مبادرة “الليرة”.. صناديق لجمع التبرعات في محال تجارية بإدلب

صندوق لجمع التبرعات داخل محل عطورات في سلقين شمالي إدلب- 21 من آب 2023 (عنب بلدي)

camera iconصندوق لجمع التبرعات داخل محل تجاري في سلقين شمالي إدلب - 21 من آب 2023 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

لا تزال مبادرة “الليرة الواحدة” مستمرة في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، بعد مرور عامين على إطلاقها، وهي قائمة على وضع صندوق زجاجي في المحال التجارية لجمع تبرعات لمساعدة الأسر الفقيرة.

المبادرة عبارة عن فكرة أطلقها شادي سنان (45 عامًا) وهو من سلقين شمال غربي إدلب، وقال عنها إنها عمل طوعي شعبي، بدأ به مع شقيقه بعد شرائهما جهاز رذاذ للأمراض التنفسية وتقديمه للمحتاجين على سبيل الإعارة، ما شجعهما على الاهتمام بالعمل الخيري، وإطلاق المبادرة.

بدأ شادي بوضع صندوق في محله التجاري للعطورات، ولقي الأمر إقبالًا من الزبائن وغيرهم للتبرع بالليرة التركية (العملة المتداولة)، ما دفعه إلى التواصل مع عدد من التجار من “ذوي السمعة الحسنة” لتشكيل لجنة لإدارة المبادرة وتوسيعها، حسب قوله.

وأضاف شادي خلال حديثه لعنب بلدي، أنه خلال فترة وجيزة وصل عدد صناديق المبادرة إلى 73 صندوقًا، تركزت أغلبيتها في الأفران والصيدليات.

وذكر أن أموال المبادرة استطاعت مساعدة أكثر من 1500 عائلة، كما عملت اللجنة المسؤولة عنها على نقل معاناة المرضى لبعض التجار الذين تبنوا علاجهم.

وأوضح شادي أن المبادرة انتشرت في مدن وبلدات غربي إدلب، منها حارم، وسلقين، وكفر تخاريم والقرى المجاورة، وكانت بداية عبر تلقي المساعدات النقدية فقط، ثم توزيعها كمبلغ مادي يصل إلى 30 دولارًا أمريكيًا (حوالي 800 ليرة تركية) لكل عائلة محتاجة.

ولفت شادي إلى أن المبادرة توسعت وازدادت التبرعات لتشمل مواد عينية إلى جانب المساعدات النقدية، ما دفع اللجنة إلى التوقف عن توزيع المساعدات النقدية ومنح مساعدات عينية، وهي عبارة عن خبز لمدة يومين في الأسبوع، وكمية بسيطة من اللحوم تكفي الأسرة، أو سلة غذائية بسيطة حسب التبرعات.

تاجر الفروج نجيب السيد أحمد (52 عامًا) وهو أحد أعضاء اللجنة القائمة على المبادرة، قال إن اللجنة تقدم المساعدات حسب وضع العائلات الأكثر احتياجًا.

ومن الصعوبات التي تواجهها المبادرة، اضطرار أعضاء اللجنة لترك تجارتهم وأعمالهم، إذ يعتمد نجيب على أبنائه في إدارة تجارة الفروج، ويضطر شادي وهو رئيس اللجنة إلى إغلاق محل العطورات أحيانًا.

وبحسب القائمين على المبادرة، فإن حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب ترحب بمثل هذه المبادرات دون تدخل مباشر من قبلها، وتراقب عملية توزيع أعمال التبرعات، ولم تطلب منهم أي تراخيص.

ويعاني عدد كبير من سكان شمال غربي سوريا الفقر المدقع وتراجعًا وعجزًا في القدرة الشرائية لديهم وقلة فرص العمل، وتضم المنطقة 4.5 مليون إنسان، 4.1 مليون منهم بحاجة إلى مساعدة، و3.3 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي.

ومع ارتفاع أسعار معظم المواد والمنتجات في الأسواق، لم يطرأ أي تغيير على أجرة العمال في إدلب، لا سيما مع كثرة اليد العاملة وتراجع فرص العمل، ولا تتجاوز أجرة العامل في أحسن الأحوال 70 ليرة تركية (أقل من ثلاثة دولارات).

اقرأ أيضًا: اضطراب الليرة التركية يجمد أسواق إدلب ويؤرق الأهالي




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة