بلوغ الأطفال المبكر.. هل يمكن علاجه؟

بلوغ الأطفال المبكر

camera iconImage Source: Canva

tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

البلوغ المبكر (Precocious Puberty) هو الحالة التي يبدأ فيها البلوغ بعمر قبل المعتاد، أي قبل سن 8 سنوات عند الفتيات، وقبل 9 سنوات عند الأولاد، وقد يؤدي إلى بعض المضاعفات مثل قصر القامة والاضطرابات العاطفية، نتيجة خجل الأطفال بسبب التغيرات التي تظهر على أجسادهم ونقص تقديرهم لذاتهم، لذلك من الضروري تشخيص حالة البلوغ المبكر من قبل الطبيب وتحديد السبب والبدء بالعلاج أو الاكتفاء بالمراقبة.

كيف يشخّص البلوغ المبكر

إذا ظهرت عند الطفل علامات تدل على البلوغ المبكر، أو البلوغ المتسارع بشكل كبير، يجب إجراء صورة شعاعية بالأشعة السينية ليد ومعصم هذا الطفل لتحديد العمر العظمي لديه، الذي يدل على درجة النضج العظمي، فإذا أظهرت صورة العمر العظمي (bone age x-ray) بأن عظام الطفل تبدو ناضجة أكثر مما هو مفترض لطفل في نفس عمره (العمر العظمي أكبر من العمر الزمني للطفل) يجب إجراء تقييم شامل لحالة الطفل:

تُجرى الاختبارات الدموية لتحديد مستويات الهرمونات (هرمون الغدة الدرقية والتستوستيرون عند الذكور والبروجيسترون عند الإناث).

ويجرى اختبار تحفيز الهرمون المطلق لهرمون النمو (GnRH) لمعرفة نوع البلوغ المبكر (مركزي أو محيطي)، وفي هذا الاختبار يأخذ الطبيب عينه من الدم، ثم يعطي الطفل حقنة تحتوي على هرمون “GnRH”، ويتم بعدئذ أخذ عديد من عينات الدم خلال فترة زمنية معينة لمراجعة كيفية تفاعل الهرمونات الموجودة في جسم الطفل، فإذا ارتفعت الهرمونات الأخرى فهذه علامة على البلوغ المبكر المركزي، أما إذا بقيت مستويات الهرمونات كما هي فهذه علامة على البلوغ المبكر المحيطي.

بعد ذلك، بالنسبة للبلوغ المبكر المركزي يُطلب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ بهدف تحري وجود أورام في المنطقة تحت المهاد أو الغدة النخامية، وقد يُجري الأطباء اختبارًا جينيًا عند الأطفال الذين يوجد بين أفراد أسرتهم مصابون بالبلوغ المبكر المركزي.

وبالنسبة للبلوغ المبكر المحيطي يُطلب إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية للحوض والغدتين الكظريتين لتحري أورام المبيضين أو الأورام الكظرية.

كيف تعالَج حالات البلوغ المبكر

عادة لا يكون من الضروري علاج البلوغ المبكر بالنسبة للأطفال الذين يحدث لديهم نمو مبكر لشعر العانة والإبطين، ولكن ينبغي إعادة فحص هؤلاء الأطفال بشكل متكرر لتحري أي علامات لاحقة على حدوث البلوغ المبكر.

الحالات الأخرى يُنصح بعلاجها، علمًا أن الهدف الأساسي من العلاج هو تمكين الطفل من النمو للوصول إلى الطول الطبيعي للبالغين، وتخفيف أي قلق يشعر به بسبب نموه بشكل أسرع من أقرانه، ويشمل العلاج:

معالجة السبب: إذا كانت هناك حالة طبية تسبب البلوغ المبكر للطفل فإن من الضروري علاج هذه الحالة لوقف تقدم البلوغ، فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك ورم ينتج هرمونات ويتسبب بتطور البلوغ يجب استئصاله.

حقن الهرمونات المعيضة: في حال عدم العثور على سبب واضح للبلوغ المبكر في البلوغ المبكر المركزي، يمكن استخدام أدوية تُبطئ تقدم البلوغ، وتتضمن الخيارات العلاجية حقن الهرمونات الاصطناعية التي توقف إنتاج الهرمونات الجنسية. تُعطى الحقن بمعدل مرة واحدة شهريًا، أو كل 3 أشهر، أو كل 4 أشهر أو كل 6 أشهر، ويستمر العلاج حتى الوصول إلى السن الطبيعية للبلوغ، وتبدأ عملية البلوغ مرة أخرى بعد 16 شهرًا من إيقاف العلاج، كما يمكن إعطاء هذه الهرمونات عن طريق زُريعة (implant) توضع تحت الجلد عبر عملية جراحية بسيطة (شق بالمنطقة الداخلية للجزء العلوي من الذراع) وتُزال بعد 12 شهر ويمكن أن تُستبدل بها غرسة جديدة.

أخيرًا نذكّر بضرورة الالتزام بإبعاد الأولاد عن المستحضرات التي تحتوي الهرمونات الجنسية الموجودة في العقاقير والإضافات الغذائية، وكذلك الحفاظ على الوزن المعتدل، وهكذا يمكن أن نقلل من حالات البلوغ المبكر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة