تجار وصناعيون ينددون باحتكار “السورية للتجارة” استيراد الزيت

صورة تعبيرية لمادة الزيت النباتي (إعمار سوريا)

camera iconصورة تعبيرية لمادة الزيت النباتي (إعمار سوريا)

tag icon ع ع ع

انتقد تجار وصناعيون احتكار “المؤسسة السورية للتجارة” استيراد الزيت، وعدم السماح للقطاع الخاص باستيراده.

وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق ياسر أكريم، في حديث إلى صحيفة “الوطن” المقربة من النظام اليوم، الثلاثاء 26 من تشرين الأول، إن “الذين يستوردون الزيت هم شخصان فقط، ويستوردانه بكميات كبيرة، وتجري تعبئته بعبوات صغيرة في سوريا، ويأتي من الخارج بعبوات كبيرة ولا يتم تصنيعه في سوريا، إنما تتم تعبئته فقط”.

وربط قلة الزيت في السوق السورية وارتفاع سعره، بقلة عدد المستوردين التي أدت إلى احتكاره.

واعتبر أكريم أن السماح لكل من يرغب باستيراد الزيت، سيسهم حتمًا بضبط سعره في الأسواق وانخفاضه، مستغربًا من السماح باستيراد الموز وعدم السماح باستيراد الزيت.

وأكد أن مادة الزيت أصبحت محتكَرة من “السورية للتجارة” وأشخاص معيّنين يسمح لهم بالاستيراد فقط حاليًا.

وفي الوقت الذي يباع المنتج أيًا كان خارج سوريا بدولارين، يباع في سوريا بقيمة دولار ونصف، وتصل النسبة العظمى للأرباح في سوريا إلى 10% بينما تبدأ في دول العالم من 25%، بحسب أكريم.

ومن جهته، أكد الصناعي محمود الزين للصحيفة، أنه ليس هنالك أي مبرر للارتفاع المتواصل لسعر الزيت النباتي، لافتًا إلى أن السعر العالمي للزيت لم يرتفع، إذ يصل سعر الزيت عالميًا إلى دولار ونصف.

ونبه أيضًا إلى الاحتكار الواضح للزيت من قبل تجار ومستوردين يضخونه بكميات قليلة لترتفع أسعاره يوميًا خلال الفترة الحالية.

وطالب بفتح “باب الاستيراد لكل من يريد ذلك، وعدم حصره بعدد قليل من المستوردين، الأمر الذي سيسهم حصرًا بانخفاض أسعاره في السوق”.

السماح باستيراد الموز سمح بانخفاض سعره من 20 ألف ليرة سورية إلى أربعة آلاف ليرة، أي مايعادل سعر ليتر الزيت عالميًا، بحسب الزين.

وارتفعت أسعار الزيت في الأسواق، ليتراوح سعره بين عشرة آلاف و11 ألف ليرة سورية تقريبًا.

الوزارة تنفي الاحتكار

ورد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحكومة النظام السوري، عمرو سالم، على كل من أكريم والزين قائلًا، إن “التصريح كاذب وغير مسؤول، ولا يقبل أن يصدر عن عضو مجلس إدارة غرفة تجارة”.

وتابع سالم أن مصانع تكرير وتعبئة زيت دوار الشمس في سوريا، كانت استوردت كمية 58 ألف طن وبقيمة 43 مليون يورو منذ بداية العام الحالي وحتى 30 من أيلول الماضي، موزعة على تسعة معامل.

وبلغت كميات إجازات الاستيراد 109 آلاف طن، وبلغت القيمة الإجمالية أكثر من 64 مليون يورو، مقسمة على عدد من التجار وليس لتاجرين أو ثلاثة أو أكثر، بحسب قوله.

وأكد أن كل ما قيل ويتناقض مع ذلك فهو “كذب، ويهدف إلى خلق بلبلة، ويبرر احتكار كل هذه الكميات التي سمحت الدولة باستيرادها وأمّنت لها القطع الأجنبي اللازم”.

ونبه إلى أن الوزارة تهدد محتكري مادة الزيت في حال عدم طرحها في الأسواق خلال الأيام القليلة المقبلة، وبأسعار منطقية، بأنها ستستخدم فقرات المرسوم “8” التي تسمح للوزير باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير المواد الغذائية للمواطنين، لتوفر معلومات وبيانات كل من استورد الزيت وبكميات هائلة.

وفي 16 من تشرين الأول الحالي، قال سالم عبر حسابه في “فيس بوك“،إن “القول بأن فتح الاستيراد على مصراعيه سيجعل سعر البطاطا أقل من 700 ليرة وسعر زيت دوار الشمس بين 3000 و4000 ليرة كلام خاطئ تمامًا”.

وتابع أن لديه أسعار زيت دوار الشمس في جميع دول العالم، وقال إنه “وهو في أرضه أعلى من الأسعار المتداولة”.

وفي 20 من تشرين الأول الحالي، أعلن سالم عن طرح “المؤسسة السورية للتجارة” خلال أيام معدودة زيت دوار الشمس ضمن صالات محددة لها.

وأضاف أن ليتر الزيت الواحد سيباع عبر “البطاقة الذكية” بسعر 7200 ليرة سورية.

وأوضح سالم أن “اللجنة الاقتصادية” في مجلس الوزراء، وافقت على قيام “السورية للتجارة” باستيراد كميات من زيت دوار الشمس تكفي حاجات المواطنين على مدار العام دون انقطاع، وفقًا لقوله.

وبدأ توزيع الزيت النباتي عبر “البطاقة الذكية” في كانون الأول 2020، بمعدل ليترين لكل عائلة عن شهرين، وبسعر 2900 ليرة سورية لكل ليتر، إلا أنه وُزع لشهرين فقط، ليتوقف بعدها.

استحواذ على الساحة السورية

لا تعد “السورية للتجارة” جديدة على الساحة، إذ إنها تقدم خدماتها منذ وقت طويل عبر منافذ كبيرة، ولها جمهور واسع، إلا أن صيتها ذاع في الآونة الأخيرة، بسبب نزوح التجار وارتفاع الأسعار، وفقدان المواد، كحل لا بديل عنه للمواطن.

“النظام السوري يطبق الحلول غير الجيدة دائمًا”، بحسب حديث سابق للمحلل الاقتصادي خالد تركاوي إلى عنب بلدي، موضحًا أن النظام “بدل من أن يتجه لتشجيع التنافس واستقطاب مزيد من التجار، يسعى لمحاربة التجار ورأس المال، وتطوير دور (السورية للتجارة) في السوق، بل وحصر الأمور بيدها”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة