في ذكرى تأسيسها.. “تحرير الشام” تستعرض أعوامها الأربعة بإصدار مصوّر (فيديو)

camera iconالقائد العام لهيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني (إباء)

tag icon ع ع ع

لخّصت “هيئة تحرير الشام”، في إصدار مصوّر بذكرى تأسيسها الرابعة، سنواتها الأربع من وجهة نظرها.

وجاء في الإصدار الذي نشرته مؤسسة “شموخ” عبر “تلجرام” أمس، الخميس 28 من كانون الثاني، أن مكونات “الهيئة” التي شاركت في تأسيسها قدمت تنازلات بعد تشرذم الفصائل وانتصارات وإخفاقات عدة، منها سيطرة النظام على كامل مدينة حلب.

ولا ترى “الهيئة”، بحسب الإصدار، أن “معروف التنازلات التي قدمتها لقي الإنصاف”.

وأضافت أن تأسيس “الهيئة”، في 28 من كانون الثاني 2017، “جاء كبنيان طال انتظاره وبشرى للثورة” بعد أن تخلى عنها البعض بالتزامن مع تحالف النظام السوري مع الروس.

وسعت أطراف عدة لوأد “الهيئة” بعد أيام من تأسيسها، “رغم تمكنها من تنفيذ عملية نوعية في المربع الأمني بحمص، استهدفت مقرات الأمن العسكري وأمن الدولة، وقتل خلالها نحو 50 عنصرًا من الفرعين”.

واستنكرت “الهيئة” في الإصدار ما كان يجري في “جنيف” و”أستانة” من “تنازلات سياسية”، بالتزامن مع سيطرة مقاتليها على حي المنشية بدرعا،

تلت ذلك معركة “وقل اعملوا” التي قالت إن سبب نجاحها هو “الإجماع”، إذ وصل فيها مقاتلو “الهيئة” بريف حماة الشمالي والشرقي إلى أبواب مدينة حماة من تل الشيحة وقرية قمحانة.

معركة “وقل اعملوا” قادتها “تحرير الشام” بتحالف مكوّن من عدة فصائل معارضة في 21 من آذار 2017.

نجحت الفصائل المشاركة فيها بالسيطرة على نحو 15 قرية وبلدة في ريف حماة الشمالي الغربي، في غضون أيام.

وفي تشرين الأول 2017، سيطرت “الهيئة” على أبو دالي لـ”خلط أوراق الروس” الذين سعوا عبر المؤتمرات السياسية لإطلاق معركة لسيطرتهم على أرياف حماة، بحسب رواية “الهيئة” في الإصدار.

وهاجمت “الهيئة” تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقالت إن مقاتليها غدروا بها في الرهجان والقرى المحيطة فيها بريف حماة.

شرق السكة.. 700 مقاتل

ذكرت “الهيئة” أنها خسرت 700 مقاتل في معركة “شرق السكة” التي خاضتها “وحيدة” في أرياف حماة الشرقي وإدلب الشرقي وحلب الجنوبي.

وبعد انسحابها من شرق السكة وجدت في غربها “مكائد” دعت “الهيئة” لتقوم “بما يجب أن تقوم به”، لتوحيد القرار العسكري والأمني والإداري الذي تبلور بـ”غرفة عمليات الفتح المبين”، وأعقبت ذلك خطوات لتوحيد التنسيق العسكري لأقصى الإمكانيات.

وكانت “تحرير الشام” حاربت بعد معارك “شرق السكة” فصائل في المعارضة، من أبرزها “الجبهة الوطنية للتحرير” وفصيل “نور الدين الزنكي”.

دعم حكومة “الإنقاذ”

على الصعيد المدني، ذكرت “الهيئة” أن عددًا من النخب في شمال غربي سوريا بادروا لتشكيل حكومة مدنية “ترتب أوراق الشمال المحرر، وتقدم ما تستطيع للمدنيين”، تمخضت عنها حكومة “الإنقاذ” التي تدخل دورتها الرابعة.

وأشادت “الهيئة” بدور الحكومة، وقالت إنها أثبتت أن القائمين عليها قادرون على البناء، و”ليس كما يحاول أن يصور النظام السوري”.

وجاء في الإصدار أن “تحرير الشام” تدعم بشكل كامل حكومة “الإنقاذ”، بسبب ما تقدمه من خدمات مدنية.

وشُكّلت “الإنقاذ” في 2 من تشرين الثاني 2017، من 11 حقيبة وزارية برئاسة محمد الشيخ حينها، وضمت وزارات الداخلية، العدل، الأوقاف، التعليم العالي، التربية والتعليم، الصحة، الزراعة، الاقتصاد، الشؤون الاجتماعية والمهجرين، الإسكان والإعمار، الإدارة المحلية، إلا أن الوزارات لم تكن جميعها مفعلة.

وتسيطر “الإنقاذ” على مفاصل الحياة في محافظة إدلب، وجزء من ريف حلب الغربي، خدميًا وإداريًا، وأحدثت سلسلة من المكاتب الزراعية والتعليمية والاقتصادية، وأقامت مشاريع خدمية داخل المدينة.

الوحدة تحت راية “تحرير الشام”

جاء في الإصدار أن “الهيئة” استطاعت في عامها الرابع أن تثبت قدرتها وكفاءتها وجدارة قادتها، وأعطت درسًا أن الدول “لا تبنى على اللصوص بل على التوحيد”.

وحمل الإصدار دعوة للانضواء تحت رايتها، وقالت إنها “حققت ما حققته من انتصارات بسبب التوحيد الجزئي”.

وختمت الإصدار بأن الوحدة الكلية تحقق نتائج على الصعيد الدولي وليس المحلي فقط، وأن الوحدة تعنى “لي الذراع الروسية والإيرانية” في سوريا.

من “القاعدة” إلى “تحرير الشام”

حملت “هيئة تحرير الشام” مسميات مختلفة، ودخل قادتها المنضوون سابقًا تحت قيادة فرع “القاعدة” في العراق من العراق إلى الأراضي السورية تحت هدف تأسيس “جبهة نصرة أهل الشام” أواخر 2011.

وصدر أول بيان عن “النصرة” بتاريخ 24 من كانون الثاني 2012، دعت فيه السوريين إلى “حمل السلاح والجهاد ضد النظام السوري”، لتصنف كجماعة “إرهابية” من قبل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في كانون الأول 2012، وفي أيار 2013، قرر مجلس الأمن إضافتها إلى قائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعين لتنظيم “القاعدة”.

وفي 28 من كانون الثاني 2016، أعلن زعيم “النصرة”، “أبو محمد الجولاني”، فك الارتباط بتنظيم “القاعدة”، وتشكيل فصيل جديد يسمى جبهة “فتح الشام”.

وفي 28 من كانون الثاني 2017، أُعلن عن تشكيل “هيئة تحرير الشام” من اندماج “جبهة فتح الشام”  و”جبهة أنصار الدين” و”جيش السنة” و”لواء الحق” وحركة “نور الدين الزنكي”.

ومنذ ولادتها باسم “النصرة” سابقًا حتى تشرين الثاني 2017، قضت “الهيئة” على عشرة فصائل مقاتلة ضد النظام في سوريا، وهي “جبهة ثوار سوريا”، و”جبهة حق المقاتلة”، و”جبهة ثبات”، و”لواء أبو العلمين”، و”اللواء السابع قوات خاصة”، و”حركة حزم”، و”الفرقة 30″، و”جيش المجاهدين”، و”تجمع فاستقم”، و”كتائب ثوار الشام”، إضافة إلى تحجيم “أحرار الشام”.

وكانت الولايات المتحدة صنفت “الهيئة” عام 2017 “إرهابية”، عقب تغيير اسمها من “جبهة فتح الشام”، التي ضمت فصائل عسكرية معارضة كان أبرزها “جبهة النصرة” بعد أن انفكت عن “القاعدة” عام 2016.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر برنامج “مكافآت من أجل العدالة” في 24 من تشرين الثاني 2020، عن مكافأة مالية تصل إلى عشرة ملايين دولار أمريكي مقابل الحصول على معلومات تتعلق بالقائد العام لـ”الهيئة”، “أبو محمد الجولاني”.

وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية “تحرير الشام”، في كانون الأول 2020، ضمن كيانات “ذات مصدر قلق خاص”، وهو ما رفضته “الهيئة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة