أمريكا تنفي عملية عسكرية لوصل شرقي سوريا بـ”التنف”

من تدريبات عسكرية تكتيكية أجرتها القوات الأمريكية مع "جيش سوريا الحرة" في قاعدة التنف شرقي سوريا- 6 من حزيران 2023 (جيش سوريا الحرة/ فيس بوك)

camera iconمن تدريبات عسكرية تكتيكية أجرتها القوات الأمريكية مع "جيش سوريا الحرة" في قاعدة التنف شرقي سوريا- 6 من حزيران 2023 (جيش سوريا الحرة/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

قال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، العميد بالقوات الجوية الأمريكية بات رايدر، إن حماية الحدود السورية- العراقية ليس من ضمن مهام القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.

وجاء حديث رايدر في إجابة على أسئلة الصحفيين أمس، الخميس 17 من آب، حول بعض التقارير المتداولة في وسائل الإعلام العربية التي تتحدث عن تحرك محتمل لقوات أمريكية من قاعدة “التنف” شرقي سوريا.

وقال السكرتير الصحفي إن الوجود الأمريكي في سوريا يتعلق بمهمة هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، وشدد على أن هذه المهمة هي محط تركيز القوات الأمريكية هناك.

وأضاف أن بعض التقارير “غير الدقيقة” خرجت من تلك المنطقة في وقت سابق، في محاولة للإشارة إلى أن القوات الأمريكية، بطريقة ما، كانت منخرطة في أمن الحدود بين العراق وسوريا.

العميد بات رايدر وصف التقارير بـ”الخاطئة” إذ لا توجد مهام أمن حدودي ضمن مهمة التحالف، مشيرًا إلى أن توفير أمن الحدود من واجب الحكومة العراقية.

وحول الموضوع نفسه، قال قائد عملية “العزم الصلب” في قيادة “قوة المهام المشتركة” الجنرال ماثيو ماكفارلين، خلال إيجاز صحفي، في 16 من آب الحالي، إن التحالف يركز على محاربة تنظيم “الدولة” ويتعاون مع قوات الأمن العراقيه في هذا الصدد.

وأضاف، “لن ندع الجهات الفاعلة الشائنة الأخرى المتواجدة في المنطقة تبعدنا عن مهمتنا الوحيدة المتمثلة بهزيمة تنظيم (الدولة) أو تصرف انتباهنا عنها، إذ ندرك تمامًا أنه لا يزال ثمة تهديدات أخرى في العراق وسوريا ترغب في إيذائنا ونحن استباقيون من ناحية حماية قواتنا لضمان مواصلة التركيز على هذه المهمة وإنجازها في نهاية المطاف”.

التحالف لا يعد أي عمليات عسكرية لقطع الطريق على أي جهة غير تنظيم “الدولة”، نحن نواصل التركيز على التنظيم، وانعدام الاستقرار الذي قد تتسبب به حفنة من المقاتلين إذا استعادت السيطرة أو أعادت بناء عديدها لتشكل تهديد أكبر.

الجنرال ماثيو ماكفارلين
قائد عملية “العزم الصلب” في قيادة “قوة المهام المشتركة”

وأضاف أن أحدث عملية عسكرية كبيرة للتنظيم كانت في كانون الثاني 2022 على سجن “غويران” بمدينة الحسكة، ولم يتمكن عقبها من شن أي عملية مماثلة، وهو “دليل صارخ” على فعالية كافة الشركاء، بما فيهم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” على شمال شرقي سوريا”، بينما يسيطر “جيش سوريا الحرة” على منطقة “التنف” على المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، وكلاهما يحظى بدعم أمريكي.

وبين المنطقتين يوجد ممر إيراني من طهران إلى القائم في العراق ثم البوكمال في سوريا، ومنها إلى دمشق وبيروت، ويتكرر الحديث عن عمليات عسكرية أمريكي لقطع هذا الممر.

ما قصة التحركات الأمريكية؟

منذ مطلع تموز الماضي، أرسلت “قسد” تعزيزات عسكرية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات شرقي محافظة دير الزور، مؤلفة من مدرعات تابعة لقوات “المهام الخاصة” (الكوماندوز) وأخرى من فصيل “الصناديد”.

وفي محاولات لتفسير أسباب هذه التعزيزات، تحدثت تقارير إعلامية عن أن الغاية منها بدء عمل عسكري يستهدف مناطق سيطرة النظام السوري.

وتحولت هذه التعزيزات لاحقًا إلى مواجهات داخلية بين فصائل من “قسد” انتهت باتفاق بين الأطراف.

وانتشرت خلال الأيام الماضية تقارير إعلامية حول اجتماعات أجريت لتنسيق التعاون بين “الجيش الوطني”، صاحب النفوذ في ريف حلب الشمالي والشرقي، وقاعدة “التنف” العسكرية الأمريكية الواقعة على المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا والعراق.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن فصائل “الجيش الوطني” شرعت برفع أسماء مقاتلين، تمهيدًا لنقلهم إلى قاعدة “التنف” لقتال الميليشيات الإيرانية شرقي سوريا، وقطع طريق طهران- بيروت عبر معبر “البوكمال” شرقي دير الزور، والسيطرة على الحدود السورية- العراقية.

وجاء الحديث عن التعاون التركي- الأمريكي وسط حالة من التوتر والاحتقان في محافظة دير الزور، التي يتقاسم السيطرة عليها النظام السوري مدعومًا بإيران وروسيا، و(قسد) المدعومة أمريكيًا.

وبينما نفى “الجيش الوطني” لعنب بلدي وجود أي تنسيق مع “التنف”، لم تجب القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) على استفارات عنب بلدي في هذا الصدد.

اقرأ أيضًا: حشود على ضفتي الفرات.. من يشعل الفتيل

خطة قديمة

الناطق الإعلامي السابق باسم “قوة المهام المشتركة” المشكلة من قبل التحالف الدولي، مزاحم السلوم، علّق على الأنباء التي تتحدث عن عمل عسكري عبر حسابه الشخصي في “فيس بوك”، في تموز الماضي، معتبرًا أن الحديث عن تعزيزات لتحرير أجزاء جديدة من محافظة دير الزور من النظام السوري، هي “إدعاءات كاذبة”.

وأضاف أن الأرتال العسكرية جمّعت في المنطقة لشن حملة تستهدف ميليشيات محلية مسلحة، ومجموعات عشائرية أخرى في محافظة دير الزور.

السلوم أشار إلى أن الهدف الرئيس من هذه التحركات، هو السيطرة على ثروات دير الزور ومواردها.

وكان السلوم قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن غرفة عمليات “العزم الصلب” طرحت سابقًا مشروعًا يهدف إلى نقل مقاتلين محليين من “مغاوير الثورة” (جيش سوريا الحرة حاليًا) من قاعدة “التنف” إلى بلدة الباغوز شرقي دير الزور، ويتكرر الحديث عن هذا المشروع بشكل دوري منذ سنوات.

وتضمن المشروع السابق أيضًا، نقل إدارة قاعدة “التنف” من الأردن إلى غرفة عملياتها في أربيل، وهذا يعني تغيرات استراتيجية واستخباراتية.

وعن الهدف الاستراتيجي الأبعد بالنسبة للتحالف، قال السلوم ،إن واشنطن كانت تحاول إيجاد مبرر لفتح خط إمداد لوجستي بين شمال شرقي سوريا و”التنف”، مرورًا بمناطق تسيطر عليها قوات النظام وإيران، وفي حال تقسيم “مغاوير الثورة” بين ريف حمص الشرقي والريف الشرقي لدير الزور، فإن مبرر فتح طريق الإمداد صار موجودًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة