ما احتمالية شنّ إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضد لبنان

تصاعد الدخان إثر قصف إسرائيلي على قرية حدودية لبنانية- كانون الثاني 2024 (AFP)

camera iconتصاعد الدخان إثر قصف إسرائيلي على قرية حدودية لبنانية- كانون الثاني 2024 (AFP)

tag icon ع ع ع

يستمر المشهد اللبناني بالتعقيد، مع التسريبات المشيرة لربط حسم ملف رئاسة الجمهورية مع التصعيد العسكري جنوبي البلاد.

هذه التسريبات التي نشرتها صحف لبنانية، تضع بيروت تحت ضغوط معقّدة، تضاف للأزمتين السياسية والاقتصادية منذ 2019، تترافق مع القصف المتبادل بين “حزب الله”، وإسرائيل، على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

كما تتزامن هذه الظروف المعقدة، مع إمكانية شنّ عملية عسكرية إسرائيلية شاملة ضد لبنان.

ويضاف لما سبق، ازدياد أعداد النازحين من البلدات والقرى الحدودية اللبنانية، وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين نتيجة العمليات العسكرية، وفق التقارير المحلية والدولية.

ضغوط سياسية

الضغوط السياسية وغياب رؤية واضحة للفترة المقبلة، يثير القلق في نفوس اللبنانيين، وفق ما ذكرت صحيفة “النهار” اللبنانية الاثنين.

وقالت الصحيفة إن المشهد جنوبي لبنان يشهد ارتفاعًا لافتًا لمستوى المواجهات المنذرة بالتصعيد.

وأشارت إلى انتشار الإشاعات المتداولة حول مواعيد مفترضة لعملية عسكرية إسرائيلية في العمق اللبناني.

هذا القلق، لا ينفصل عن الضغوط السياسية على الساسة اللبنانيين من قبل دبلوماسيين غربيين، إذ قالت صحيفة “الأخبار” المقربة من “حزب الله” الاثنين، إن كل من السعودية وفرنسا “تبتزّان لبنان”، وربطت في تقريرها بين ملف انتخاب رئيس للجمهورية، أو توجيه ضربة عسكرية.

وأوضحت أن عملية الربط عبر سفراء عرب في بيروت، بين الملفين، “غير مفهومة، ووردت بالتزامن مع تحركات اللجنة الخماسية المعنية بحل الأزمة في لبنان.

واتهمت الصحيفة كلًا من السعودية وفرنسا بالتنسيق بعيدًا عن الدول الأخرى لانتخاب جوزيف عون رئيسًا، وتسمية تمام سلام رئيسًا للحكومة، بمهلة حتى آذار المقبل.

هذا الضغط ربطته “الأخبار” بإطار تنازل “حزب الله” عن ملف الرئاسة مقابل تهدئة الجبهة على الحدود مع فلسطين المحتلة.

هل تشنّ إسرائيل عملية عسكرية؟

وخلال الأيام الماضية، سحبت إسرائيل لواء “غولاني” من غزة، ودفعت به إلى الحدود مع لبنان، بالإضافة لتعزيزات عسكرية أخرى، شملت مناورات عبر قوات مظليين وقوات هندسية قتالية بشكل مكثف.

هذه الاستعدادات التي أعلنت عنها إسرائيل، تأتي في ظلّ انتقالها للمرحلة الثالثة من حربها على غزة، التي بدأت في تشرين الأول 2023، وتفتح الباب أمام سؤال: هل تندفع إسرائيل لعملية عسكرية شاملة في لبنان؟

في ظلّ الظروف السياسية التي تمرّ بها المنطقة، لا يمكن الإجابة على السؤال بشكل قاطع، إلا أن صحفًا إسرائيلية ركّزت خلال الأيام الماضية على إمكانية التحرك في هذا الإطار.

صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، قالت في 27 من كانون الثاني، إن القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي، أجرت مناورات مكثفة على الحدود، بما في ذلك إعداد القوات للقتال في المناطق السكنية والظروف الجوية الشتوية.

ويبدو أن التجهيزات الإسرائيلية جادة بمعزل عن الموقف الأمريكي المعارض لخطوات تصعيدية، ولا تشمل الجوانب العسكرية الحدودية فقط، بل كذلك على الصعد الأمنية والدبلوماسية.

وأرسلت وزارة الخارجية الإسرائيلية، رسائل متطابقة لدبلوماسيين غربيين، سألت خلالها عن التجهيزات اللوجستية التي تشمل المولدات الكهربائية وخزانات الوقود وهواتف تعمل بالأقمار الاصطناعية، وفق صحيفة “فاينانشال تايمز” الأمريكية.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته في 25 من كانون الثاني، إن الدبلوماسيين يشعرون بقلق بالغ إزاء الحدود مع لبنان، وأن الأسئلة الإسرائيلية لا تشير إلى تهدئة بل إلى مخاوف.

ارتفاع أعداد النازحين والضحايا

وأدت الأعمال العسكرية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، لارتفاع أعداد النازحين من المنطقة، وفق ما ذكر “مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية” (أوتشا).

ونشرت “أوتشا” تقريرًا في 24 من كانون الثاني، قالت فيه إن أعداد النازحين وصل إلى 86 ألفًا و874 شخصًا، تشكل النساء منهم 52%.

وأشار التقرير إلى أن الهجمات الإسرائيلية أدت لأضرار في مدرسة ومنازل لمدنيين، وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبة في الوصول لجنوبي لبنان، بسبب التدخل المتزايد من سلطات الأمر الواقع.

فيما أدت المعارك لمقتل 151 شخصًا وإصابة 686 أشخاص، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

التصعيد مستمر

وبالتزامن مع التعقيدات السياسية والتحركات الدبلوماسية، تستمر العمليات العسكرية المتبادلة على الحدود مع فلسطين المحتلة.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (حكومية)، إن القوات الإسرائيلية شنّت سلسلة غارات على أطراف بلدة يارون، فيما استهدفت قذائف فوسفورية منطقة الضهور.

فيما قالت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله”، إن الأخير استهدف موقع بركة بريشا وحدب يارين وثكنة برانيت، وتجمعًا لجنود إسرائيليين بصواريخ “بركان” و”فلق”.

من جهته قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور عبر “إكس“، إن طائرات حربية أغارت على “مبان عسكرية” تابعة لـ”حزب الله”، جنوبي لبنان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة