أسبوع على بدء العرض.. انطباعات دراما رمضان 2024

tag icon ع ع ع

بدا موسم دراما رمضان للعام الحالي أقل صخبًا من الموسم السابق الذي قدّم أكثر من عمل كان كل منها بوابة لإثارة الجدل والنقد والنقاش خلال الموسم نفسه وما بعده، وتجلى ذلك في مقابلات ولقاءات لممثلين ومعنيين بالشأن الدرامي، منهم من انتقد “ابتسم أيها الجنرال”، على أكثر من مستوى، أو “كسر عضم”.

الموسم الحالي يمر بهدوء أكبر، بما لا يخلو من المقارنة أيضًا، سواء بين أعمال الموسم نفسه، أو العمل من الموسم الحالي، والآخر من الموسم السابق.

ومن الأعمال التي تصدرت المشهد وفق التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والإقبال على المشاهدة عبر منصات العرض، مسلسل “ولاد بديعة”، وهو مسلسل سوري بالكامل، أمام وخلف الكاميرا.

المسلسل الذي كتبه يامن الحجلي وعلي وجيه، وجاء تتويجًا لشراكة الكاتبين في أكثر من عمل (على صفيح ساخن، ومال القبان، ومع وقف التنفيذ، وأحمر)، يحكي قصة أربعة أشخاص، أخوة لبعضهم، دون أن يكونوا كلهم أخوة، بسبب طبيعة العلاقات المعقدة التي أنتجتهم، تجمع بينهم خلافات كبرى أساسها المال والثروة والإرث.

في العمل تتبدا حالة الفقر، وتمسك الإنسان باللقمة، والسعي للخلاص بشتى السبل، مع الكشف عن جوانب مظلمة في النفس البشرية التي يمكن أن تنجرف إلى أماكن غير حميدة لتحقق غاياتها، متأثرة بالنشأة والمجتمع.

رغم الأصداء الإيجابية بالمجمل، لم ينجُ المسلسل من مقارنة محقة مع مسلسل “مال القبان” للكاتبين نفسهما، كون أحد الكاتبين، يامن الحجلي، يحضر في بطولة العملين، إلى جانب آلية البناء الدرامي وأسلوب العرض المتشابهة في المسلسلين.

ثيمة مستمرة

بالنسبة لمسلسل “تاج” وهو أحد الأعمال المتصدرة في هذا الموسم، لبطله، تيم حسن، ومخرجه، سامر البرقاوي، وكاتبه، عمر أبو سعدة، فالعمل تكريس لشراكة العام الماضي، بين هذه الأطراف، إلى جانب شركة “الصباح” المنتجة، وهو ما قدّم للموسم الماضي “الزند”.

العمل الذي يحكي جانبًا من تاريخ سوريا قبيل الاستقلال، في أربعينيات القرن الماضي، لم ينجُ من مقارنة شخصية البطل بحضوره في مسلسله السابق “الزند”، فعلى اختلاف اللهجة، والانتقال من الساحل إلى العاصمة دمشق، واختلاف الشكل أيضًا على هذا الأساس، يحافظ تيم حسن على ثيمة أو أكثر في مسلسلاته خلال السنوات الأخيرة، تحولت إلى عناصر دائمة الحضور، كالهوية اللغوية القائمة على تكرار بعض الكلمات في كل حلقة، والشتائم الحاضرة بتغيير طفيف في الأسلوب.

أما مسلسل “السراديب“، وهو الجزء الثاني من “كسر عضم”، فيبدو العمل في أسبوعه الأول مخيبًا للمأمول، بعدما تخلى عن كاتبه (علي معن صالح) ومخرجته (رشا شربتجي) وكثير من أبطاله (منهم كاريس بشار، وخالد القيش، ونادين تحسين بيك، ونانسي خوري)، إلى جانب تأخير حضور البقية، وعدم إثبات أو تبرير حضورهم الطفيف خلال الحلقات الماضية.

إيقاع العمل بطيء، لا يشبه موسمه الأول، والخطوط الدرامية الجديدة التي بعثت الروح في الجزء الثاني، لا تحل محل تلك التي كانت حاضرة في الموسم الأول.

ويحمل الموسم الثاني توقيع كنان موسى إسكندراني، في الإخراج، وهلال أحمد ورند حديد للكتابة والسيناريو والحوار، والبطولة لرشيد عساف وفايز قزق وأحمد الأحمد ورهام كفارنة وولاء عزام.

وعلى صعيد الأعمال المشتركة (سوري- لبناني)، فحضورها متراجع لصالح توجه بعض شركات الإنتاج نحو الأسواق المحلية، فشركة “الصباح” مثلًا، أنتجت “تاج” للعام  الحالي، و”الزند” لرمضان 2023، إلى جانب إنتاجها أعمالًا مصرية أيضًا.

بعيدًا عن الصخب

بعد ثلاثة أعمال عرضت في الموسم الماضي (للموت 3، النار بالنار، وأخيرًا)، فهناك عملان حاليًا، أولهما “نقطة انتهى“، وهو عمل هادئ منضبط، بعيد عن فوضى العرض والترويج، يقدم عناصر قوته منذ الحلقة الأولى، ويحافظ على حالة التشويق مع استمرار العرض، دون كشف أوراق أي من شخصياته بالكامل، بما يطرح فكرة الملل جانبًا، خلافًا لأعمال أخرى لم تفرض نفسها منذ الحلقة الأولى.

يبدأ العمل من جريمة قتل، وتحول جذري بعالم فارس، الصيدلاني الهادئ، ما يضعه أمام تحديات ما يزال يحاول الانتصار عليها وتخطيها، والعمل من تأليف الكاتب الشاب فادي حسين، الحاضر بمسلسل “وصايا الصبار” أيضًا.

“نقطى انتهى” من إخراج محمد عبد العزيز، وبطولة عابد فهد الذي يقدّم شخصية لا تشبه أعماله السابقة، وقريبة من الإقناع، بالاستناد إلى قصة قريب من حياة الناس خلافًا لعرف الأعمال المشتركة السائد نسبيًا.

أمام بالنسبة للعمل المشترك الثاني، فهو “2024”، ولم يبدأ عرضه بعد، رغم تضمينه في خطة العرض الرمضاني، بما يوحي بأن العمل قصير، يمكن أن يبدأ عرضه في النصف الثاني من رمضان.

يأتي العمل استكمالًا لمسلسل “2020”، ويغيب عن العمل قصي خولي، الذي لعب بطولة القصة في البداية، ليحل مكانه محمد الأحمد، إلى جانب البطلة ذاتها، نادين نجيم، تحت مظلة الكاتب بلال شحادات والمخرج فيليب أسمر.

لا جزء رابع من “حارة القبة” في الموسم الحالي، كما سجل مسلسل “المعبر” خروجه من السباق الرمضاني لحاجته لمزيد من الوقت لإنجاز أعمال الجرافيك والعمليات الفنية الأخرى، وهو من بطولة مكسيم خليل، وعباس النوري، وكاريس بشار، وخالد القيش، ولين غرة، وأنس طيارة، إلى جانب تأجيل عمل آخر من بطولة قصي خولي.

اقرأ المزيد: أبرز المسلسلات السورية والمشتركة لرمضان 2024




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة