اشتباكات لا تتوقف في بيت جن.. النظام يشاهد والوجهاء يتوسطون

بلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي- 30 من كانون الثاني 2023 (عروس جبل الشيخ/ فيس بوك)

camera iconبلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي- 30 من كانون الثاني 2023 (عروس جبل الشيخ/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

تتجدد الخلافات في بلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي، كل فترة منذ سيطرة النظام السوري على المنطقة الجنوبية، ضمن اتفاق المصالحات “التسوية” الذي حدث منتصف عام 2018.

خلافات بين عائلات تربطها علاقات بالنظام وأجهزته العسكرية، وبين عائلات في البلدة لها ماضِ في معارضة النظام وحكمه، تتجدد كل فترة موقعة قتلى وجرحى، تحت أعين النظام الذي ينأى بنفسه عن أي تدخل بعد “التسوية” تاركًا حقن الدماء على الوجهاء والعشائر.

ما الوضع حاليًا؟

يسود هدوء حذر بلدة بيت جن بعد أن توقفت الاشتباكات التي جرت في نيسان الحالي، بين عائلة بيت حمادة المدعومة من قبل قوات النظام السوري، وعائلات أخرى “محسوبة” على المعارضة.

كانت الحصيلة في اشتباكات حصلت في 7 و8 من نيسان الحالي، خمسة قتلى من عائلة حمادة بينهم امرأة وإصابة ثلاثة أشخاص، بينما وقع من عائلة تقطن الحي الجنوبي في البلدة قتيل ومصاب واحد.

لم يُدفن القتلى حتى 17 من نيسان الحالي، بعد اتفاق لدفنهم، كان سبب التأخر اعتقال أحد المصابين في أثناء إسعافه من قبل النظام وسحب جثة شخص آخر، وهما من الطرف “المحسوب” على المعارضة.

في 3 من شباط الماضي، قُتل الشاب لؤي كمال بإطلاق رصاص من قبل شاب من عائلة حمادة، بسبب خلاف بين العائلتين المعروفتين في البلدة.

ويُعرف أفراد عائلة بيت حمادة بانتمائهم إلى لجان “الدفاع الوطني” و”الفرقة الرابعة”، ويترأسهم شخص اسمه نضال حمادة، وهو قائد في “الفرقة الرابعة”.

وكان أفراد من عائلة كمال يتبعون لقوات “الجيش الحر” سابقًا، وهذا ما زاد حدة الاشتباكات، التي أسفرت حينها عن مقتل شخصين من كل عائلة، وتوقفت بتدخل وجهاء العشائر من القنيطرة ودرعا وريف دمشق.

تحشيد ومحاولات تهدئة.. النظام يشاهد

تستمر عمليات التحشيد والتعزيز من قبل الطرفين، وتزداد الأوضاع توترًا ويصعب حل الخلافات، وتحاول لجان “المصالحة” في القنيطرة ودرعا وريف دمشق الغربي وبعض وجهاء المناطق حل النزاع لكن دون جدوى.

مع كل اشتباك يحاول وجهاء القرى المجاورة لبلدة بيت جن الدخول إليها وتهدئة الوضع وحل الخلاف عشائريًا، دون تدخل من قوات النظام.

عضو لجنة المصالحة في القنيطرة، محمد الحسن (أبو صهيب)، قال لعنب بلدي، إن السبب الأكبر في صعوبة حل الخلاف، هو ارتباط عائلة حمادة مع النظام وتحميلهم أطراف وعائلات أخرى (كانوا في “الجيش الحر” سابقًا) في البلدة دم أبناء عائلتهم الذين قُتلوا في محاولات الاقتحام التي كان يشنها النظام، منذ سيطرة فصائل المعارضة على بلدة بيت جن ومزرعتها عام 2014.

وأضاف الحسن أنه دخل إلى البلدة مع مجموعة من الوجهاء والرجال في اشتباكات حصلت في شباط الماضي، وتلقى وعودًا بعدم إطلاق النار لمدة شهر وبدأت المفاوضات من أجل حل النزاع، لكن الاشتباكات عادت في أقل من شهر.

ولا تتدخل قوات النظام السوري عسكريًا أو تدخل إلى المنطقة كونها ضمن اتفاق “التسوية” الذي حصل في الجنوب السوري، في حين تنشط العائلات التي تربطها صلة وعلاقة بالأجهزة الأمنية والعسكرية، وتسد فراغ قوات النظام.

وأوضح الحسن أن النظام يلعب دورًا رئيسًا في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وخاصة “الفرقة الرابعة” لمحاولة السيطرة على المنطقة ووضع حواجز تقسم المنطقة، كونها ذات موقع استراتيجي، وتعتبر أحد أهم طرق التهريب من جهة لبنان إلى المنطقة الجنوبية ما يزيد الأمر تعقيدًا.

عناصر من "الجيش الحر" في مدينة القنيطرة جنوبي سوريا - 8 تموز 2017 (رويترز)

عناصر من “الجيش الحر” في مدينة القنيطرة جنوبي سوريا – 8 تموز 2017 (رويترز)

وبعد سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية وضمن اتفاق المصالحات الذي حدث في منتصف 2018، بدء النظام يقسم منطقة جبل الشيخ مزرعة بيت جن وبلدة بيت جن عبر تطويع أبناء البلدات مع “الأمن العسكري” و”أمن الدولة” و”الفرقة الرابعة” و”المخابرات الجوية” وغيرها من أجل تفكيكهم، ونجح باختراقهم وزيادة التوتر بينهم.

ومع بداية 2018، تمكّنت قوات النظام السوري من فرض سيطرتها على مزرعة بيت جن في ريف دمشق، بعد التوصل إلى اتفاق مع فصائل المعارضة تضمّن خروج المقاتلين.

وأفضى الاتفاق النهائي إلى خروج مقاتلي “هيئة تحرير الشام” إلى محافظة إدلب شمالي سوريا، وبلغ عددهم قرابة 150 مقاتلًا باستثناء العائلات، في حين بلغ عدد المقاتلين من “الجيش الحر” الواصلين إلى ريف درعا الشرقي حينها حوالي 150 مقاتلًا برفقة 20 عائلة، نُقلوا بخمس حافلات.

وتشهد مدن الجنوب السوري حالة أمنية غير مستقرة، تشهد توترات واشتباكات بوتيرة متفاوتة، وتعتبر درعا وأريافها من أكثر مدن الجنوب التي تشهد تخبطات أمنية حتى أصبحت حالة “الفلتان الأمني” حالة عامة فيها.


شارك في إعداد التقرير مراسل عنب بلدي في القنيطرة زين الجولاني




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة