الفلفل الأسود.. من التوابل الأكثر استخدامًا والأقل ضررًا

الفلفل الأسود.. من التوابل الأكثر استخدامًا والأقل ضررًا
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يعد الفلفل الأسود من أكثر التوابل استخدامًا حول العالم في الطهو، وعلى العكس من الملح، فإنه ليست للفلفل الأسود أضرار صحية إذا ما تم تناوله بالكميات العادية التي توضع في الأطعمة، بل يمكن أن يحقق العديد من الفوائد للجسم.

ما الفلفل الأسود

الفلفل الأسود (Black pepper) اسمه العلمي “Piper nigrum”، ويُنتج من تجفيف وسحق ثمار نبات الفلفل، وهو من نباتات الكرمة المزهرة المعمرة والمتسلقة التي تنتمي إلى الفصيلة الفلفليّة، التي تُزرع للحصول على ثمارها التي تُعرَف باسم التوت (Berry)، وتتميز هذه الثمار وحيدة البذور بشكلها الكروي، ولونها الأسود المائل إلى البني، بالإضافة إلى سطحها الشبكي الخشن، وتحوي داخلها على حبوب الفلفل.

ينتج الفلفل الأسود عبر تجفيف الثمار الناضجة وسحقها، بينما يُحضر الفلفل الأبيض من خلال نقع الثمار في الماء مدة أسبوع تقريبًا، ما يؤدي إلى تحلل قشورها ونزعها وبقاء البذور البيضاء، ثم يجفف ما تبقى من الثمرة ويسحق لينتج الفلفل الأبيض، وتعادل تكلفة الفلفل الأبيض ضعف تكلفة الأسود، أما الفلفل الأخضر فيُنتَجُ عبر تجفيف الثمار غير الناضجة بطريقة تحافظ على اللون الأخضر، كما يتم حفظه بطريقة مختلفة عن الفلفل الأسود والأبيض.

ويحتوي الفلفل الأسود على الكثير من المعادن، منها المنغنيز والنحاس والمغنيسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد والبوتاسيوم، ويحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية بالإضافة إلى احتوائه على البروتين والكربوهيدرات، كما يحتوي على مادة قلويدية تسمى بيبيرين (Piperine)، وهي المادة الكيماوية التي تعطي الفلفل نكهته اللاذعة، ويكون داخل الثمرة غنيًا جدًا بمادة البيبيرين، لذلك فإن محتوى الفلفل الأبيض من هذه المادة أعلى منه في الفلفل الأسود.

ما الفوائد الصحية للفلفل الأسود

للفلفل الأسود العديد من الفوائد الصحية، ويرجع معظمها إلى مادة البيبيرين، وأهم هذه الفوائد:

خصائص مضادة للأكسدة: ومن المعروف أن مضادات الأكسدة هي جزيئات تتخلص من المواد الضارة التي تسمى الجذور الحرة والتي تجعل الناس يشيخون بشكل أسرع وتسبب مجموعة من المشكلات الصحية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والتهاب المفاصل والربو والسكري.

خصائص مضادة للالتهابات: ويرتبط الالتهاب المزمن بمجموعة من الأمراض، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية، مثل التهابات المفاصل الروماتويدي.

المساعدة على امتصاص العناصر الغذائية: يمكن للفلفل الأسود أيضًا أن يساعد الجسم على امتصاص أفضل لبعض المركبات المفيدة، مثل:

  • ريسفيراترول، وهو أحد مضادات الأكسدة الموجودة في التوت والفول السوداني، و قد يقي من أمراض القلب والسرطان وألزهايمر والسكري.
  • الكركمين، وهو العنصر النشط في الكركم، وله فوائد مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة.
  • بيتا كاروتين، وهو مركب موجود في الخضار والفواكه ويحوله الجسم إلى فيتامين “A”، ويعمل بيتا كاروتين كمضاد أكسدة قوي.
  • الحديد، وهو موجود في العديد من الأطعمة الحيوانية والنباتية وله أهمية كبيرة في الجسم كدوره في تصنيع كريات الدم الحمراء.

خصائص مقاومة للسرطان: فالبيبيرين يقلل من تكاثر خلايا سرطان الثدي والبروستات والقولون ويشجع الخلايا السرطانية على الموت.

تحسين وظائف الجهاز الهضمي: يساعد الفلفل الأسود في تحفيز إفراز إنزيمات البنكرياس والأمعاء من أجل هضم الكربوهيدرات والدهون، كما يساعد أيضًا في تقليل حدوث الإسهال.

التخفيف من الاكتئاب: تمتلك مادة البيبيرين خصائص تقلل من الاكتئاب، إذ إن لها دورًا في تعزيز مستوى النشاط، والإدراك المعرفي، كما يعتقد أنها قد تستخدم كغذاء وظيفي لدعم وظائف الدماغ.

إنقاص الوزن: تحد مادة البيبيرين من تكوين الخلايا الدهنية وتحسن من حساسية هرموني الإنسولين واللبتين، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل وزن الجسم.

الحد من الإصابة باضطرابات الجهاز التنفسي العلوي: تمتلك مادة البيبيرين نشاطًا يقلل الالتهابات، ويحسن المناعة، بالإضافة إلى امتلاكها تأثيرًا يماثل أدوية مثبطات الخلية البدينة، وهذا يحد من الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي والتهاب الجيوب والسعال والربو والتهاب القصبات.

ما الكمية اللازمة من الفلفل الأسود لتحقيق الفائدة منه؟

لا توجد جرعة محددة مناسبة لاستهلاك الفلفل الأسود، وتختلف الكمية حسب قدرة كل شخص على تحمله، فمثلًا من أجل تعزيز امتصاص المعادن تحتاج فقط إلى القليل من الفلفل (حتى ثُمن ملعقة شاي صغيرة)، بينما لا يمكن تحقيق الفوائد الصحية الأخرى إلا بكميات كبيرة جدًا (ملعقة كبيرة أو اثنتان)، لكن ربما يكون هذا أكثر من المناسب بالنسبة لمعظم الناس، لأن للفلفل الأسود تأثيرًا كبيرًا على مذاق الطعام، بحيث إذا أضفت ملعقة كبيرة إليه، فإن الطبق بأكمله سيكون طعمه مثل الفلفل فقط، إضافة إلى أن الكميات الكبيرة منه قد تؤدي إلى بعض الأضرار الصحية.

ما أضرار الإكثار من الفلفل الأسود

لا يسبب الفلفل الأسود بالكميات الاعتيادية التي توضع في الأطعمة أي أضرار، إلا أن هناك بعض الحالات التي ينبغي فيها الحذر عند استهلاكه بكثرة، ومن الجدير بالذكر أن الفلفل الأسود والأبيض لهما نفس الأضرار، وفيما يلي تفصيل لذلك:

  • إن مادة البيبيرين الموجودة فيه يمنكها أن تتسبب ببعض المشكلات الصحية كالصداع والسعال والغثيان وتسارع نبضات القلب، وقد تسبب نكهتها الحارقة اضطرابات في المعدة.
  • قد تتفاقم الحساسية لدى بعض الأشخاص، ما يؤدي إلى احمرار الجلد والشعور بإحساس أشبه باللسعة داخل الجلد، وتسبب العطاس لأن استنشاقها يحفز النهايات العصبية في الأنف ما يزيد من الحساسية التي تدفع الإنسان للعطاس المستمر، كما يمكن أن يتسبب دخول الفلفل في العين بحرقانها.
  • استهلاك الفلفل الأسود بكميات كبيرة في أثناء فترة الحمل غالبًا غير آمن، إذ إنه قد يتسبب بحدوث الإجهاض.
  • استهلال الفلفل الأسود بكميات كبيرة قد يرفع من خطر الإصابة بالنزيف عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نزفية، ويعود ذلك لمادة البيبيرين التي تبين أنها قد تثبط من سرعة عملية تخثر الدم.
  • بالنسبة لمرضى السكري فإن تناول كميات مفرطة من الفلفل الأسود قد يؤثر في مستويات سكر الدم لديهم، وبالتالي يمكن أن تزيد صعوبة عملية التحكم بمستوياته لديهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة