ما وراء تغييرات تركيا في فريق خارجيتها المسؤول عن سوريا

camera iconتعبيرية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والسوري، بشار الأسد (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

شهدت وزارة الخارجية التركية الأسبوع الماضي تعيينات وتغييرات لبعض المسؤولين والسفراء فيها، من ضمنهم إحالة الفريق المسؤول عن الملف السوري بالوزارة لمناصب جديدة، دون الكشف عن الأسماء البديلة.

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية، في 6 من تشرين الأول الحالي، عن مصادر دبلوماسية، أن نائب وزير الخارجية التركي، سادات أونال، الذي يوصف بـ”عرّاب الملف السوري” سيتولى منصب الممثل الدائم لتركيا لدى الأمم المتحدة.

كما جرى تعيين رئيس قسم سوريا في الخارجية التركية، سلجوق أونال، سفيرًا لتركيا في مدينة لاهاي الهولندية، ونائبه، أردم أوزان، سفيرًا لتركيا بالعاصمة الأردنية عمان.

من المستبدلون؟

قاد سادات أونال، الحاصل على بكالوريوس في قسم العلاقات الخارجية بكلية العلوم السياسية من جامعة “أنقرة”، مسار “أستانة” للتفاوض في الملف السوري، الذي انطلق في كانون الثاني 2017، منذ ترؤسه الجولة الأولى من المفاوضات عن بلاده.

أما آخر جولة حضرها فكانت في شباط 2021، لينوب عنه بعدها سلجوق أونال.

وبرز اسم سادات أونال في جولات التفاوض مع الروس والأمريكيين بخصوص الملف السوري، ففي 2020، قاد أونال ثلاث جولات مع الروس بشأن التصعيد في إدلب شمال غربي سوريا، وزار العاصمة الروسية قبل التوصل إلى اتفاق جرى التوقيع عليه من قبل رئيسي البلدين بمدينة سوتشي في 5 من آذار 2020.

ومع الولايات المتحدة ترأّس سادات أونال وفدًا تركيًا إلى العاصمة واشنطن عام 2019، للتفاوض مع الإدارة الأمريكية على مصير مدينة منبج بريف حلب.

في حين أن أحدث مهامه في الملف السوري عندما كان مبعوث أنقرة إلى مؤتمر “بروكسل” السادس بشأن سوريا، الذي عُقد بعنوان “مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة” في أيار الماضي.

من جانبه، ترأس سلجوق الوفد التركي إلى عدد من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، التي عقدت ثماني جولات، آخرها في حزيران الماضي.

توجه جديد

تعددت التصريحات التركية التي تشير إلى تغيير في السياسة التركية تجاه النظام السوري، أحدثها تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، الثلاثاء، بأن الرئيس التركي “لا يغلق باب الدبلوماسية في وجه أحد”، وبناء على تعليماته يلتقي رؤساء الاستخبارات التركية والسورية.

ولم تصدر تعليمات لإجراء محادثات سياسية، لكنه أشار إلى أن “احتمالية” إجراء لقاء موجودة في حال اقتضى الأمر.

ونقلت وكالة “الأناضول”، التركية شبه الرسمية، عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه “يجب الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا، يمكننا من خلالها إفساد العديد من المخططات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي”، وفي وقت سابق، قال أردوغان إنه سيلتقي الأسد “عندما يحين الوقت”.

الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش، قال لعنب بلدي، إن إجراء تغييرات في هذه المناصب التي كانت تلعب دورًا في رسم السياسة الخارجية التركية تجاه سوريا خلال السنوات العشر الماضية، يشير إلى “توجه تركي جديد” في ما يتعلق بالملف السوري.

وبرأي الباحث، فإن الشخصيات التركية في مناصبها الجديدة صارت بعيدة عن الملف السوري، ولن يكون لها تأثير فعلي في عملية اتخاذ القرار.

في المقابل، يرى محلل السياسة الخارجية والأمن في أنقرة، عمر أوزكيزيلجيك، أن تغيير منصب نائب وزير الخارجية التركي، سادات أونال، ليس مرتبطًا بشكل مباشر بالملف السوري، بحسب حديثه لعنب بلدي.

واستند المحلل إلى أن سادات أونال أدى واجبه وعمله “بامتياز”، بحيث كان له دور مهم جدًا لمحاولات تطبيع العلاقات مع مصر، وإسرائيل، والإمارات، والسعودية.

وأضاف أوزكيزيلجيك أن التعيينات الأخيرة ليست مرتبطة بتغيير الخطاب في تركيا تجاه دمشق، بل هي “إجراء روتيني”، كان سيجري مع أو من دون تغير الخطاب السياسي في تركيا.

ما مدى التغيير

وعن سبب عدم إعلان الخارجية التركية أسماء المسؤولين الجدد عن الملف السوري، أجاب محلل السياسة الخارجية، عمر أوزكيزيلجيك، أنه من الممكن عدم تعيين أسماء جديدة للمناصب الشاغرة بعد، بحيث قد تستغرق هذه العملية بعض الوقت.

في حين أن المسؤولين عن الملف السوري في مناصبهم الجديدة، سيؤدون واجباتهم كموظفين في الدولة ويمثّلون سياسات تركيا في تعييناتهم.

كما سيكون دور المسؤولين الجدد عن الملف هو ذاته دور المسؤولين السابقين، بحسب أوزكيزيلجيك، ولا ينبغي “توقع التغيير”، فوزارة الخارجية التركية تعمل كمؤسسة ضمن الدولة.

بينما يعتقد المختص بالعلاقات الدولية محمود علوش، أن التغييرات الجديدة في المناصب من شأنها أن تجعل السياسة الخارجية التركية “أكثر عملية وتكيفًا” مع التغير السياسي العريض، الذي تحدث عنه أردوغان.

وكانت ديناميكية السياسة الخارجية التركية ترتكز على أن تركيا جزء من الحرب من أجل الإطاحة بالنظام السوري، بينما تحولت بشكل كبير إلى احتمال استعادة العلاقات وإنشاء حوار سياسي بين الطرفين.

وبحسب علوش، سيكون لدى المسؤولين الجدد أولويات مختلفة، فيما يتعلق بكيفية التواصل مع نظرائهم في دمشق، فالتحول في السياسة التركية مع النظام سينعكس على أداء دبلوماسييها بما يخص المسألة السورية.

وفي 19 من آب الماضي، قال أردوغان، إن هم تركيا ليس “هزيمة الأسد”، بل الوصول إلى حل سياسي والتوصل إلى اتفاق بين المعارضة والنظام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة