“بيت الروبي”.. كوميديا تنتقد ذاكرة الناس المرتبطة بـ”التريند”

tag icon ع ع ع

يسجل الممثل المصري، كريم بعد العزيز، حضورًا بارزًا في موسم سينما الصيف عبر فيلم “بيت الروبي” الذي يعرض حاليًا في دور السينما، حاملًا جرعة كوميدية عالية لا تخلو من المضامين والرسائل التي يسعى صناع العمل لتقديمها.

والقضية أن إبراهيم الروبي، وبعد تعرض زوجته لموقف اجتماعي ترك تأثيرًا سلبيًا عليها، قرر الابتعاد بعائلته عن صخب المدينة، والإقامة في منطقة معزولة، قرب البحر، دون أن يبني أي تواصل مع العالم أبعد من أشخاص قلائل يؤمنون للعائلة مستلزمات بومها.

هذه الحالة من هجران الناس واعتزالهم، والتي استمرت لسنوات تحت ذريعة الحفاظ على العائلة، وحمايتها من الشارع، يكسر طوقها إيهاب، الشقيق الصغير والوحيد لإبراهيم، والذي يرغب بإنهاء معاملة إرث متروكة للسنين مع ابن عمهم “بيبو”.

الظروف تتواطأ ليزور إبراهيم المدينة ويلتقي بالناس، دون أدنى إدراك منه أنه تحول بغمضة عين إلى شخص مشهور ومؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي التي لم يكن يستخدمها أصلًا، فالقصة حصلت صدفة، لكن البطل أحب الفكرة وانساق خلفها، ووجد في قرب الناس راحة وتعبًا في الوقت نفسه، مع اختلاف في نظرته للواقع المر الذي لا يملك أداة ولا سلطانًا لتغييره.

رسائل

الفيلم يحمل إلى جانب الكثير من الكوميديا والضحك، الكثير من الرسائل، ويضيئ على قضايا معاشة، ومنها تأثيرات استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، وقدرتها على شد المستخدم، وإبعاده عن الواقع، إلى جانب الإسهام في تصدير شخصيات ليس لديها ما تقدمه للناس.

هذه الجوانب بدت بوضوح حين عرضت إحدى شركات التسويق خدماتها على إبراهيم الروبي لتحويله إلى مؤثر، بمعزل عن المحتوى الذي يمكنه تقديمه، مع الإشارة إلى المردود المالي الذي يترتب على هذه النوعية من الأعمال، وما يمكن أن تنطوي عليه جزئيًا من خداع للناس، عبر الإعلانات مثلًا.

والأهم، تركيز العمل على ذاكرة الناس المرتبطة بـ”التريند”، وإتاحة الفرصة أمام المجتمع لإقامة محاكمات لمن يخطئ بمفاهيمهم التي تتأثر بالعاطفة والمزاج، وعوامل مختلفة أخرى، بصرف النظر عن ظروف الأخطاء التي يحاكمونها.

وفي هذه الحالة تتلقى الدكتورة إيمان كميات لا تحصى من التجريح والإهانة والدعوة للمقاطعة جراء ارتكاب خطأ طبي، ما يعني نسبيًا إخلالًا بآلية التقاضي، وتدخلًا بالمحكمة كمؤسسة.

صدر الفيلم في حزيران الماضي، ومدته 104 دقائق، وهو من تأليف محمد الدباح وريم القماش، وإخراج بيتر ميمي.

كما يتشارك بطولة العمل كل من كريم عبد العزيز، وكريم محمود عبد العزيز، والممثلة اللبنانية نور، وتارا عماد، ومحمد عبد الرحمن.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة