اجتماعان في درعا والأردن بهدف “تنسيق الحراك” مع السويداء

مظاهرة طالبت بإسقاط النظام السوري في مدينة بصرى الشام شرقي درعا- 18 من آب 2023 (تجمع أحرار حوران)

camera iconمظاهرة طالبت بإسقاط النظام السوري في مدينة بصرى الشام شرقي درعا- 18 من آب 2023 (تجمع أحرار حوران)

tag icon ع ع ع

انعقد خلال الأيام الماضية اجتماعان على مستوى وجهاء وممثلين عن محافظة درعا، بهدف التنسيق مع محافظة السويداء الجارة في الجنوب السوري.

وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من مصادر متقاطعة، أقيم اجتماع في الأردن في 10 من أيلول، وسبقه اجتماع ثانٍ في درعا البلد، في 9 من أيلول..

مصدر حضر الاجتماع الذي أقيم في درعا البلد، قال لعنب بلدي إن المجتمعين (وجهاء من درعا) رشحوا أسماء لممثلين عن مناطق متفرقة من محافظة درعا وهم: المرشح لتمثيل درعا البلد العقيد محمد الدهني (أبو منذر)، وهو قائد كتيبة “18 آذار” المعارضة للنظام سابقًا، والمرشح عن مدينة بصرى الشام وماحولها بريف محافظة درعا الشرقي المتاخمة للسويداء هيثم العودة، وناصر الحريري باعتباره ممثلًا عن مجموعة من قرى وبلدات بريف درعا الشرقي، إلى جانب مرشح عن مدينة انخل، وآخر عن مدينة طفس، دون ذكر اسميهما.

ما الغرض من الاجتماعات

حسن الحريري، وهو مستشار في “اللجنة الدستورية” ينحدر من محافظة درعا، حضر اجتماع الأردن، الذي ضم عددًا من وجهاء محافظة درعا في الأردن، ربط سبب الاجتماع بالحراك الذي طرأ مؤخرًا على الجنوب السوري في درعا والسويداء، وأنه يهدف لإيجاد مرجعية للحراك في المحافظتين على الصعيد الاجتماعي.

وأضاف أن سيطرة النظام على الجنوب السوري عام 2018، دمرت جميع الجدران التي يمكن الاستناد إليها على صعيد المجتمع المحلي في درعا على الصعيد السياسي، بينما بقيت القاعدة العائلية أو العشائرية التي يمكن أن تمثل أبناء المحافظة حتى اليوم.

ومن أبرز الأسماء المطروحة للتمثيل عضو “مجلس الشعب” السابق ناصر الحريري المقيم في الأردن حاليًا، لما له من “ثقل اجتماعي” لأبناء محافظة درعا، بحسب المستشار حسن الحريري.

وتوقع الحريري أن تشهد المرحلة المقبلة “انتقالًا سياسيًا للسلطة” في سوريا، ويفرض ذلك تبعات على المنطقة لإدارة نفسها، حالها كحال المحافظات السورية الأخرى.

استجابة لـ”مبادرة أهلية”

المتحدث باسم “تجمع أحرار حوران“، أيمن أبو نقطة، (المقيم في الأردن) قال لعنب بلدي إن اجتماع الوجهاء في الأردن أطلق وفق “مبادرة أهلية”، ولم تطرح أسماء مرشحين فيها باستثناء عضو “مجلس الشعب” السابق ناصر الحريري، الذي رشح من قبل مجموعة من وجهاء درعا.

وسرد أبو نقطة أسماء الحاضرين، خلال حديثه لعنب بلدي، لكنه طلب عدم الإشارة لها في التقرير، وهم وجهاء لقرى ومدن من أرياف درعا، إضافة إلى وجهاء من درعا البلد.

وأضاف أن ناصر الحريري رفض ترشيحه مرارًا لتمثيل محافظة درعا، لكن بعد وساطات من وجهاء المنطقة وافق على الخطوة خلال الاجتماع في الأردن، في 10 من أيلول.

ونفى أبو نقطة حصر علاقة “المبادرة الأهلية” لترشيح الحريري، بالمظاهرات التي تشهدهما درعا والسويداء على مدار شهر، إذ اعتبر أن الحريري سيكون “ممثلًا مدنيًا موازيًا للمرجعية الدينية في محافظة السويداء”.

ولن يكون الحريري ممثلًا منفردًا عن درعا، بل سيعلن مستقبلًا عن تشكيل تكتل أو مجلس يترأسه في إدارة المنطقة، بحسب أبو نقطة.

للتنسيق بين درعا والسويداء؟

المتحدث باسم “تجمع أحرار حوران” قال لعنب بلدي إن التكتل أو المجلس الذي يجري الحديث عنه مؤخرًا عقب اجتماع الأردن هو مجرد مشروع مطروح على الطاولة لا أكثر، ويهدف بجزء كبير منه إلى التنسيق بين درعا والسويداء.

ويتركز عمل الجهة الجديدة المزمع تشكيلها إلى تقليص الخلافات بين أبناء المنطقة الواحدة، أو المحافظة الواحدة، أو مع المحافظات السورية الأخرى.

ورغم الحديث المتكرر عن أولوية التنسيق بين درعا والسويداء، قال أبو نقطة إن الهدف الرئيسي للاجتماعات هو تنظيم أمور محافظة درعا من الداخل، والتنسيق مع محافظات أخرى في خطوة ثانية.

وحاولت “المبادرة الأهلية”، بحسب أبو نقطة، إجراء الاجتماع في الأردن واختيار شخصية تقيم خارج سوريا، تفاديًا لتدخل النظام السوري في المجلس الجاري تأسيسه حاليًا.

حراك السويداء

على وقع هتافات الثورة السورية التي اندلعت عام 2011، تستمر الاحتجاجات في محافظة السورية لأسبوعها الرابع على التوالي، إذ طالب المحتجون بإسقاط النظام السوري وتطبيق القرار الأممي “2254” الذي يقضي بتحقيق انتقال للسلطة في سوريا، على مدار الأسابيع الماضية.

محاولات النظام للوصول إلى حل، وإرسال وفود للتفاوض مع وجهاء المحافظة، ورجال الدين فيها، لم توقف الاحتجاجات، على الرغم من تغييرات طرأت في مواقف وجهاء المنطقة عبر بيان شيخ عقل الطائفة الدرزية يوسف جربوع، بعد اجتماعه مع محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدة مبعوثًا عن رئيس النظام بشار الأسد، بحسب ما قالته “شبكة السويداء 24” المحلية.

ومع استمرار الاحتجاجات في السويداء باركت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية الاحتجاجات، إذ حضر الشيخ الروحي للطائفة حكمت الهجري للقاء محتجين في بلدة قنوات بريف السويداء، في 21 من آب الحالي، معبرًا عن دعمه للحراك السلمي.

وقال الهجري، “لا نزال نعتبر أن القائمين على الدولة السورية هم إدارة وطنية، سننتظر ماذا يمكن أن نرى منهم خلال الأيام المقبلة (…) محتاجينكم في الساحات والميادين”.

وبالتزامن مع الاحتجاجات في السويداء، شهدت محافظة درعا احتجاجات حملت المطالب نفسها في مناطق متفرقة من المحافظة، رفعت فيها أعلام الثورة السورية، منذ منتصف آب الماضي.

اقرأ أيضًا: حراك السويداء.. مبادرة لتأسيس “مجلس سياسي” وتشكيك بنوايا النظام




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة