استهداف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.. إعلانات “خلبية”

فرقاطة بحريكة أمريكية لحظة إطلاق صاروخ- 12 من كانون الثاني 2024 (سينتكوم)

camera iconفرقاطة بحريكة أمريكية لحظة إطلاق صاروخ- 12 من كانون الثاني 2024 (سينتكوم)

tag icon ع ع ع

تكرر حديث مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن أن القواعد الأمريكية في سورا والعراق لم تتعرض لأي استهداف منذ مطلع شباط الماضي، عقب ضربات واسعة النطاق وجهتها الولايات المتحدة لميليشيات موالية لإيران في المنطقة، بينما لا تزال وسائل إعلام محلية تتحدث عن استهدافات شبه يومية لهذه القواعد.

أحدث التعليقات الصادرة عن الولايات المتحدة جاءت، الجمعة 1 من آذار، من السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون” بات رايدر، إذ قال إن القواعد لم نشهد أي هجمات منذ شهر، وأرجع ذلك إلى سببين، الأول أن هذه الاستهدافات خطرة، والثاني لكون القوات الأمريكية موجودة في المنطقة للتركيز على مهمة هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

رايدر أضاف أنه في حال عادت الهجمات أو التهديدات، ستتخذ بلاده التدابير المناسبة لحماية قواتنا، كما فعلت سابقًا.

وفي 20 من شباط الماضي أيضًا، قالت نائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، سابرينا سينغ، خلال مؤتمر صحفي، إن أحدث هجوم تعرضت له القواعد الأمريكية سواء في سوريا أو العراق كان في 4 من شباط الحالي.

وأضافت أنه تزامنًا مع توقف الهجمات في سوريا والعراق، ارتفعت وتيرة تحركات ميليشيا “أنصار الله” (الحوثيين)، في منطقة البحر الأحمر بالقرب من السواحل اليمنية، بهجمات طالت القوات الأمريكية وسفن الشحن التجاري.

الهجمات توقفت.. الإعلانات مستمرة

رغم أن التصريحات الأمريكية تفيد بتوقف الهجمات بشكل كامل عن قواعدها العسكرية في المنطقة، منذ 4 من شباط، يعود أحدث تبني رسمي لـ”المقاومة الإسلامية في العراق” وهي المسؤولة عن الاستهدافات، إلى تاريخ 28 من كانون الثاني الماضي.

وسائل إعلام داعمة للنظام السوري، وأخرى إيرانية، أو روسية لا تزال تعلن عن استهدافات تطال القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، أحدثها في 28 من شباط الحالي، إذ قالت وكالة “نوفوستي” الروسية نقلًا عن مصدر لم تسمّه بأن قاعدة “حقل العمر” النفطي تعرضت لهجوم بالصواريخ والمسيرات، بحسب ما ترجمته قناة “روسيا اليوم“.

وأضافت أن خمسة صواريخ أطلقت نحو القاعدة الأمريكية، وأصابت الجزء الجنوبي منها، مشيرة إلى أن لقاعدة نفيه تعرضت أيضًا لهجوم بمسيرة.

قناة “العالم” الإيرانية، تحدثت عن الاستهداف نفسه، إذ قالت إن قاعدة “حقل العمر” تعرضت لقصف بعددٍ من القذائف الصاروخية، ما أدّى إلى وقوع أضرار مادية، في حين ردت مدفعية التحالف الدولي في القاعدة بقصف مواقع للقوات الرديفة بجيش النظام، في بادية الميادين شرقي دير الزور، وهو ما تحدثت عنه قناة “الميادين” أيضًا.

في 26 من شباط، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن انفجارات دوت في ريف دير الزور، ناجمة عن قصف صاروخي نفذته مجموعات مدعومة من إيران استهدف القاعدة الأمريكية بمعمل “كونيكو للغاز” شمال مدينة دير الزور.

وفي 21 من الشهر نفسه، قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية إن المضادات الأرضية الأمريكية فشلت في التصدي لطائرتين مسيرتين استهدفتا القاعدة الأمريكية في حقل غاز “كونيكو” ونقلت عن مصدر ميداني لم تسمه أن القاعدة تعرضت لاستهداف بطائرتين مسيرتين سقطتا داخلها وأسفرتا عن اشتعال النيران فيها، على الرغم من كثافة نيران المضادات الأرضية.

“المقاومة الإسلامية”: فرصة للانسحاب

في 28 من كانون الثاني الماضي، قبيل توقف الهجمات على القواعد الأمريكية، أصدرت “المقاومة الإسلامية في العراق” (وهي المسؤولة عن الهجمات ضد القواعد الأمريكية) بيانًا، قالت فيه إنها منحت فرصة لـ”قوات الاحتلال” للانسحاب، في إشارة إلى الجيش الأمريكية.

و”المقاومة الإسلامية” هي تحالف من الفصائل العسكرية التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنها وكيلة لإيران، وتنتشر في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهي المسؤولة عن معظم الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ منتصف تشرين الأول 2023.

وأضافت “المقاومة” أن “فرصة” الأيام الماضية كشفت يقينًا للشعب العراقي والأصدقاء والجهات المسؤولة، أن “العدو المحتل”لا يفهم غير لغة السلاح، وهذا ما تبين جليًا في استهدافاته الأخيرة لـ”الحشد الشعبي”، واغتياله “أبي باقر الساعدي” في بغداد، ليخرق بذلك كل قواعد الاشتباك، وهو ما يزيد “المقاومة الإسلامية” بفصائلها المعلن عنها تمسكًا بمسؤولياتها.

البيان دعا ما أسمته “المقاومة الإسلامية”، “أخوتنا في الجهاد” إلى الالتحاق بصفوفها، وحزم أمرهم للمشاركة الفاعلة في “طرد الاحتلال”.

وفي تشرين الثاني 2023، قال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، العميد بات رايدر، إن وكلاء إيران يستغلون “الحرب” الدائرة في غزة لدفع أمريكا نحو الانسحاب من سوريا والعراق.

وأضاف في مؤتمر صحفي مسجل، أن وكلاء إيرانيين يحاولون الاستفادة من الحرب في غزة لتحقيق أهدافهم الخاصة.

وفي حالة العراق وسوريا، تطمح هذه الجماعات منذ فترة طويلة لرؤية القوات الأمريكية تغادر، بحسب رايدر، مشيرًا إلى أن وجود قوات بلاده في العراق جاء بدعوة من الحكومة العراقية، ويركز فقط على هزيمة تنظيم “الدولة”، دون الإشارة إلى مبررات انتشارها في سوريا.

رايدر اعتبر أن الحرب الدائرة في فلسطين تم احتواؤها، لكن وكلاء إيران مستمرون بمحاولات استغلال الموقف.

ضربات أمريكية أسكتت “المقاومة”

في 2 من شباط الماضي، بعد استهدافها 85 موقعًا في سوريا والعراق، إنها ضربت مراكز القيادة والسيطرة ومنشآت المخابرات ومرافق تخزين أسلحة تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران لمهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، قال عقب الاستهدافات نفسها أن بلاده ضربت أهدافًا من شأنها أن تؤثر على قدرة الميليشيات الموالية لإيران على شن ضربات مستقبلية ضد الأمريكيين، بحسب مؤتمر صحفي مسجل نشره “البيت الأبيض“.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة تقدر أن إيران هي التي صنعت الطائرة من دون طيار التي هاجمت القاعدة الأمريكية، وتسببت بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة ما لا يقل عن 40 آخرين.

وجاءت الهجمات الأمريكية ردًا على هجوم بطائرة مسيّرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، وجرح أكثر من 40 آخرين في نقطة عسكرية تعرف باسم “البرج 22” على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.

وخلال الإعلان عن بدء الضربات الجوية ضد المجموعات الموالية لإيران في سوريا والعراق كررت واشنطن حديثها عن أنها لا تريد صراع أوسع مع إيران، مشيرة إلى أن إيران لا ترغب بالحرب أيضًا.

الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال حينها إن الولايات المتحدة لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم، لكنها سترد في حال الستهداف أي أمريكي.

وفي 30 من كانون الثاني الماضي، عقب الإعلان عن هوية القتلى من الجنود الأمريكيين، عقدت نائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، سابرينا سينغ، مؤتمرًا صحفيًا أجابت فيه على أسئلة الصحفيين، وحملّت خلاله مسؤولية الهجوم لإيران بشكل متكرر.

وعلى الرغم من أن الموقف الأمريكي لم يتغير، إذ لا تزال واشنطن تتجنب صدامًا مباشرًا مع طهران، قالت سينغ إن الهجوم على قاعدة للجيش الأمريكي في الأردن هو “هجوم تصعيدي”، لكن بلادها لا تريد حربًا إقليمية واسعة النطاق.

اقرأ أيضًا: ما أسباب تجنب الصدام المباشر بين أمريكا وإيران




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة