تقارب “حماس” مع النظام السوري يزعج قطر ولا يرضي الأسد

وفد من الفصائل الفلسطينية يلتقي الأسد في دمشق- 19 من تشرين الأول 2022 (رئاسة الجمهورية/ تلجرام)

camera iconوفد من الفصائل الفلسطينية يلتقي الأسد في دمشق- 19 من تشرين الأول 2022 (رئاسة الجمهورية/ تلجرام)

tag icon ع ع ع

لم يقدم تقارب “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) مع النظام السوري، إثر قطيعة سياسية لعقد من الزمن، فوائد كبيرة للحركة التي ابتعدت عن الموقف القطري المعارض لعلاقات مع النظام قبل تحقيق تقدم في المسار السياسي، ولم تحظَ في الوقت نفسه بامتنان النظام السوري.

في 10 من آب، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، عن مصادر في الحركة، أن المنحة المالية القطرية لـ”حماس” تأثرت بتقارب الأخيرة مع النظام السوري.

وأكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في “حماس”، سلامة معروف، أن المنحة القطرية لحركة “حماس” تأثرت من حيث قيمتها المالية، ففي وقت كانت تصل به إلى عشرة ملايين دولار، تراجعت إلى ثلاثة ملايين دولار في الجزء المخصص للموظفين، إلى جانب حالة عدم انتظام الدفع في الأشهر الأخيرة، إذ جرى دفعها مرة واحدة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وبقيمة ثلاثة ملايين دولار.

ووفق مصدر مقرب من الحركة تحدث إلى “BBC”، فسبب تقليص المنحة وعدم انتظام الدفع يرتبط بخطوات “حماس” المتعلقة بتقاربها مع النظام السوري، إذ تعارض الدوحة خطوة من هذا النوع، كما تحافظ على موقف ثابت إزاء الملف السوري، تترجمه تصريحات وزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حين قال، في 8 من تموز الماضي إن “المشكلة مع النظام الذي يشرد ويقصف الشعب منذ أكثر من عشر سنوات، وهذا هو أساس المشكلة”.

وفي 17 من أيار الماضي، قال الوزير القطري، “الحل الوحيد لتطبيع العلاقة مع النظام السوري على الأقل بالنسبة لنا، هو إيجاد حل عادل وشامل للمسألة في سوريا”.

النظام غير ممتن

رغم إعلان “حماس” في وقت سابق، “طي صفحة الماضي“، فيما يرتبط بالعلاقة مع النظام السوري، لإحداث “انطلاقة جديدة للعمل الفلسطيني- السوري المشترك”، لكن استحضار “حماس” في حديث رئيس النظام بشار الأسد عبر قناة “سكاي نيوز عربية” لم يقدم إشارة على “طي الصفحة”.

وقطعت “حماس” علاقتها بالنظام بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، لكنها بعد عقد من القطيعة، وإغلاق مكاتبها في دمشق، ومغادرة قادتها الأراضي السورية، اتجهت للتقارب مجددًا مع النظام في 2021، بوساطة من “حزب الله” اللبناني، وأصدرت بيانًا عبّر عن رغبتها في هذا الإطار، ثم تبعته زيارة وفد الفصائل من الفصائل الفلسطينية إلى دمشق، ولقائهم الأسد، في 19 من تشرين الأول 2022.

وحينها، عزت “حماس” تراجع علاقتها مع النظام لـ”أخطاء فردية” من بعض أفرادها، لم تقرها قيادتها، مشيرة إلى قناعتها بـ”صوابية” هذا المسار (في إشارة إلى التقارب مع النظام)، لـ”تجاوز آثار الماضي إلى المستقبل”.

وكانت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، نقلت في 10 من الشهر نفسه، أن العلاقات مع النظام ستقتصر حاليًا على عودة “حماس” كفصيل “مقاوم” فقط، وضمن وفد يمثّل كل الفصائل الفلسطينية، دون أن يكون لها أي تمثيل فردي في سوريا، وأن سوريا تبدي استعدادها لاستقبال (حماس) المقاومة وليس الإخوانية”.

وخلال حديثه إلى “سكاي نيوز عربية” هاجم الأسد قيادات حماس، ووصف موقفها بأنه “مزيج من الغدر والنفاق”، لأنها كانت تدعي المقاومة وحملت ما قاله إنه “علم الاحتلال الفرنسي لسوريا”، موضحًا أن العلاقة اليوم ضمن المبدأ العام.

كما اعتبر الأسد أن من المبكر الحديث عن عودة العلاقة مع “حماس” إلى ما كانت عليه في السابق، فالمعارك داخل سوريا هي الأولوية على حد قوله.

محاولات من “الإسلامي السوري”

في 4 من تموز 2022، انتقد ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لـ”مفتي سوريا”، المنتخب من قبل “المجلس الإسلامي السوري”، الشيخ أسامة الرفاعي، تجمعه برئيس المكتب السياسي لـ”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس)، إسماعيل هنية، بعد أيام على إعلان الحركة إعادة علاقاتها مع النظام السوري.

ونشر “المجلس الإسلامي” توضيحًا قال فيه المتحدث باسم “المجلس”، مطيع البطين، إن لقاء الرفاعي بإسماعيل هنية تمّ لأمر واحد، وهو تنبيه الحركة بغرض ثنيها عن قرار إعادة علاقتها بالنظام السوري المجرم، بحسب البطين.

وفي 10 من تموز، قالت وكالة “الأناضول” التركية، إنها تلقت نسخة عن بيان لمجموعة من العلماء المسلمين، سبق أن التقوا بقيادة المكتب السياسي للحركة، موضحين أن سبب اللقاء “الاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة مع النظام السوري والقيام بواجب النصيحة”.

وبعد أقل من أسبوعين، قال “المجلس الإسلامي” في بيان له، إن “حماس” لم تبدِ أي استجابة لمطالب العلماء المسلمين بعدم إعادة علاقاتها مع النظام، رغم بذل المجلس جهده لـ”ثنيها عن المضي في هذا القرار الخطير”.

كما اعتبر البيان الصادر في 23 من تموز، أن إعادة “حماس” علاقتها بالنظام “يستكمل مشهد اصطفاف الحركة مع المحور الإيراني الطائفي المعادي للأمة، ذلك المحور الذي يتاجر بالقضية الفلسطينية خداعًا ويوغل في سفك دم المسلمين في سوريا والعراق واليمن”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة