لماذا تحرك “الجولاني” لاعتقال “أبو أحمد زكور” من ريف حلب

القيادي المنشق عن "هيئة تحرير الشام" جهاد عيسى الشيخ "أبو أحمد زكور" (متداول/ شبكات محلية)

camera iconالقيادي المنشق عن "هيئة تحرير الشام" جهاد عيسى الشيخ "أبو أحمد زكور" (متداول/ شبكات محلية)

tag icon ع ع ع

فشلت “هيئة تحرير الشام” المسيطرة عسكريًا في إدلب، في اعتقال القيادي المنشق عن صفوفها جهاد عيسى الشيخ “أبو أحمد زكور” من مدينة اعزاز شمالي حلب، فاتحة أبواب الخلاف على مصراعيه.

اشتباكات في اعزاز استمرت لساعتين، ومحاولة اعتقال توقفت على أعتاب عفرين، بتدخل تركي وفق مقربين من “أبو زكور” ومن الأخير الذي شكرهم وفق تسجيلات صوتية متداولة له، تأكدت عنب بلدي من تبعيتها للقيادي.

تأتي المحاولة بعد عشرة أيام من صراع وإعلان انشقاق وقرار بالعزل، على غير ما اعتادت عليه “الهيئة”، إذ سبق وانشق عن صفوفها قياديون وشرعيون لم تحرك قواتها لأجل اعتقالهم، لكنهم لم يديروا ملفات بحجم جهاد الشيخ الذي يعد الرجل الثالث في الفصيل.

محاولة اعتقال

مساء الثلاثاء، 19 من كانون الأول، شهدت مدينة اعزاز اشتباكات استخدم فيها عناصر “الهيئة” أسلحة خفيفة ومتوسطة، اعتقلوا “أبو أحمد زكور” وأصابوا شقيقه قتيبة.

وقال قريب “أبو أحمد زكور” (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) لعنب بلدي، إن جهاد عيسى الشيخ سلّم نفسه بعد إصابة شقيقه، وتهديد عناصر “الهيئة” بتفجير البيت.

وأضاف أن المخابرات التركية مع “الشرطة العسكرية” في عفرين تدخلت خلال اقتياده إلى إدلب، وأنزلته وهو في “مكان آمن” حاليًا، بينما نفى مصدر من “الشرطة العسكرية” علاقة الأخيرة بذلك، وذكر أنها مسؤولة عن الملف العسكري فقط.

بعد الحادثة، توجه “أبو أحمد زكور” بشكر لـ”الأخوة” الأتراك و”الأخوة” في “الجيش الحر” (في إشارة إلى الوطني)، وفق صوتياته المتداولة.

تواصلت عنب بلدي مع المكتب الإعلامي لدى “تحرير الشام” لمعرفة رد قيادة “الهيئة” على الاتهامات، وعن أسباب توجهها لاعتقال “أبو أحمد زكور” من ريف حلب، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.

الصندوق الأسود

وعن أسباب رغبة “الجولاني” باعتقال جهاد عيسى الشيخ “بسرعة”، قال الباحث في الجماعات “الجهادية” عرابي عرابي لعنب بلدي، إن “أبو أحمد زكور” يعد رقمًا أساسيًا في “الهيئة”، وبمثابة “الصندوق الأسود” للفصيل.

وأشار الباحث إلى الأدوار الكثيرة التي تقلّدها “أبو أحمد زكور” بينها مسؤول وأمني، وحين كان واليًا “أميرًا” في “جبهة النصرة” (تحرير الشام حاليًا) في حلب، وتأديته وظائف كبيرة، ومسؤوليته عن العلاقات العشائرية والعلاقات العامة داخل “الهيئة”، وكونه مسؤولًا عن اقتصاد الفصيل.

وأوضح عرابي أن “أبو محمد الجولاني” يريد اعتقال الشيخ لأنه يستطيع تعطيل مسارات عدة داخل الفصيل، ويمتلك أوراقًا كثيرة، ويمكن أن يفاوض في الملفات الداخلية مع جهات أخرى، سواء كان التحالف أو الجانب التركي، أو أي جهة دولية، ومن هنا تكمن أهمية وأولوية اعتقاله من قبل “الجولاني”.

وذكر عرابي أن “أبو أحمد زكور” يختلف عن باقي القياديين مثل “أبو ماريا القحطاني” الذي استطاع “الجولاني” بعد تجميد صلاحياته واعتقاله ضبط الكتلة التابعة له “كتلة الشرقية”، ومختلف أيضًا عن “أبو العبد أشداء” الذي سبق وكشف ملفات فساد عن “تحرير الشام”، لكنه لم يكن يملك ثقلًا يمكنه من تعطيل مصالح “الهيئة”.

أربعة أسباب

الشرعي السابق في “تحرير الشام” والمنشق عنها “أبو يحيى الشامي“، قال حول تعجيل “الجولاني” باستهداف “أبو أحمد زكور”، إنه يهدد كل كيان “الجولاني” لأسباب يمتلكها جهاد عيسى الشيخ هي:

  • يستطيع بناء تكتل ودعوة وتأمين منشقين عن “الهيئة”، وهم كثر إذا فتح هذا الباب وكان آمنًا بنسبة معقولة، وعلى الأقل إن بقي مثالًا حيًا لقيادي من الصف الأول انشق ونجا، سيسن السنة ويتبعها الكثيرون.
  • لديه اطلاع وخبرة في ملف تمدد “الجولاني”، ويستطيع تخريب كل ما حققه “الجولاني” شمالي حلب.
  • يعد مستودع معلومات “خطيرة”، إذا نشرها بطريقة هادئة ودقيقة يتضرر “الجولاني” على كل المستويات الدولية والمحلية وداخل “الهيئة” ذاتها.
  • لديه ارتباطات عشائرية التي تحرك مكونًا اجتماعيًا مؤثرًا في كل مناطق الشمال، وإن أفلت من قيوده زالت “الهيبة والهالة الإجرامية التي صنعها (الجولاني) وأتباعه”.

من “أبو أحمد زكور”؟

بعد محاولة اعتقاله، كشف “أبو أحمد زكور” عن أربعة ملفات وقضايا نفذها “الجولاني” ومرتبط بها، هي تفجير قرب معبر “أطمة” الحدودي مع تركيا عام 2016، وأسفر عن مقتل 50 شخصًا من “الجيش الحر” والمدنيين.

وكذلك استهداف بالمفخخات لمقاتلين ضمن “حركة نور الدين الزنكي” بريف حلب عام 2017، وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 عنصرًا، ومبايعة وتعاون فصائل من “الجيش الوطني السوري” مع “الهيئة”. والتعامل مع جهات خارجية مقابل ثمن وفتح السجون للاستخبارات البريطانية والأمريكية.

وينحدر “أبو أحمد زكور” من منطقة النيرب بريف حلب، وأدار وأشرف على أبرز الملفات والقضايا الشائكة في “تحرير الشام”.

ويحظى بحاضنة شعبية في عشيرة “البو عاصي” من قبيلة “البكارة”، وفتح باب العلاقات أمام “أبو محمد الجولاني” مع شيوخ العشائر، وسعى الأخير للتقرب منهم وكسب حاضنة شعبية له ولفصيله.

وتنوعت أدواره بين عدة مناصب، منها مدير العلاقات العامة ومسؤول سابق لملف الاقتصاد وقائد “لواء عبد الرحمن” التابع لـ”الهيئة”.

فرضت الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا عقوبات تتعلق بـ”مكافحة الإرهاب” على ميسرَين ماليين لجماعات “إرهابية” متمركزة في سوريا، من بينهما جهاد عيسى الشيخ.

اقرأ أيضًا: معركة إطاحة الرؤوس.. “تحرير الشام” على المحك




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة