"قادرون على المنافسة"

بطولة لذوي الإعاقة بريف حلب.. تطلعات لتمثيل خارجي

بطولة رفع أثقال وكرة طاولة لمصابي الحرب في سوريا بريف حلب الغربي- 6 من تموز 2023 (رابطة مصابي الحرب/ فيس بوك)

camera iconبطولة رفع أثقال وكرة طاولة لمصابي الحرب في سوريا بريف حلب الغربي- 6 من تموز 2023 (رابطة مصابي الحرب/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

أقامت “رابطة مصابي الحرب” في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي بطولة لكرة الطاولة ورفع الأثقال لذوي الإعاقة من مصابي الحرب، بالتعاون مع “تجمع أمل” الرياضي، تحت اسم بطولة “الشهيد عبد الباسط الساروت”، في 6 من تموز الحالي.

شارك في البطولة 25 شخصًا من مصابي الحرب، معظمهم ضمن سلسلة أنشطة وبطولات في ريف حلب الغربي، إلا أن بطولة كرة الطاولة هي الأولى من نوعها.

وعن تفاصيل البطولة قال مأمون الشون، وهو إداري في “رابطة مصابي الحرب”، إن البطولة من ضمن خطط فريق العمل، وشملت رياضات كرة الطاولة جلوس، ورفع الأثقال.

وشارك 17 لاعبًا برفع الأثقال، وعشرة لاعبين بكرة الطاولة، وحضر نحو 50 رياضيًا من مختلف الإعاقات، واقتصرت المشاركة على الأشخاص القادرين بحسب نوع إعاقتهم، فهناك رياضات تتناسب مع نوع إعاقات معيّن، وفق الشون.

وأضاف الشون الذي يعاني إعاقة بطرفه السفلي الأيسر، وحاصل على بطولة الجمهورية بكرة الطاولة مع منتخب حلب لذوي الإعاقة قبل الثورة، أن البطولة زرعت الأمل لذوي الإعاقة ممن حضروا البطولة، سواء المشاركون أو غير المشاركين، وشجعتهم على الاستمرار والإنجاز رغم الإعاقة.

الشون أشار إلى أن الفائزين كُرّموا بجوائز رمزية مقدّمة من المركز المدني بالأتارب.

ونوه الشون إلى وجود لاعبين أبطال في الشمال السوري، قادرين على المنافسة على المستوى العربي والآسيوي، إذا ما أتيحت لهم الفرصة وبمختلف أنواع الرياضات.

“صعوبة إدخال اللاعبين إلى تركيا، للمشاركة مع الفرق التركية في البطولات الإقليمية والدولية”، هي أبرز العقبات أمام مشاركة رياضيي شمال غربي سوريا في بطولات إقليمية ودولية، بحسب ما قاله الشون لعنب بلدي.

بطولة رفع أثقال وكرة طاولة لمصابي الحرب في سوريا بريف حلب الغربي- 6 من تموز 2023 (رابطة مصابي الحرب/ فيس بوك)

بطولة رفع أثقال وكرة طاولة لمصابي الحرب في سوريا بريف حلب الغربي- 6 من تموز 2023 (رابطة مصابي الحرب/ فيس بوك)

تحديات وصعوبات

أبرز أسباب الإعاقات شمال غربي سوريا القصف الذي نفذته قوات النظام وحلفاؤها على الشعب السوري على مدار 12 عامًا، وحملات الاعتقال والتعذيب في السجون، إضافة إلى حوادث السير.

مدير “رابطة مصابي الحرب”، محمد رجب الطيب، قال لعنب بلدي، إن الصعوبة كبيرة لدى القائمين على الرابطة باستيعاب أعداد ذوي الإعاقة وضمهم لها، وتنفيذ أنشطة وبطولات خاصة بهم، ما دفع الرابطة للتخصص بإصابات الحرب، من أجل القدرة على تنفيذ الأنشطة.

وأضاف أن الرابطة أُسست في آذار 2021 بريف حلب الغربي، وسُميت بهذا الاسم لتحديد الشريحة المستهدفة، نظرًا إلى العدد الكبير من ذوي الإعاقة، فـ”الاحتياج كبير والإمكانيات محدودة”.

وعن سبب إطلاق الرابطة وهدفها قال الطيب، إن فكرة الإنشاء طرحها أشخاص مصابون نتيجة القصف، وانفجار الذخائر والألغام، بهدف دعم مصابي الحرب، وتأمين احتياجاتهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، من خلال تدريبات نظرية وعملية، وتنفيذ أنشطة رياضية واجتماعية وثقافية، لدمجهم بالمجتمع، وجعلهم أشخاصًا فاعلين فيه.

ولخّص محمد الطيب أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه عمل الرابطة التي تضم 51 عضوًا، بينهم ثمانية إداريين، بـ” قلة الدعم المادي، وصعوبة الوصول إلى مقر الرابطة الموجود في مدينة الأتارب، وإلى أماكن تنفيذ الأنشطة، وعدم وجود منظمات إنسانية مهتمة بهذه الفئة، وعدم إمكانية تأمين إيجار المركز بشكل مستمر، وعدم القدرة على تأهيله ليناسب وضع المصابين من مداخل وغيرها”.

وأشار الطيب إلى أن الأماكن والصالات التي تقام فيها أنشطة الرابطة من تدريبات وبطولات، “غير مؤهلة لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة”، ولا توجد ممرات خاصة بهم، لافتًا إلى أن الخدمات اللوجستية أمر ضروري في سبيل نجاح اللاعب وتميزه، على حد قوله.

بطولة رفع أثقال وكرة طاولة لمصابي الحرب في سوريا بريف حلب الغربي- 6 من تموز 2023 (رابطة مصابي الحرب/ فيس بوك)

بطولة رفع أثقال وكرة طاولة لمصابي الحرب في سوريا بريف حلب الغربي- 6 من تموز 2023 (رابطة مصابي الحرب/ فيس بوك)

واحد من أربعة أفراد لديه إعاقة

في سوريا يعاني أكثر من واحد بين أربعة أفراد من عمر سنتين وما فوق إعاقات، وتشمل الإعاقات الجسدية والذهنية والنفسية.

وتبلغ نسبة الإعاقة في مناطق سيطرة النظام من عدد السكان 27%، وفي مناطق سيطرة “الحكومة السورية المؤقتة” 19%، وبمناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” 37%، وفي مناطق سيطرة حكومة “الإنقاذ” 28%، وفق تقرير صادر عن برنامج تقييم الاحتياجات الإنسانية بالأمم المتحدة في 2021.

الطبيب مأمون سيد عيسى، وهو باحث في الشؤون الإنسانية الطبية، اعتبر أن هذه النسبة مرتفعة إذا ما قورنت بدول تمر أو مرت بحروب، وتتجاوزها بكثير، ففي اليمن نسبة الإعاقة 15% وفي العراق 10%.

وقال سيد عيسى، إن أغلب أسباب الإعاقات تعود للقصف الهمجي من قبل النظام وحلفائه، ولنقص الوعي بأسباب الإعاقة، وغياب الاستراتيجيات التي تعمل على التصدي للإعاقة، والحد من النسب المرتفعة لها.

وذكر أن هناك فجوات كبيرة في الخدمات المقدمة على جميع المستويات، في الصحة والتعليم والحماية، كما أن ذوي الإعاقة غائبون عن لوائح المعنيين من سلطات ومنظمات، ولا نسب لتوظيفهم في أي منظمة أو مؤسسة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة