فرنسا.. تحقيق حول ضلوع منظمة “احموا مسيحيي الشرق” بانتهاكات في سوريا

رسم تعبيري لجوانا أندريسون (newlinesmag)

camera iconرسم تعبيري لجوانا أندريسون (newlinesmag)

tag icon ع ع ع

أُحيلت منظمة “SOS Chrétiens d’Orient” (احموا مسيحيي الشرق) الفرنسية، إلى تحقيق أولي لضلوعها بجرائم حرب في سوريا.

وأفاد موقع “ميديابارت” المتخصص بالتحقيقات الاستقصائية، الخميس 17 من شباط، أن مكتب المدعي العام في باريس فتح تحقيقًا أوليًا بحق منظمة “احموا مسيحيي الشرق” الفرنسية، لضلوعها في جرائم حرب في سوريا.

يأتي فتح التحقيق بعد نشر تحقيق صحفي أجراه الموقع، الذي كشف في أيلول 2020، أن المنظمة غير الحكومية أقامت شراكات مع عدد من الميليشيات السورية الموالية لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، وضالعة بارتكاب جرائم حرب في سوريا.

وأُوكل التحقيق إلى المكتب المركزي لمكافحة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وجرائم الكراهية.

رجال الميليشيات يستفيدون من تبرعات حماية الأقليات

وكشف تحقيق “ميديابارت” أن بعض الشركاء السوريين في المنظمة هم قادة على رأس “الميليشيات الموالية للأسد”.

واتُهمت المنظمة الفرنسية من قبل منظمات غير حكومية سورية، بالضلوع بنهب القرى وقصف المدنيين وتدريب الأطفال على القتال.

ونددت المنظمة الفرنسية بالاتهامات التي اعتبرتها “وهمية”، زاعمة أن هذه الميليشيات كانت راضية عن “الدفاع عن نفسها وعائلاتها ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) و(القاعدة)”، بحسب “ميديابارت”.

أُسست منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” بفرنسا في تشرين الأول 2013، قبل وقت قصير من مهمتها الأولى، التي أُطلق عليها اسم “عيد الميلاد في سوريا”، وكان هدفها المعلَن هو تقديم المساعدة للمسيحيين في الشرق الأوسط، وبدأت تتورط بشكل متزايد في أعمال العنف التي أعقبت “الربيع العربي”.

ابتعدت المنظمة في وقت مبكر بعد تأسيسها عن تزويد المجتمعات المسيحية بالمساعدة الإنسانية والدعم المعنوي الذي دعت إليه في الأصل لترويج أجندة سياسية يمينية، ونشر معلومات مضللة.

ووُثقت العلاقة بين “أنقذوا مسيحيي الشرق” والنظام السوري، وكذلك الميليشيات المؤيدة للنظام السوري المتمركزة في محافظة حماة، في وسائل الإعلام الفرنسية منذ أن بدأت المنظمة عملها داخل سوريا عام 2013.

وأثار تحقيق لمجلة “Newlines” أيضًا تساؤلات حول المدى الذي يمكن أن يكون فيه أفراد المنظمة، الذين هم أيضًا جنود احتياط فرنسيون، قدّموا عن قصد أو عن غير قصد مشورة عسكرية أو استراتيجية ميدانية خلال السنوات العشر، خلال زيارات المنظمة إلى مدينة محردة التابعة لمحافظة حماة، وجهود جمع التبرعات لها.

كما يربط التحقيق المنظمة بقائمة من المنظمات التي تم تحديدها في رسالة، كُتبت في نيسان 2021، من قبل النائبة الأمريكية إليسا سلوتكين، رئيسة لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي، وطلبت من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تصنيفها كمجموعات “تفوّق عنيف للبيض” في الخارج.

قالت نائبة رئيس المنظمة السورية “مسيحيون من أجل السلام”، سميرة مبيض، للمجلة، إن “الرواية السياسية كانت أن الأسد قام بحماية الأقليات، وكانت هذه رواية قوية”.

نصّب النظام السوري نفسه على أنه “حامي الأقليات” منذ الأيام الأولى للانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب، عندما وصف رئيس النظام، بشار الأسد، المتظاهرين السلميين بأنهم “إرهابيون”، وشرع في تصعيد استخدام القوة المميتة ضدهم.

مع اندلاع الاحتجاجات في سوريا، حرّضت دعاية النظام المسلمين السنة الذين عارضوا الأسد علنًا ضد الأقليات الدينية في البلاد التي ادعى أنهم حلفاء مخلصون له، ومع ذلك، قام النظام بسجن وتعذيب المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى التي عارضته.

وأوضحت سميرة مبيض أن منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” استغلت هذه الرواية الدينية الكاذبة والمثيرة للانقسام، وكان لهذه الديناميكية تأثير سلبي على خلق الانقسام على أسس دينية أو طائفية.

وأضافت مبيض أن منظمتها لاحظت حملات جمع التبرعات العدوانية التي قامت بها المنظمة في فرنسا و تتبعت الأموال، للتأكد من مقدار ما كان يذهب إلى الأعمال الخيرية التي زعمت “SOSCO” أنها تدعمها في سوريا.

وتقدم المنظمة نفسها على أنها غير سياسية، متجذرة في اليمين المتطرف منذ إنشائها في عام 2013 من قبل ناشطين من منيف بور توس، ويرأسها تشارلز دي ماير، وهو المساعد البرلماني الحالي لتييري مارياني، عضو البرلمان الأوروبي عن التجمع الوطني.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يبدي فيها هذا المكتب المسؤول عن التحقيق في مجرمي الحرب المزعومين الموجودين على الأراضي الفرنسية، اهتمامًا بأنشطة منظمة فرنسية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة