عراب مصالحات وناقم على اللاجئين.. من خطيب الأسد خضر شحرور

مدير أوقاف ريف دمشق خضر شحرور ورئيس النظام السوري بشار الأسد في مسجد "حافظ الأسد" في حي المزة بدمشق بعد تأدية صلاة عيد الفطر- 21 من نيسان 2023 (رئاسة الجمهورية/ فيس بوك)

camera iconمدير أوقاف ريف دمشق خضر شحرور ورئيس النظام السوري بشار الأسد في مسجد "حافظ الأسد" في حي المزة بدمشق بعد تأدية صلاة عيد الفطر- 21 من نيسان 2023 (رئاسة الجمهورية/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

ألقى مدير أوقاف ريف دمشق، خضر شحرور، خطبة عيد الفطر اليوم، الجمعة 21 من نيسان، بحضور رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مسجد “حافظ الأسد” في حي المزة بدمشق.

وبعد تأدية الصلاة بحضور وزير الأوقاف وعدد من المسؤولين ورجال الدين، ألقى شحرور خطبة العيد (نحو 13 دقيقة)، حملت رسائل سياسية حول عودة بعض العلاقات بين دول عربية والنظام، ولم تخلو كالعادة من توجيه الحديث للأسد والدعاء له، والتغني بـ”أمجاده وبطولاته”.

حديث متوقع لطالما شهدته المنابر في مناطق سيطرة النظام، التي سخرها الأسد لتتماشى مع روايته، حمله رجل دين مجّدوه في المناسبات بحضوره وغيابه.

وكانت خطبهم المتماهية مع روايته، حاضرة في تشييع بعض الجنازات، أو في بعض الخطب والدروس الدينية الروتينية، أو بعض المناسبات أو الاجتماعات السياسية، ولعل أبرز هؤلاء الرجال، خضر شحرور.

“عرّاب تسويات”

يعد خضر أحمد فائز شحرور، أحد أهم الشخصيات التي تدير ملفات النظام السوري محليًا، وكان أثره الأكبر في مدينة عربين التي ينحدر منها.

من خلال خطابه الديني عبر المنابر وعبر وسائل الإعلام، عُرف شحرور بولائه المطلق ومواقفه المساندة للنظام، منذ بداية الثورة السورية، موظفًا مكانته الدينية في دعوة طلاب الشريعة إلى رفض الخروج على الحاكم، وسوّق رواية النظام ونظرياته حول “المؤامرة”.

لعب شحرور، الحاصل على دكتوراه في الشريعة الإسلامية، دورًا مهمًا في العديد من اللجان المُشكلة من قبل أفرع المخابرات في النظام السوري وحليفه الروسي، خاصة خلال فترة حصار الغوطة الشرقية.

وعمل على إقناع أهالي مدينة عربين وباقي المدن والبلدات والفصائل العسكرية بالاستسلام والمصالحة، دون أن تفلح  جميع دعواته.

بعد سيطرة النظام على الغوطة بات شحرور أحد أهم أذرعه، التي يضغط من خلالها على الأهالي في مدينة عربين للخضوع لعمليات المصالحة.

سخّر شحرور بعض أمواله لترميم بعض المرافق في مدينة عربين، بالإضافة إلى دعم حملة بشار الأسد الرئاسية في المدينة، قبل أيار 2021.

مدير أوقاف ريف دمشق خضر شحرور خلال صلاة عيد الفطر بحضور رئيس النظام السوري بشار الأسد في مسجد "حافظ الأسد" في حي المزة بدمشق- 21 من نيسان 2023 (رئاسة الجمهورية/ فيس بوك)

مدير أوقاف ريف دمشق خضر شحرور خلال صلاة عيد الفطر بحضور رئيس النظام السوري بشار الأسد في مسجد “حافظ الأسد” في حي المزة بدمشق- 21 من نيسان 2023 (رئاسة الجمهورية/ فيس بوك)

مهاجم اللاجئين

هاجم شحرور، اللاجئين والنازحين السوريين، ومن أكثر مواقفه التي أثارت الجدل، حين دافع عن أحكام الإعدام بحق لاجئين ونازحين سوريين.

ويطل في شهر رمضان عبر برنامج “أنت تسأل والإسلام يجيب” الذي تنشره قناة “سما” الموالية، مقدمًا فتاوى دينية.

انتشر له تسجيل مصور، أظهر فيه دفاعه عن أحكام الإعدام والعقوبات المشددة التي يلاقيها نازحون ولاجئون عادوا بموجب “تسويات ومصالحات” إلى مناطق سيطرة النظام.

وعبر اتصال هاتفي تلقّاه في البرنامج، أجاب شحرور في رده على سؤال طرح عليه بشأن شاب معتقل ومهدد بحبل المشنقة بعد عودته من إدلب.

وقال شحرور إن “هذا الشاب صار بيد العدالة، بيد السلطة والسلطة عادلة”، ووصفه بأنه “مجرم ولا بد أن يأخذ عقابه”، دون أن يعرف قصته، متجاهلًا الوعود والضمانات التي تقطعها أجهزة المخابرات “إعلاميًا” لكل الراغبين بالعودة إلى مناطق سيطرة النظام.

تسخير المنابر لخدمة الأسد

في أيار 2018، طلبت مديرة الأوقاف بريف دمشق من خطباء المساجد في الغوطة الشرقية الدعاء لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، بحسب تعميم صادر عن مديرها، خضر شحرور.

وطلب التعميم من أئمة المساجد والخطباء والقائمين بالشعائر الدينية الدعاء للأسد، وجاء فيه، “يطلب منكم الدعاء للسيد الرئيس بشار الأسد في كل خطبة، والتضرع إلى الله بأن يوفقه لما فيه خير البلاد والعباد”.

وطلب التعميم من الخطباء الالتزام بالمنهج الموحد للخطابة في سوريا، وعدم القيام بأي وظيفة دينية ما لم يتوفر التكليف اللازم وفق الأصول.

صدر التعميم حينها، بعد شن حملة عسكرية مكثفة، تمكن النظام السوري من بسط سيطرته على كامل الغوطة، بعد اتفاق مع فصائل المعارضة على خروجهم إلى الشمال السوري.

وكانت مدن وبلدات الغوطة تعرضت لحصار عسكري واقتصادي من قبل قوات النظام على مدى الأعوام الخمسة الماضية قبل التعميم.

ويتخذ النظام من المظاهر الدينية، وسيلة لتعزيز الحاضنة الشعبية له، إذ تتحول أغلب الخطب الدينية في الجمع والمناسبات إلى منابر سياسية لدعم سياساته وروايته.

ويحرص بشار الأسد، على الظهور إلى جانب رجال الدين، وخاصة في الأعياد، إذ يصلي مع مجموعة من المسؤولين، وتبثّ الصلاة على المحطات الفضائية الرسمية.

وتتحول أغلبية الكلمات في الخطابات الدينية إلى خطابات سياسية، لدعم النظام وجيشه ورئيسه، وغالبًا ما يحمل ظهوره في المناسبات الدينية المختلفة رسائل للداخل والخارج.

ويطغى على خطب رجال الدين الذين يظهرون مع الأسد، المديح والثناء على الأخير وعلى “إنجازاته وأخلاقه وتعامله مع المواطنين، وصموده في وجه المؤامرة”.

اقرأ أيضًا: الأسد يستغل المساجد.. يصلّي في “الحسن” وعينه على “التضامن”

تعميم من مديرة الأوقاف بريف دمشق تطلب فيه من خطباء المساجد في الغوطة الشرقية الدعاء لرئيس النظام السوري، بشار الأسد.

تعميم من مديرة الأوقاف بريف دمشق تطلب فيه من خطباء المساجد في الغوطة الشرقية الدعاء لرئيس النظام السوري، بشار الأسد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة