ما قصة اعتقال “أبو العبد أشداء” خلال دخوله الأراضي التركية

"أبو العبد أشداء" القيادي السابق في "هيئة تحرير الشام" - أيلول 2019 (OGN)

camera icon"أبو العبد أشداء" القيادي السابق في "هيئة تحرير الشام" - أيلول 2019 (OGN)

tag icon ع ع ع

تتفاعل قضية اعتقال القيادي السابق (المنشق) عن “هيئة تحرير الشام”، عبد المعين محمد كحال، المعروف بـ”أبو العبد أشداء”، في أثناء دخوله الأراضي التركية للتوجه إلى أداء مناسك الحج.

وطالب ناشطون ومقربون من القيادي بالإفراج عنه والسماح له بإكمال طريقه من أجل الحج، أو العودة إلى ريف حلب، معتبرين أن اعتقاله “أمرًا أمنيًا، وتغييرًا في سياسة تركيا تجاه الملف السوري”.

اعتقال

اعتقلت السلطات التركية “أبو العبد أشداء”، الثلاثاء 13 من حزيران الحالي، في أثناء دخوله الأراضي التركية للتوجه إلى أداء مناسك الحج.

مصدران مقربان من القيادي أوضحا لعنب بلدي، أن اعتقال وتوقيف “أبو العبد أشداء” تم في الجانب التركي من معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا شمالي حلب.

ولا يملك المصدران أي معلومات إضافية، سوى أنه اعتقل عند نقطة “تبصيم” الدخول إلى الأراضي التركية، دون أسباب واضحة، وكان برفقة والدته التي دخلت دون أي مشكلات.

ولم تصدر الجهات الرسمية التركية أو وكالات أنباء، أخبارًا عن قضية اعتقال “أبو العبد”، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

مطالب بالإفراج

الطبيب محمود السايح المنحدر من مدينة الباب بريف حلب، قال عبر “تويتر” إنه كان بالإمكان رفض السماح لـ”أبو العبد” بدخول تركيا كما تفعل الدول في حالات مشابهة، معتبرًا أن السماح له بالدخول عشرة أمتار واعتقاله دون أمر قضائي، هو “اعتقال أمني”.

وأضاف، أنه طوال السنوات العشر السابقة، لم يتم اعتقال أي سوري متوجه للحج في المعابر التركية، ويأتي اعتقال “أبو العبد” في إشارة واضحة لتغير حاسم في السياسة التركية تجاه أبناء سوريا، ودليل مادي ملموس لتغلغل “الإرادة البوليسية في مفاصل الملف السوري، والضرب بعرض الحائط بقيم وحقوق الإنسان”، وفق السايح.

وطالب الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان بإطلاق سراح “أبو العبد أشداء”، وعدم صده عن الحج أو على الأقل السماح له بالعودة لمعبر “باب السلامة”.

“عربون تقارب”

القيادي السابق في “لواء التوحيد”، الأسيف عبد الرحمن، قال عبر “تلجرام“، إن اعتقال “أبو العبد أشداء” مؤخرًا دون أسباب واضحة، وماهر الدغيم منذ أسبوعين في تركيا، يضاف إلى قصص لم تأخذ صدى إعلاميًا، جرت أحداثها في تركيا والأردن والإمارات وبلدان أخرى.

واعتبر أن ما يحصل هو “عربون تقارب بين قوى أكبر، وإن كانت العملية تجري اليوم خارج الحدود”.

وأضاف، “لا يظن ظان أنه بمأمن لقاء وعود أو علاقات أو مصالح متبادلة، فكلها لا قيمة لها في منهجيات الدول الحديثة، لنُعِد الحسابات ونراقب ما بين الكلمات، ونجهد في استشراف ما هو آت تجنبًا للويلات وتحصنًا من المهلكات واتقاء المؤامرات”.

من “أبو العبد أشداء”؟

“أبو العبد أشداء”، قيادي سابق في “تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، وكان من القياديين البارزين فيها، انشق عنها في 2020 وبقي على خصومة معها، ونشر تسجيلات مصورة حول “انتهاكات وأخطاء وفساد”.

انضم إليها بعد انشقاقه عن “أحرار الشام” نهاية عام 2016، مع أكثر من 100 مقاتل في كتيبته “مجاهدو أشداء”، أغلبيتهم من حلب.

وتولى قيادة الكتلة العسكرية لحلب المدينة، ثم أصبح قائدًا إداريًا لـ”جيش عمر بن الخطاب” (تشكيل يضم قوات خاصة من “تحرير الشام”).

اعتقلته تحرير الشام في أيلول 2019، وأفرجت عنه بعد أربعة أشهر، عقب نشره تسجيلًا مصورًا، عنونه بـ”كي لا تغرق السفينة”، تحدث فيه عن الفساد الإداري والمالي في “تحرير الشام”، والأخطاء الكبيرة و”القاتلة” التي ارتكبها القادة الذين يمسكون بها، بحسب تعبيره.

وبحسب التسجيل المصوّر، الذي اطلعت عليه عنب بلدي، قال القيادي، إنه وعلى الرغم من الدخل المادي الشهري الكبير لـ “تحرير الشام”، إلا أن مقاتليها لا يتلقون منحًا مادية شهرية، وكثير منهم ترك صفوفها بسبب الفقر الشديد.

وأضاف، أن مقاتلي “تحرير الشام” من أفقر المقاتلين في المنطقة، وهناك إداريون تصل رواتبهم إلى أكثر من 250 دولارًا شهريًا.

واتهم “الهيئة” بتنفيذ أكثر من ألف عملية إعدام بين المعتقلين لديها، وسط ظروف اعتقال سيئة لا تستثنِي النساء، إذ تحدث عن وجود أربع نساء في زنزانة تتسع لشخص واحد.

في 2021، ظهر “أبو العبد” في تسجيل مصور، شرح فيه كيف أنه أتم وضع عدة خطط للدخول إلى مدينة حلب والسيطرة عليها، بعد سيطرة قوات النظام عليها أواخر 2016، وكيف تعامل قائد “تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني” مع كل القضية، و”أفشل جميع الخطط الجاهزة”.

قيادي في “الوطني”

في أيلول 2022، اعتقل جهاز الأمن التركي القيادي في “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، عمر سلخو في مدينة غازي عنتاب التركية، بتهمة الانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقالت صحيفة “Cumhuriyet” التركية، في 19 من أيلول 2022، إن السلطات التركية نفّذت عملية أمنيّة في غازي عنتاب، أسفرت عن توقيف اثنين (لم تكشف عن اسمهما) تبين خلال التحقيقات الأولية، بأنهما يعملان لصالح تنظيم “الدولة”.

وبالتزامن مع العملية أفاد ناشطون وقياديون في “الجيش الوطني” أن السلطات التركية اعتقلت سلخو.

وينحدر سلخو من مدينة حلب، وكان قائدًا لـ”لواء حلب” المدينة وشغل قبل اعتقاله قيادة مجموعة في فصيل “لواء الشمال” في “الوطني”.

وناشد ناشطون وعسكريون بضرورة الإفراج عن القيادي سلخو، لافتين إلى أنه من “الثائرين الذي حاربوا التنظيم، وتشهد لهم ساحات القتال”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة