بتكاليف “باهظة”.. المعاهد الخاصة في الرقة بديل لحماية مستقبل الطلاب

camera iconطفل في إحدى مدارس الرقة التي أعادت "يونسيف" تأهيلها-3 من حزيران 2018(يونسيف)

tag icon ع ع ع

“رغم صعوبة تأمين القسط السنوي أعمل جاهدًا لتتابع بناتي تعليمهن في المعاهد الخاصة”، هذا ما قاله أحمد الهرم (35 عامًا) مبررًا ذلك بخوفه من أن تضيع جهود بناته سدى في مدارس “الإدارة الذاتية”.

وبين اتخاذ قرار المتابعة في مدارس غير معترفٍ بها، وخيار دفع مبالغ تفوق قدرتهم المادية للدراسة في المعاهد الخاصة، يعيش أهالي الرقة في مطلع كل عامٍ دراسي في حيرة وقلق.

ومع غياب الاعتراف المحلي والدولي عن مدارس “الإدارة الذاتية” وارتفاع أجور المعاهد الخاصة التي تدرس مناهج النظام، تمضي عشرات العائلات أيامها في خوفٍ من مستقبلٍ مجهول ومحاولاتٍ لتأمين أجور المعاهد.

منهاج النظام في مناطق “الإدارة”

لم يستطع أحمد وغيره من الأهالي ترك أبنائهم أمام مستقبل “مجهول”، وفق ما قاله لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن المنهاج في المدارس الحكومية في الرقة لا تعترف به إلا “الإدارة”.

وتنافس المعاهد الخاصة في مدينة الرقة شمالي سوريا المدارس التابعة لـ “الإدارة الذاتية” والتي توفر التدريس مجانيًا، بينما ترتفع تكاليف الدراسة في المعاهد بمبالغ مالية تتراوح بين 100 إلى 150 ألف ليرة سورية شهريًا للطالب الواحد.

وتدرس المعاهد الخاصة المنهاج الرسمي لوزارة التربية في حكومة النظام السوري، والذي تغض “الإدارة الذاتية” النظر عنه في الرقة ومنبج ودير الزور، بينما تمنعه بشكل نهائي في مناطق سيطرتها في عين العرب (كوباني) والقامشلي والحسكة.

في المقابل يرى جلال الغريّب (35 عامًا)، وهو أحد سكان الرقة، أن توفر منهاج النظام السوري في المعاهد الخاصة هو ما يدفع الأهالي لإرسال أبنائهم لها، معتبرًا منع تدريس منهاج النظام في مناطق “الإدارة” كفيلًا بإغلاق المعاهد الخاصة ودفع الأهالي نحو المدارس الحكومية.

وتعذر على عنب بلدي الحصول على إحصائية رسمية لعدد المعاهد الخاصة في الرقة، إلا أنها تنتشر بشكل ملحوظ في المدينة وريفها.

ويتوافر فيها تدريس معظم المراحل الدراسية، لكن معظمها يركز على طلاب شهادات المرحلتين الاساسية والثانوية العامة.

بدوره قال خليل محمد، وهو مدرس لغة عربية في أحد معاهد الرقة الخاصة، إن تلك المعاهد تدرس منهاج النظام السوري وبالأخص لطلاب الشهادات، مضيفًا أن معظمها كان موجودًا قبل اندلاع الثورة عام 2011، وأغلقت خلال فترة سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الرقة، وأعيد افتتاح معظمها خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

ويتقاضى المعلمون الذين يدرسون في المعاهد الخاصة رواتبهم من وزارة التربية في حكومة النظام، باعتبار أنهم ما زالوا موظفين لديها، بحسب ما قاله خليل محمد، مضيفًا أن جزءًا من الرواتب يأتي من الأقساط التي تدفع لتلك المعاهد.

وتمنح “لجنة التربية والتعليم” في “مجلس الرقة المدني” تراخيص العمل للمعاهد الخاصة في المدينة وريفها، مقابل حصول اللجنة على رسوم سنوية تدفع من قبل إدارة المعهد.

وقال عضو في “لجنة التربية” إن استمرار عمل المعاهد الخاصة يأتي بناء على رغبة الأهالي والذين يرغبون بحصول أبنائهم على دروس خاصة بمنهاج النظام السوري وإرسالهم لاحقًا لمناطق النظام لتقديم الامتحانات النهائية لكل شهادة.

وأضاف عضو “اللجنة” أن الطلاب يضطرون إلى السفر إلى مناطق النظام السوري لتقديم الامتحانات النهائية، وهو ما يؤثر سلبًا على نفسية الطالب ويعرضه لمتاعب مادية ونفسية وحتى مخاطر أمنية أحيانًا.

وتثير قضية منهاج “الإدارة” وعدم الاعتراف به رسميًا أرق الأهالي في الرقة ومناطق أخرى في شمال شرقي سوريا، إلى جانب ازدواجية المناهج الدراسية وظهور حساسيات بين السكان حول أهلية منهاج “الإدارة”.


شارك بإعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في الرقة حسام العمر




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة