انتهى رمضان.. انتبهوا من اضطرابات الجهاز الهضمي في العيد

اضطرابات الجهاز الهضمي
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يؤدي صيام شهر رمضان إلى تعوّد الجهاز الهضمي بشكل عام على نظام معين في تلقي الطعام، مغاير للنظام الذي يتبعه في بقية أيام السنة، ولذلك فإنه بعد نهاية شهر الصيام يمكن أن يؤدي التغير المفاجئ في مواعيد وأساليب ونوعية الطعام المتناول إلى الكثير من العوارض والاضطرابات الهضمية غير المستحبة، كعسر الهضم، وحرقة المعدة، والمغص والإسهال، وتكون هذه الاضطرابات أكثر شيوعًا بين الأطفال عادة بسبب إقبالهم على تناول السكاكر والحلويات والعصائر بشكل مفرط، وخاصة تلك المنتشرة على العربات ولدى الباعة المتجولين والتي لا تحقق أدنى شروط النظافة أو التصنيع الصحي أو الحفظ بشكل سليم.

ممارسات خاطئة تسبب الاضطرابات الهضمية في فترة العيد

  • تناول الحلويات صباح العيد، والتي تحوي الكثير من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية، يسبب إرباك الجهاز الهضمي وحدوث إسهال شديد مع مغص.
  • تناول وجبة إفطار ثقيلة صباح العيد، ولأن المعدة غير معتادة على تناول الطعام في هذا الوقت فإن ذلك يحدث عسرة هضم.
  • تناول الأطعمة الدسمة والغنية بالبروتينات الحيوانية والدهون مثل اللحوم الحمراء، حيث يصعب على الجهاز الهضمي التعامل معها وهضمها بسرعة بعد أيام الصيام الطويلة، وتعوده على العمل ببطء، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مشاكل المعدة والأمعاء.
  • الإفراط بتناول الحلويات والمشروبات في فترة العيد مثل الكعك المحلى، والحلويات الشرقية والغربية بأنواعها، وكذلك المشروبات والعصائر الحامضة، يرهق المعدة ويزيد من حموضتها، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث آلام المعدة والحرقة والحموضة.
  • شرب القهوة (الكافيين) بشراهة خلال أيام العيد، ينعكس سلبًا كذلك على صحة الجهاز الهضمي.
  • تناول الأطفال للمأكولات بشراهة وسرعة نتيجة فرحهم بما يوجد أمامهم من حلوى وشوكولا وغيرها، إضافة لتناولهم أصنافًا عديدة ومتنوعة من الحلوى والمكسرات والعصائر والموالح والطبخ… كل ذلك يعرضهم لعسرة الهضم.
  • نوعية المأكولات التي يتناولها الأطفال قد تسبب لهم اضطرابات هضمية عديدة، فعادة ما يكثرون من الجيلي والمثلجات والعصائر مختلفة الألوان والروائح والطعوم والتي غالبًا ما يتم تصنيعها بطرق غير صحية وتدخل فيها الأصبغة والملونات والتي تشكل ضررًا كبيرًا على الصحة، كذلك فإن الحلوى والساندويش غالبًا ما تكون مكشوفة فتتعرض للتلوث بدخان السيارات، وغبار أحذية المارة، والذباب، إضافة لأيدي البائعين الذين عادة ما يفتقرون لأدنى شروط النظافة، كل ذلك يؤدي إلى التسمم الغذائي والإصابة بالإقياء والإسهال والمغص.

كيف يمكن الوقاية من الاضطرابات الهضمية

  • تجنب تناول الطعام دفعة واحدة أو بكميات كبيرة خلال أيام العيد، وإنما يجب التدرج في تعويد الجهاز الهضمي على استقبال الطعام، عن طريق تناول وجبة إفطار خفيفة، والتركيز على وجبة رئيسية واحدة على الغداء، ثم وجبة عشاء خفيفة، لأن عدم تحديد مواعيد للوجبات قد يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك.
  • اعتماد الأطعمة المنزلية والابتعاد عن المأكولات الجاهزة، والحرص على شراء المأكولات الجاهزة من مصادر آمنة وموثوقة، وعند تناول الطعام خارج المنزل يجب اختيار المطاعم والأماكن النظيفة، ومنع الأطفال من شراء الأطعمة والمشروبات المكشوفة والمصنعة والمحتوية على الكثير من المواد الحافظة والأصباغ والنكهات الصناعية.
  • تجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والبروتينات الحيوانية في الأيام الأولى بعد انتهاء رمضان، وكذلك الأطعمة الحاوية على بهارات حارة وتوابل، والتركيز على الخضار والشوربات.
  • عدم الإكثار من تناول الحلويات والشوكولا والمشروبات الغازية في أثناء الزيارات أو مع الوجبات السريعة الجاهزة، والاستعاضة عنها بكوب من العصير الطبيعي أو حبة فواكه أو سلطة الفواكه التي تحتوي على المعادن والفيتامينات والألياف الغذائية المفيدة التي لا توجد في الحلويات.
  • تناول كميات كافية من الماء بشكل خاص، ومن العصائر الطبيعية، مع تجنب العصائر الحامضة والمشروبات الغازية.
  • ممارسة المشي في الطبيعة خلال إجازة العيد وفي الأيام التي تليها، لإعادة الجسم إلى توازنه، وعدم الركون إلى النوم والخمول.
  • تجنب التدخين وشرب المنبهات بشراهة وخاصة على معدة خاوية، لأن من شأن ذلك أن يزيد من أعراض ومتاعب الجهاز الهضمي.
  • تنظيم مواعيد النوم وعدم الإفراط في السهر ليلًا.

أخيرًا ننبه إلى أنه ليس فقط الجهاز الهضمي قد يتأثر سلبًا في فترة العيد، وإنما حالات ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم لدى مرضى داء السكري هي على قائمة الأمراض التي تزداد خلال أيام العيد نتيجة تناول كميات كبيرة من الوجبات الغنية بالملح والمخللات والمحليات السكرية، لذلك ينصح بتقسيم وجبات الطعام في أول أيام العيد إلى 4 أو 5 وجبات خفيفة وتجنب الملح والسكريات والدهون لتفادي حدوث ذلك الخلل وللوقاية من التخمة وعسر الهضم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة