بعد تصعيد النظام السوري لهجته.. احتمالية انعقاد “الرباعية” ترتفع

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ومدير الاستخبارات التركية هاكان فيدان في روسيا للقاء وزيري دفاع روسيا والنظام السوري ومديري استخبارات الجانبين- 29 من كانون الأول 2022 (وزارة الدفاع التركية)

camera iconوزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ومدير الاستخبارات التركية هاكان فيدان في روسيا للقاء وزيري دفاع روسيا والنظام السوري ومديري استخبارات الجانبين- 29 من كانون الأول 2022 (وزارة الدفاع التركية)

tag icon ع ع ع

نقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، عن مصدر دبلوماسي غربي، أن المشاورات المتعلقة بانعقاد اجتماع اللجنة الرباعية لمعاوني وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري متواصلة، وأن الجهود لعقد الاجتماع مستمرة.

وذكرت الصحيفة على الصفحة الأولى من عددها المطبوع اليوم، الأحد 26 من آذار، أن هناك تقاربًا حيال عدد من النقاط التي منعت حصول الاجتماع حتى الوقت الحالي، مع الإشارة لزيادة احتمالية انعقاد الاجتماع.

وبيّن المصدر (لم تسمه الصحيفة) أن “الضمانات” التي أصرت عليها دمشق، والمتعلقة بالانسحاب من أراضيها، ما زالت على طاولة المباحثات، وستشكل أرضية للانطلاق إلى أي مباحثات سياسية تجمع سوريا وتركيا على طاولة واحدة.

وكان الرئيسان، التركي والروسي، ناقشا أمس السبت، خلال اتصال هاتفي مسألة تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، وأكدا على أهمية استمرار التطبيع، مع الإشادة بالدور الروسي في الوساطة بهذا الصدد.

وخلال مقابلة تلفزيونية أجراها أمس السبت، أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أن الاجتماع على مستوى نواب وزراء الخارجية للأطراف الأربعة، بمشاركة إيران، سيعقد، وأن التفاصيل الإضافية حول تطورات هذا المسار ستظهر قريبًا.

رسائل مضادة

على مدار الأيام الماضية، وخلال زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى موسكو، شنّ الأسد خلال مقابلة أجراها مع قناة “روسيا اليوم” هجومًا على تركيا والقيادة السياسية فيها، بالتزامن مع فشل انعقاد لقاء نواب وزراء الخارجية، الذي كان مقررًا في 16 من آذار.

قال الأسد حينها، إن السياسيين في تركيا لديهم مطامع خاصة يريدون تحقيقها من خلال الحرب في سوريا، هكذا كان الوضع في بداية الحرب وهكذا هو الوضع اليوم.

وأضاف خلال المقابلة، أن “الزلزال الوحيد الذي يغير من السياسات التركية ويدفع باتجاه التقارب حاليًا، هو الانتخابات الرئاسية في تركيا”.

كما تحدّث الأسد عن ضرورة سحب القوات الأجنبية “غير الشرعية” من سوريا، مشيرًا إلى القوات الأمريكية والتركية، على اعتبار عدم وجود قوات أخرى “غير شرعية”، وفق رأيه.

وبيّن الأسد أن المقترح التركي الذي وصل بشأن الاجتماع الرباعي على مستوى نواب وزراء الخارجية هو أن لا يكون هناك أي جدول أعمال للقاء، أو أية شروط من أي طرف، وألا يكون هناك أي توقعات.

وتابع “نحن لم نضع شروطًا (…) طرح موضوع الانسحاب طرح ثابت ولن يتغير، هو موضوع وطني، وليس سياسي”.

تحميل مسؤولية

ردًا على سؤال حول إمكانية عقد لقاء بين الأسد والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل الانتخابات التركية المزمعة في 14 من أيار، اعتبر الأسد أن كل طرف يعمل بأولويات مختلفة، وإذا جرى الانسحاب التركي من سوريا فلن يكون اللقاء مستبعدًا، لكنه لن يكون قبل تحقق الشروط بالنسبة للنظام، والتي تركّز على بند الانسحاب.

وانتقد رئيس النظام السوري، تصريحات صدرت عن وزير الدفاع التركي نفى خلالها أن يكون وجود قوات بلاده شمال غربي سوريا احتلالًا.

وقال الأسد “إن لم بكن احتلالًا ماذا يكون؟ استضافة في سوريا؟ ما هذا المنطق؟ (…) إلا إذا كان بعتمد على القوانين الرومانية عندما كانت الدول تحدد حدودها بحسب قوتها العسكرية، ربما يعيش في ذلك العصر”.

وعزا الأسد مسألة الخلل الأمني على الحدود السورية التركية لـ”سياسة أردوغان”، معتبرًا أن مسألة الأمن واللاجئين، كلاهما كمشكلة تركية، من إنتاج حزب “العدالة والتنمية” بقيادة الرئيس التركي.

وخلال المقابلة نفسها، وصف الأسد الرئيس التركي، بأنه “شخص إخواني ينتمي للإخوان المسلمين بشكل عميق، ومعلن، وهو لا يخفي هذه الحقيقة، والشخصية الإخوانية أو الإخوان المسلمون بشكل عام، يسعون لشيء وحيد هو الوصول إلى السلطة، ويستخدمون الدين من أجل الوصول إلى السلطة، ولا يستخدمون الدين من أجل إصلاح المجتمع أو نشر المحبة بين الناس أبدًا”.

مسار شائك

في 15 من كانون الأول 2022، أعلن أردوغان بدء سلسلة مفاوضات يمكن أن تنتهي بلقائه مع الأسد والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، موضحًا أنه يجب أن تتحدث الاستخبارات أولًا، ليجتمع بعدها وزراء الدفاع، ثم يجب أن يجتمع وزراء الخارجية، وبعد هذه الخطوات سيجتمع مع بوتين والأسد كقادة.

وفي 28 من كانون الأول 2022، عُقد لقاء بين وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري، في موسكو، لكن اللقاء على مستوى وزراء الخارجية لم يجرِ الاتفاق على موعده حتى الآن، على الرغم من التصريحات التركية والروسية الداعية لانعقاده.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، صرح خلال مؤتمر صحفي، في 18 من كانون الثاني الماضي، أن اجتماع وزيري الخارجية السوري والتركي يجري التحضير له بوساطة روسية، وأن تركيا تؤيد تطبيع العلاقات مع النظام السوري، مشيرًا إلى أن أنقرة طلبت مساعدة موسكو في ذلك.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة