سيارات الشحن السورية عالقة في معبر “نصيب”.. بضائع معرضة للتلف

شاحنات سورية تنقل بضائع باتجاه الأردن عبر معبر "نصيب- جابر"- 27 من أيلول 2020 (الإخبارية السورية)

camera iconشاحنات سورية تنقل بضائع باتجاه الأردن عبر معبر "نصيب- جابر"- 27 من أيلول 2020 (الإخبارية السورية)

tag icon ع ع ع

تصطف مئات من الشاحنات السورية في معبر “نصيب- جابر” الحدودي الفاصل بين سوريا والأردن لانتظار دخولها نحو الجانب الأردني، ويحمل معظمها الخضار والفواكه، إذ يؤثر التأخير على جودة البضائع، ويحمّل التاجر تكلفة زائدة تفرض عليه تشغيل تبريد مستمر.

ونقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام عن مصدر في اتحاد غرف الزراعة لم تسمِّه، أن التوقف ليس كليًا في المعبر إنما النفاذ بات بطيئًا، ما تسبب بطوابير لعشرات السيارات أمام المعبر.

وأضاف المصدر أن الاشتراطات السعودية التي تتركز حول المواصفات الفنية للبرادات، وخاصة سنة الصنع، والتي لا تنطبق على عدد كبير من الشاحنات السورية، سببت أزمة عبور باتجاه معبر “جابر” (الطرف الأردني لمعبر “نصيب”).

الصحيفة قالت نقلًا عن المصدر، إن أحد الحلول المقترحة هو السماح للبرادات الخليجية العبور نحو “نصيب” وإجراء مناقلة للبضاعة السورية، ولكن هذا الإجراء يعرّض البضاعة للتلف.

تواصلت عنب بلدي مع تاجر ممن يعملون بنقل البضائع باتجاه الأردن، إذ قال إنه انتظر 12 يومًا حتى تمكن من دخول الأردن، وأضاف أن الانتظار كلّفه أجورًا إضافية لتشغيل تبريد مستمر للحيلولة دون تلف البضائع.

ورغم عملية التبريد، تتأثر جودة الخضار والفواكه بحسب التاجر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، ويزيد التشغيل من تكلفة الشحن، إذ وصل سعر ليتر المازوت الواحد إلى عشرة آلاف ليرة سورية في السوق المحلية، ويحتاج المحرك إلى ثلاثة ليترات في الساعة الواحدة.

ولم تسمح السعودية حتى اليوم بمنح تأشيرات للبرادات السورية، في حين يفرض الأردن رسومًا تصل إلى 1000 دولار للبراد الواحد، وطالب التاجر السوري سلطات معبر “نصيب” بأن تتعامل بالمثل مع البضائع القادمة نحو سوريا.

وبحسب التاجر، “ما ينطبق على البرادات السورية لا ينطبق على سواها كالبرادات اللبنانية”.

مخلص جمركي يعمل داخل معبر “نصيب” الحدودي، قال لعنب بلدي، إن أسباب طوابير البرادات في الجانب السوري هو روتين المعاملات الأردني، إذ لا يدخل سوى براد أو شاحنة في الساعة الواحدة، ما أحدث أزمة في الجانب السوري.

السعودية تتحمل المسؤولية

في 3 من آب الحالي، نقلت صحيفة “الوطن” عن مصدر في معبر “نصيب” الحدودي لم تسمِّه، أن السعودية فرضت إجراءات جديدة على السيارات السورية المتجهة نحوها عبر الأردن، ما تسبب بأزمة للتجار السوريين.

وأضاف أن مئات الشاحنات والبرادات السورية المحمّلة بالخضار والفواكه والبضائع المختلفة متوقفة على المعبر، إثر الإجراءات السعودية.

وشددت المملكة الإجراءات على البضائع القادمة من سوريا خصوصًا مع ارتفاع وتيرة عمليات تهريب المخدرات نحو أراضيها، التي يُتهم النظام السوري بالمسؤولية عنها بحسب تقارير لمنظمات، وتصريحات لمسؤولين أوروبيين وأمريكيين.

تتواصل محاولات تهريب المخدرات نحو السعودية والخليج، بسبل وطرق مختلفة، رغم محاولات تطويق القضية واللقاءات السياسية المشتركة بين الدول نفسها والنظام السوري.

وضبطت السعودية، الأربعاء 9 من آب، أكثر من 1.3 مليون قرص من مادة “الإمفيتامين” المخدر مخبأة في شحنة آلات كهربائية داخل مستودع في الرياض.

للأردن نصيب من المخدرات

تزامنًا مع المبادرة السياسية التي طرحها الأردن لإعادة النظام السوري إلى محيطه العربي مقابل تنازلات يقدمها الأخير لم تُعرف تفاصيلها بدقة حتى اليوم، تستمر شحنات المخدرات بعبور الحدود السورية نحو الأردن.

وفي 24 من تموز الماضي، أعلنت القيادة العسكرية الأردنية إسقاط طائرة مسيّرة محمّلة بمواد مخدرة قادمة من الأراضي السورية، بعد يوم على اجتماع بين الأردن والنظام لوقف تهريب المخدرات.

وكالة “عمون” الأردنية، نقلت عن مصدر عسكري مسؤول في “القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية– الجيش العربي” قوله، إن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، رصدت محاولة اجتياز طائرة مسيّرة الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وتم إسقاطها داخل الأراضي الأردنية.

سبق ذلك بيوم واحد عقد “اللجنة الأردنية- السورية المشتركة” اجتماعها الأول للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الأردنية في بيان.

وكالة “رويترز” للأنباء قالت، إن الاجتماع هدف للحد من تجارة المخدرات المتنامية على طول الحدود المشتركة التي شهدت مناوشات “دامية” ألقي باللوم فيها بشكل رئيس على “الفصائل الموالية لإيران التي تسيطر على جنوبي سوريا”.

ووفق بيان الخارجية الأردنية، فإن الاجتماع، الذي لم يحدد مكان عقده، بحث التعاون المشترك في مواجهة “خطر المخدرات ومصادر إنتاجها وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات التهريب عبر الحدود نحو الأردن”.

افتُتح معبر “نصيب” في تشرين الأول 2019، بعد ثلاث سنوات على إغلاقه نتيجة سيطرة المعارضة على المنطقة الحدودية، حين انقطعت العلاقات بين الأردن وسوريا، وعادت التفاهمات الدولية مجددًا بعد سيطرة قوات النظام على المعبر في تموز 2019.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة