عشرات الوفيات شهريًا ولا حلول

مع عودة المدارس.. أهالي القامشلي قلقون من “طرق الموت”

camera iconسيارة تعرضت لحادث سير في القامشلي في أيلول 2022 (نورث برس)

tag icon ع ع ع

القامشلي – مجد السالم

تتكرر حوادث السير في مدينة القامشلي التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، بشكل شبه يومي، وتخلّف في كثير من الأحيان وفيات “مأساوية”، دون حلول مجدية قد تسهم في الحد من هذه الحوادث.

وتزامنًا مع بدء العام الدراسي، ونزول مئات الطلاب إلى الشوارع يوميًا، يعيش معظم أهالي المنطقة حالة “قلق” جراء ارتفاع وتيرة الحوادث.

مجدل الحسينو (49 عامًا) من سكان مدينة القامشلي، قال لعنب بلدي، إن شوارع المنطقة أصبحت “طرقًا للموت”، فهي مكتظة جدًا بالسيارات من مختلف الأنواع والأحجام.

وأضاف مجدل أنه بات يخشى على أطفاله في أثناء وجودهم خارج المنازل، بعد “تكرر حوادث صدم السيارات للأطفال في الحي الذي يقطنه”، فالشوارع الفرعية التي تتخلل الأحياء “لا تقل خطورة” عن تلك الرئيسة التي تشهد حالة ازدحام “كثيف” للسيارات، بحسب تعبيره.

وأشار مجدل إلى أن التزام المارة بقواعد السير، والمشي على الرصيف، “لا يعني أنهم بمأمن من الحوادث”، إذ تعرّض كثير من المارة لحالات دهس “مفاجئة” من قبل سائقين فقدوا السيطرة على سياراتهم، وأغلب الحوادث وراءها سائقون في سنّ لا تتجاوز 18 عامًا.

رخص قيادة تُمنح بالرشى

فواز (50 عامًا) صاحب سيارة أجرة (تاكسي) من القامشلي، حمّل “الإدارة الذاتية” المسؤولية عن كثرة الحوادث، نتيجة الفوضى والاستسهال بمنح رخص القيادة.

وأوضح فواز (طلب عدم كشف اسمه لأسباب أمنية) لعنب بلدي، أن رخصة القيادة في مناطق “الإدارة الذاتية” يمكن أن تُمنح للشخص الذي يدفع الرشى “وهو جالس في منزله”، دون أن يجري دروسًا لتعلم القيادة، أو فحصًا للتأكد من مدى جهوزيته لذلك.

ويجري الاتفاق في هذه الحالة مع مدارس السياقة، التي تنسق ذلك بدورها مع لجنة الفحص التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، بحسب سائق سيارة الأجرة.

وفي ظل غياب الإحصائية الرسمية حول عدد حوادث السير والخسائر البشرية والمادية الناتجة عنها في محافظة الحسكة، أحصت عنب بلدي وقوع أربعة حوادث سير خلال أسبوع واحد فقط في مدينة القامشلي، نتج عنها وفاة خمسة أشخاص وجرح سبعة آخرين، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة في الممتلكات.

“الإدارة”: الطرقات هي المسؤولة

عنصر في “شرطة المرور” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، نفى استسهال “الإدارة” بمنح رخص القيادة للمتقدمين لها، معتبرًا أنها تدقق أكثر على مدارس تعليم قيادة المركبات الخاصة والعامة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن بعض حوادث السير ناتجة عن قيادة السيارة من قبل أشخاص لا تتجاوز أعمارهم 18 عامًا، غير مؤهلين بشكل كامل للقيادة.

وأضاف عنصر الشرطة (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) لعنب بلدي، أن ارتفاع وتيرة حوادث السير في محافظة الحسكة يعود لعدة لأسباب، أبرزها تدهور الحالة الفنية للطرق والمنصفات، وانتشار الحفر فيها، وزيادة أعداد سيارات “الإدخال” (الأوروبي)، بما لا يتناسب مع قدرة الطرق على الاستيعاب، ما يسبب حالة من الازدحام الشديد على الطرقات.

واعتبر المصدر أن ما يجري في المنطقة اليوم، من دخول مئات الصهاريج يوميًا لنقل النفط والوقود حمولة الواحد منها نحو 20 طنًا كحد أدنى، يتسبب بتلف وتكسير الطرقات السريعة، خصوصًا خلال فصل الصيف، إذ تقلل درجات الحرارة من صلابة المادة الأسفلتية، وتسبب انحناءات وأخاديد ضمن الطرقات مع مرور مئات الشاحنات والصهاريج، وبالتالي وقوع المزيد من الحوادث.

وبحسب المصدر، تعمل “الإدارة الذاتية” على الحد من مسببات حوادث السير، بالتعاون مع البلديات و”شرطة المرور” لتنفيذ العديد من المشاريع، كزيادة الدوريات على المفارق والطرقات، وتوزيع الشاخصات المرورية التي تقيّد السرعة، وعدم التساهل في موضوع المخالفات، وزيادة وتحسين الحالة الفنية للمطبات الصناعية والمنصفات، ونصب إشارات المرور الضوئية عند التقاطعات الرئيسة، وتغيير المسارات على بعض الشوارع المهمة والحيوية في مدينة القامشلي، لتخفيف الازدحام خلال ساعات الذروة، مثل طريق الشارع الرئيس حتى الهلالية الذي أصبح للذهاب فقط، في حين حُوّل طريق الإياب إلى شارع صيدلية “حمو” بدءًا من دوار “السبع بحرات”.

وسبق أن أعلنت “هيئة الإدارات المحلية والبيئة” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” عن عدة مشاريع تتضمن إنشاء طرق جديدة، وصيانة وإصلاح الطرق القديمة، وفق خطة عملها للعام الحالي، في مدن الحسكة والقامشلي وعامودا وحتى مدينة المالكية، لكن بحسب ما رصدته عنب بلدي، بقي أثرها محدودًا حتى الآن، نتيجة ضعف الإمكانات الفنية والخبرات العملية لدى كوادر “الإدارة”.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة