كيف يغيّر الجيل “Z” عالم التكنولوجيا

camera iconواحد من أبناء الجيل "Z" خلال جلسة إنشاء محتوى باستخدام عدة أجهزة إلكترونية- (جيتي)

tag icon ع ع ع

نشأ الجيل “Z”، المعروف أيضًا باسم “أول جيل رقمي”، في عالم من التكنولوجيا المتقدمة والأجهزة الذكية، ما يعد بتأثير كبير مقبل على صناعة التكنولوجيا.

يُطلق لقب الجيل “Z” على الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1997 و2012، والذين تشكّلت هويتهم بعدما عايشوه من العصر الرقمي، وأزمات المناخ، والانهيارات المالية في الأسواق العالمية، والوباء العالمي “كوفيد- 19”.

ولد الجيل “Z”، الذي يلي جيل “الألفية” (millennials)، عندما كان الإنترنت قد بدأ بالانتشار على نطاق عالمي، وأصبح مع نشأتهم جزءًا من الحياة اليومية.

ويتميز هذا الجيل، الذي سيشكّل ربع سكان منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول عام 2025، بالعمل والتسوق والتعارف وتكوين الصداقات والبحث عن أي نوع من المعلومات عبر الإنترنت، إذ يقضي أبناء الجيل “Z” أكثر من ثماني ساعات يوميًا على الإنترنت باختلاف الأجهزة المستخدمة للوصول.

ووجدت دراسة أجرتها شركة “Uswitch” في عام 2021، أن أبناء الجيل “Z” يقضون عادة تسع ساعات يوميًا أمام الشاشة.

ما التأثير؟

سابقًا، كان بطء سرعة الإنترنت، وخاصة التجاري، سببًا للتواصل عن طريق “الفاكس” أو البريد الإلكتروني، فيما كانت الهواتف المحمولة أيضًا تُستخدم في بدايتها للاتصال فقط غالبًا، أما الجيل “Z” الذي نشأ في زمن الهواتف الذكية، فيعتبر أي انخفاض في سرعة الاستجابة المتوقعة أو قلة تنوع الخيارات التقنية من المشكلات غير المرغوبة.

ولن يكون الجيل الرقمي متسامحًا مع أي من المشكلات التقنية في الوقت الحالي، إذ سيتوقف 62% من الجيل “Z” عن استخدام أي تطبيق أو موقع على الإنترنت بشكل نهائي إذا كان “بطيئًا جدًا”، ما يدفع صناعة التكنولوجيا لتطوير تجربة مستخدم أفضل وأسرع وأبسط.

ويستخدم الجيل “Z” الأجهزة التقنية في مختلف نشاطاته اليومية، بدءًا من التواصل الاجتماعي، وتدوين الملاحظات، ولعب الألعاب الإلكترونية، وإنشاء المحتوى الرقمي، وهو ما يدفعه لشراء أكثر من جهاز واحد، وبحسب الدراسات، يستخدم 66% من هذا الجيل أجهزة متعددة في ذات الوقت، وهو ما أعطى سببًا للسوق التكنولوجية لمواصلة ابتكار أجهزة ذات مواصفات أفضل وأكثر تميزًا.

ولا يستهلك الجيل “Z” المحتوى الرقمي فقط، بل ينشئ المحتوى أيضًا، إذ لم تعد هذه العملية محصورة بالشركات والمؤثرين (إنفلونسر)، ولهذا السبب تسعى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل “إنستجرام” و”تيك توك” و”تويتر”، مؤخرًا لاستقطاب هذا الجيل عن طريق منح مردود مالي لأصحاب المحتوى.

وأسهم توجه الجيل “Z” نحو وسائل التواصل الاجتماعي في خلق سوق جديدة للإعلانات، بعيدًا عن طرق الدعاية التقليدية، ويتعرف 85% من هذا الجيل إلى المنتجات الجديدة عبر منصات وسائل التواصل كخطوة أولى قبل التوجه لشرائها، وهو ما دفع الشركات إلى أن تكون أكثر إبداعًا في تسويقها لمنتجاتها.

وسعيًا لملاحقة التطور التقني واستثمار إمكانيات هذا الجيل، جعلت عديد من دول العالم مواد تعلم لغات البرمجة في المدارس أساسية، على خلاف كونها مواد تخصصية تُدرس في الجامعات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة