل عليها، يساعده في ذلك مجموعة من العمال الموسميين من سائقين وفنيين وغيرهم.

وقال رياض الدعاس، لعنب بلدي، إن عمليات تحضير الآلات بدأت منذ مطلع أيار الحالي، وتشمل فحص كامل أقسام “الحصادة”، خاصة أجزاء درس السنابل وتنظيف الحبوب والغرابيل، التي تسبب خسائر كبيرة للمزارعين في حال وجود مشكلات فنية قد تؤدي إلى هدر في السنابل والحبوب المحصودة.

وبحسب عدد من أصحاب محال صيانة الآلات الزراعية في الحسكة، ممن قابلتهم عنب بلدي، تُباع جميع قطع الغيار بالدولار من مصادر مختلفة، بعضها محلي وقسم آخر يأتي من منبج وعين العرب وحلب، وتصل أسعار أنواع منها إلى نحو ألف دولار أمريكي، وذلك حسب حجم ونوع قطع الغيار ومدى توفرها.

وخلال الصيانة السنوية للآلات، يجري تبديل القطع المتضررة من عمليات الحصاد السابقة وتشحيم وتزييت الأجزاء الميكانيكية، والأهم تأمين قطع غيار كافية طوال فترة الموسم تحسبًا للأعطال الطارئة، التي قد توقف الحصاد عدة أيام في حال عدم القدرة على تأمين قطعة الغيار، ما قد يخلق مشكلات مع أصحاب الحقل الذين يطالبون دائمًا بالإسراع في عمليات الحصاد، خوفًا من الحرائق.

وتشمل عمليات التجهيز التعاقد مع العمال من سائقين وفنيين و”عتالين” وطباخين، وجميعهم سيحصلون على أجور تصل إلى ضعف ما حصلوا عليه خلال العام الماضي، نتيجة تدهور الليرة السورية وما رافقه من تضخم وارتفاع عام في الأسعار.

“حصادات” أعمارها تصل إلى 42 عامًا

نجم حسين (50 عامًا) مالك “حصادة” من ريف تل براك، قال لعنب بلدي، إن أحدث “حصادة” في المنطقة صُنعت عام 2002، بينما توجد “حصادات” صُنعت عام 1980، ما يجعل أغلبها في المنطقة متهالكة وتحتاج إلى صيانات “كثيرة”، قد تصل تكلفتها الكاملة أحيانًا إلى خمسة آلاف دولار أمريكي، حسب الحالة الفنية لـ”الحصادة” وعمرها (سنة صنعها).

ويبدأ تجهيز “الحصادات” عادة في شهر آذار من كل عام، وتشمل صيانتها تغيير “الأقشطة والبيليات والمصافي والفلاتر” وغيرها، وكذلك فإن تجهيز “الحصادة” يتوقف على الأرض التي ستحصد بها، فيما إذا كانت مروية أو بعلية، وكذلك تبديل العجلات وتجهيز عجلات احتياطية، وفق نجم حسين.

وخلال العام الحالي، تتراوح أجرة الميكانيكي بين 500 وألف دولار، وأجرة “الحصادة” بين 500 و700 دولار، وأجرة الطباخ المرافق لورشات العمل بين 200 و400 دولار أمريكي.

ومن المشكلات التي تواجه أصحاب “الحصادات”، تأخر توفير المحروقات من قبل “الإدارة الذاتية”، ما يضطرهم لشراء المازوت من السوق السوداء بنحو 1500 ليرة سورية لليتر الواحد (الدولار يقابل 8500 ليرة وسطيًا).

وتستهلك “الحصادة” الواحدة نحو برميل مازوت كل ست ساعات في حالة العمل المتواصل، ويصل سعر البرميل لنحو 300 ألف ليرة سورية، في حين تخصص “الإدارة” نحو 15 ألف ليتر لكل “حصادة” توزع على عدة دفعات خلال الموسم.

كما تحتاج “الحصادة” إلى تبديل زيت كل 72 ساعة من العمل بسعر 500 دولار للبرميل الواحد من الزيت.

وطالب عدد من أصحاب “الحصادات” الذين التقتهم عنب بلدي بتحديد أجور الحصاد من قبل الجهات المعنية بحد أدنى يقدّر بـ5% من إنتاج المحاصيل المروية، ونحو 8% من إنتاج المحاصيل البعلية حتى تكون لديهم قدرة على تسديد تكاليف وأجور الصيانة والعمال وتحقيق هامش ربح جيد، بحسب قولهم.

وتبلغ المساحات المزروعة بالقمح المروي نحو أربعة ملايين و510 آلاف و112 دونمًا، و209 آلاف و875 دونمًا بالقمح البعلي، خلال الموسم الحالي، بحسب المكتب الإعلامي لهيئة الزراعة التابع لـ”الإدارة الذاتية”، بينما تصل مساحات الأراضي المزروعة بالشعير المروي إلى نحو 900 دونم، وبالشعير البعلي إلى حوالي 813 ألفًا و281 دونمًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة