التوتر يخيم على دير الزور بعد خلاف داخلي بـ”قسد”

مقاتلون من مجلس دير الزور العسكري شرقي سوريا- 19 من آذار 2023 (مجلس دير الزور العسكري/ فيس بوك)

camera iconمقاتلون من مجلس دير الزور العسكري شرقي سوريا- 19 من آذار 2023 (مجلس دير الزور العسكري/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

لا تزال حالة التوتر الأمني تخيم على أرياف دير الزور الشرقية والشمالية، حيث مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بعد مواجهات مسلحة بين مجموعات تنتمي للأخيرة، سبقها حديث عن خلاف داخلي على مستوى القيادة العسكرية بـ”قسد”.

ومع انتهاء المواجهات المسلحة مساء أمس، الثلاثاء 25 من تموز، استمرت حالة قطع لطرقات بمناطق من أرياف المحافظة الشرقية والشمالية، بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور.

وانتشر مقاتلون محليون من أبناء عشائر المنطقة المنتمين لـ”مجلس دير الزور العسكري” (أحد طرفي الخلاف) على ضفة نهر الفرات التي تشكل خطوط التماس مع قوات النظام السوري، بحسب مصدر في “مجلس دير الزور العسكري”، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية.

الاشتباكات التي تسببت بحركة نزوح في بلدة صور، شمالي دير الزور، حيث مركز المواجهات، توقفت، إذ بدأ بعض السكان بالعودة إلى منازلهم، بحسب المصدر.

وأصدر المركز الإعلامي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” اليوم الأربعاء، بيانًا جاء فيه، أن المشكلة “الفردية” التي دارت بين أفراد من القوّات العسكرية بدير الزور، ستتابع من قبل لجنة خاصة.

وأضاف البيان، أن القيادة العامة في “قسد” شكلت لجنة أطرافها مسؤولون من الفصيل العسكري، ووجهاء عشائر المنطقة، وتهدف لاعتقال المتورطين في الحادثة وملاحقة “المحرضين على الفتنة والفوضى قانونيًا، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقّ كلّ من يسيء إلى الأمن والاستقرار في المنطقة”.

البيان أكد في ختامه على أن “قسد” ستواجه بحزم كلّ المظاهر المسلحة غير القانونية، وكذلك ضد كل من يهدد المراكز والنقاط العسكرية وتحركات القوات ضمن مهامها في ضبط الأمن والاستقرار والقضاء على خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”.

“لن تتهاون (قسد) مع محاولات الأطراف الاستخباراتية المعادية، وخلايا تنظيم (الدولة) لاستغلال الفوضى والهجوم على القوّات أو المركبات العسكرية”، أضاف البيان.

ولا تزال قوات التحالف الدولي التي تقوده أمريكا، والداعم الرئيسي لـ”قسد” خارج المشهد، إذ لم تعلّق على الأحداث حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

ما قصة المواجهات؟

اندلعت، أمس الثلاثاء، اشتباكات مسلحة بين “مجلس دير الزور العسكري” و”الشرطة العسكرية”، وهما تشكيلان تابعان لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بريف محافظة دير الزور الشمالي على خلفية مقتل عناصر من “المجلس” إثر خلاف على حاجز أمني.

وبدأ الخلاف بين عناصر “المجلس” ودورية من “قسد” طالبت العناصر ببطاقاتهم الشخصية، ما تحول إلى مشادة كلامية، ثم اقتتال استعملت به الأسلحة، بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة.

وينتمي القتيلان لقوات “الفدائين” كما يطلق عليهم القائد العام لـ”مجلس دير الزور” أحمد الخبيل، أو ما يعرف بـ”قوات النخبة” في “المجلس”.

مقتل العنصرين تحول لاحقًا إلى استنفار عسكري لـ”مجلس دير الزور”، تزامن مع استنفار لأبناء عشائر المنطقة لأن القتيلين ينحدران من عشائر دير الزور.

وعقب ساعات، هاجم مقاتلون محليون بالأسلحة الرشاشة وقواذف الـ”RPG” مواقع لـ”قسد” مطالبين بتسليم عناصر “الشرطة العسكرية”.

وبحسب تسجيل صوتي مسرب من مجموعة داخلية لـ”المجلس” قال قائد “مجلس دير الزور العسكري”، أحمد الخبيل (أبو خولة)، إن أي قائد عسكري ينتمي لـ”المجلس” يسمح بمرور رتل عسكري لـ”قسد” باتجاه دير الزور، قبل التوصل لحل سيتحمل المسؤولية.

للمواجهات سياق أقدم

في 19 من تموز الحالي، انتشر تسجيل صوتي لقائد “مجلس دير الزور” أحمد الخبيل يتحدث عن خلافاته مع القيادة المركزية في “قسد”.

وورد في التسجيلات أن “مجلس دير الزور العسكري” يواجه عدوين داخلي وخارجي، الأول يتمثل ببعض القياديين في “قسد” وتنظيم “الدولة الإسلامية”، والخارجي يتمثل بتركيا والنظام السوري.

وبعد أيام، عاد الخبيل لينفي الحديث عن وقوع خلاف بينه وبين القيادة العامة لـ”قسد”، الذي انعكس على هيئة حشود عسكرية شرقي محافظة دير الزور.

وقال الخبيل في حديثه لقناة “روناهي” الكردية، المقربة من “قسد”، إن التسجيلات الصوتية التي سربت له مؤخرًا كانت خلال نقاشه مع “الرفقاء” في “مجلس دير الزور العسكري”.

وأشار إلى أن النقاش كان يدور حول “خلافات بوجهات النظر” بين قادة “المجلس” لا أكثر.

الخبيل لفت إلى أن التعزيزات العسكرية التي شهدتها المنطقة شرق الفرات بريف محافظة دير الزور الشرقي، جاءت بسبب حشود عسكرية للميليشيات الإيرانية على الضفة المقابلة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة