حمص.. النظام يدفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط تلبيسة

جامع المصطفى بمدينة تلبيسة شمالي محافظة حمص- 21 نيسان 2023 (محبي مدينة تلبيسة/ فيس بوك)

camera iconجامع "المصطفى" بمدينة تلبيسة شمالي محافظة حمص- 21 من نيسان 2023 (محبي مدينة تلبيسة/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

دفعت قوات النظام السوري بتعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط مدينة تلبيسة شمالي محافظة حمص، ودعمت بعض الحواجز العسكرية في محيط المنطقة، تزامنًا مع حديث عما يصفه النظام بـ”تطهير المنطقة من تجار المخدرات”.

وأفاد مراسل عنب بلدي في حمص أن تعزيزات عسكرية بدأت بالقدوم إلى محيطة تلبيسة منذ مساء 23 من أيار الحالي، دون معلومات عن وجهتها النهائية بعد.

ونشر “المرصد السوري لحقوق الانسان” اليوم، الأربعاء، تسجيلات مصوّرة تظهر إنشاء حاجز جديد مكوّن من دبابة وسيارات رباعية الدفع مزوّدة برشاشات على مفرق بيت الري شرقي مدينة تلبيسة.

“المرصد” نشر أيضًا تسجيلًا منفصلًا يظهر عمليات تحصين حاجز مفرق قرية الزعفرانة شمال مدينة تلبيسة.

التعزيزات جاءت بعد اجتماع اللجنة الأمنية الممثلة للنظام السوري في المحافظة مع وجهاء المنطقة، لبحث وقف حالة الفلتان الأمني بمدينة تلبيسة على وجه الخصوص، وريف حمص الشمالي بشكل عام.

وكانت مدينة تلبيسة شمالي حمص شهدت، في 20 من أيار الحالي، اجتماعًا بين ضباط من فرع “أمن الدولة” و”الأمن السياسي”، ووجهاء من المنطقة بجامع “المصطفى” في تلبيسة، بخصوص إنهاء حالة الفلتان الأمني وتجارة المخدرات في المنطقة.

الشيخ زكريا الدقة القيسي، وهو أحد وجهاء تلبيسة نشر عبر حسابه الشخصي في “فيس بوك”، الثلاثاء، نسخة عن بيان ختامي لاجتماع مجلس عوائل تلبيسة، فيما يتعلق بتجار ومهربي المخدرات بالمنطقة، مشيرًا إلى أن سكان المنطقة سيقفون بحزم لمكافحة ظاهرة المخدرات بالمدينة.

وتضمّن البيان عدة بنود جاء فيها:

  • منع تجارة المخدرات وترويجها.
  • مكافحة الجريمة المنظمة وغير المنظمة.
  • مكافحة عمليات السرقة.
  • مكافحة السلب بالعنف.
  • مكافحة عمليات الخطف.
  • منع تجارة الأسلحة والذخيرة.
  • منع عمليات تهريب البشر.
  • إلغاء المظاهر المسلحة وفوضى السلاح ضمن المدينة.
  • منع حمل السلاح ليلًا أو نهارًا.
  • منع إطلاق النار لأي سبب كان.
  • يسمح بحيازة السلاح ضمن المنازل فقط.
  • تشكيل قوة من أبناء المدينة وأبناء عوائلها تزيد على 300 شخص تابعة لـ”اللجنة الأمنية” لحماية مداخل ومخارج المدينة والطريق الدولي
  • يحق للجنة توقيف أي شخص يخالف الشروط الواردة في الاتفاق

تهريب ومخدرات

مع تطور الأحداث عقب اتفاق “التسوية” بريف حمص الشمالي، تحولت تلبيسة إلى سوق لتجارة المخدرات والسلاح والممنوعات، وتعاملت المجموعات المتبقية مع فروع الأمن و”حزب الله” والميليشيات الإيرانية لتسهيل أعمالها فيها.

عامر، من سكان قرية الفرحانية الملاصقة لمدينة تلبيسة، تحفظ على اسمه الكامل لأسباب أمنية، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن المدينة تنهشها تجارة المخدرات والفوضى منذ عام 2018.

وأضاف أن تجارة المخدرات استشرت في المدينة بتغطية من مخابرات النظام السوري، وانتشرت فيها حوادث القتل والخطف والسلب، وصار همّ شريحة واسعة من سكانها “جمع المال بأي طريقة”.

ومع انتشار العصابات الصغيرة في شوارع المدينة، بقيت قوات النظام متمركزة على أطراف تلبيسة في المفارز الأمنية والحواجز، ولم تحرك ساكنًا تجاه ما يحصل فيها، كما أن بعض الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش العسكرية التابعة للنظام انسحبت من محيطها، فيما ظهر على أنه ضوء أخضر لاستمرار هذه الأنشطة فيها، بحسب ما أفادت به مصادر محلية من سكان المنطقة لعنب بلدي.

توترات لا تنقطع

مطلع كانون الثاني الماضي، شهدت مدينة تلبيسة اشتباكات وُصفت بـ”الدامية” بين مجموعات من تجار المخدرات والعصابات التي خلّفتها “التسوية الأمنية” في حمص وريفها، عقب سيطرة النظام السوري عليها بالكامل في أيار 2018.

وبدأت المواجهات على خلفية مقتل محمد خليل الدريعي (أبو جنيد)، القيادي السابق في فصائل المعارضة بالمنطقة، وتصاعدت حدتها إثر مقتل عبد الرحمن طه خلال عملية استهداف الدريعي، ما أدخل عائلة “طه” على خط الاشتباكات، وانتهت عقب أيام مخلفة قتلى وجرحى.

وفي 5 من الشهر نفسه، شهدت تلبيسة توترًا أمنيًا وقطعًا للطرقات الرئيسة، على خلفية اعتقال مفرزة “الأمن العسكري” اثنين من وجهاء المدينة.

في 27 من شباط الماضي، شهدت المدينة أيضًا توترًا بعد تفكيك قوات النظام عبوة ناسفة بالقرب من مفرزة “الأمن السياسي” في مدينة تلبيسة، تبعه استنفار أمني في المنطقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة