علماء يحاكون أصوات ديناصورات بـ”صندوق الصوت” (فيديو)

نموذج من الأحافير التي عثر عليها لحيوان البيناكوصور (عالم الأحافير Stu Pond/ تويتر)

camera iconنموذج من الأحافير التي عُثر عليها لحيوان البيناكوصور (عالم الأحافير Stu Pond/ تويتر)

tag icon ع ع ع

اقترح علماء الحفريات في متحف جامعة “هوكايدو” باليابان بالشراكة مع المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي تشكيل أجزاء رئيسة مما أطلقوا عليه اسم “صندوق الصوت”، وهو تجسيد لأصوات أنواع من الديناصورات عن طريق تحليل حناجرها التي عُثر عليها في أحافير قديمة.

وعلى الرغم من علاقة الديناصورات البعيدة نسبيًا بالطيور، تحمل حنجرة الديناصور العديد من أوجه التشابه مع مكبرات الصوت لدى الطيور التي نعرفها حاليًا، بحسب بحث علمي نُشر في مجلة “Communications Biology” العلمية، منتصف شباط الماضي.

كيف يخرج الصوت

البحث العلمي شرح آلية إصدار الأصوات بالنسبة للديناصورات، فالحنجرة لديها عبارة عن أنبوب مجوّف يقع في الجزء العلوي من الحلق، ويحتوي على ميزات تشريحية تتكيف لإنتاج موجات صوتية.

وتصدر عن الحنجرة أصوات مختلفة عندما يحصل زفير الهواء، إذ تهتز أنسجتها بترددات محددة، وتصدر إثر الاهتزاز صوتًا يختلف بين فصائل الحيوانات، ومنها الديناصورات.

أما عن الطيور فأشار البحث إلى أن لديها “استثناء غريبًا”، إذ تملك فصائل الطيور “مصفارًا” يقع في الطرف المقابل من القصبة الهوائية إلى الحنجرة.

ويحتوي “مصفار الطيور” على أنبوبين منفصلين، ما يسمح لها بإجراء صوتين مختلفين في وقت واحد، كما تملك هيكلًا آخر في القصبات الهوائية يسمح لها بتعديل الأصوات التي تنتجها بشكل أعمق.

بالنسبة للمجتمع العلمي، فالطيور التي نعرفها حاليًا تنحدر من الديناصورات الطائرة، لكن نظرًا إلى أن صندوق الصوت مصنوع من الأنسجة الرخوة، تمكّن الباحثون من العثور على عدد قليل جدًا من الأمثلة القديمة على شكل أحافير لدراستها.

ويبلغ عمر أقدم “مصفار طيور” عُثر عليه على الإطلاق 66 مليون سنة، ويشبه إلى حد كبير ما تملكه طيور البط والإوز اليوم.

نماذج صوتية

البحث العلمي قال إن حيوان البيناكوصور مثلًا لديه حنجرة ممدودة، على عكس الزواحف الأخرى، ما يشير إلى أن الديناصور لم يكن ليستخدم حنجرته كمصدر للصوت فقط ولكن كمعدِّل له أيضًا، بينما تعدّل الطيور الحالية الصوت باستخدام بنية مختلفة.

ويعتقد الباحثون أن الأصوات التي كان يصدرها ديناصور البيناكوصور مرتبطة بـ”المغازلة، والدعوة الأبوية، والدفاع عن النفس من المفترس”، وربما تضمنت هديلًا ونقيقًا.

العلماء رأوا أن الحنجرة الكبيرة والحركية لبيناكوصور، التي تتميز بالمفصل الحلقي الكبير، مرتبطة بتنظيم تدفق الهواء الذي يعمل على تعديل الجهاز التنفسي، إلى جانب التواصل الصوتي.

وعلى وجه الخصوص، تشبه سمات الصوت لدى البيناكوصور نظيرتها لدى الطيور، ما يشير إلى أن الحنجرة الحركية لبيناكوصور تشبه طيور الببغاء ومثيلاتها، التي يمكن أن تغير إلى حد كبير تكوين تجويف الحنجرة.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن لآلية حماية مجرى الهواء أن تفسر أشكال الحنجرة التي عثر عليها من قبل العلماء، كون هذه الآلية لا تتطلب حنجرة كبيرة وحركية لإغلاق “المزمار”.

ونتيجة للبحث، يرى الباحثون أن حنجرة البيناكوصور متخصصة في فتح المزمار، وربما تعديل الصوت مع المسالك الصوتية الأخرى مثل القصبة الهوائية وتجويف الفم والمريء والبلعوم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة