“بار ليالينا”.. رواية في لعبة الثقافة والوصول

tag icon ع ع ع

“ماذا يحصل حين يتجاوز كومبارس يدعى نوح حدود حلمه ويحاول تحطيم القيود والارتقاء على سلم النجومية عبر خطة مبتكرة؟”.

نشرت دار “الشروق” المصرية، في حزيران 2022، رواية “بار ليالينا” للروائي والصحفي المصري أحمد الفخراني، ضمن 99 صفحة، يروي الكاتب من خلالها قصة “كومبارس” يؤمن بحقه في أن يصبح ممثلًا مشهورًا، وللوصول إلى هذا الهدف، يحاول تنفيذ خطة تتضمن اختراق مجموعة من المثقفين يسهرون بشكل يومي في “بار” يدعى “ليالينا”.

تتجاوز الرواية التي كتبها الفخراني، المولود في مدينة الإسكندرية المصرية عام 1981، الخطوط العامة لفكرة الرغبة الشخصية لدى بطل الرواية بالوصول إلى هدفه، لتغوص في مجموعة من الأفكار والمبادئ لأحوال شريحة من المثقفين المصريين، من صحفيين وشعراء وعاملين في السينما والفنون، ضمن أحداث تتراوح ما بين الخيال الصرف (الفانتازيا) والواقع الشديد الصدق والبؤس أيضًا.

تحاول الرواية الإجابة عن مجموعة من الأسئلة العميقة، التي إن بدت في ظاهرها قد لا تعني سوى شريحة ضيقة من المهتمين بالثقافة والمثقفين في مصر والعالم العربي، إلا أنه وبمجرد التفكير بشكل أكثر عمقًا، يمكن اكتشاف أن الثقافة التي تناقش الرواية أوضاعها هي واجهة ومدخل لنقاشات أخرى حول التحولات التي أصابت المجتمعات العربية خلال السنوات الأخيرة، لأن الشخصيات التي تضمنتها الرواية في هذا الإطار، يمكن أن تمثل شرائح أخرى أيضًا.

وضمن هذا الإطار، لا بد أن تحضر السخرية من المجتمع والثقافة والمثقفين في الزمن الحالي والتغييرات الكبيرة التي أصابته أيضًا، وهي سخرية بنّاءة للغاية إن فُهم القصد منها دون توزيع اتهامات مجانية كما يحصل عادة عند الاقتراب من “تابوهات” المجتمع العربي.

ضمن ثلاثة فصول، تعالج الرواية الخذلان الذي واجهته شخصياتها، وعجزهم عن مواجهة فشلهم، واختباءهم خلف أقنعة المعرفة والثقافة وخلق انتصارات وهمية تتيح لهم التعالي على “كومبارس” بسيط، قرر في لحظة إيهامهم بأنه منتج سينمائي قادر على تحقيق أحلامهم.

ومن اللافت ربط اسم الشخصية الأساسية (نوح) بالطوفان الأخير في الرواية، وكأن هذا الطوفان يمثل بشكل ما الحل الأخير لانتشال الثقافة وربما المجتمع من حالته ومشكلاته الاقتصادية والسياسية والمجتمعية.

للفخراني خمس روايات أخرى إلى جانب “بار ليالينا”، هي “ماندورولا” 2013، و”سيرة سيد الباشا” 2016، و”عائلة جادو” 2017، و”بياصة الشوام” 2019، و”إخضاع الكلب” 2021.

كما أصدر مجموعة قصصية بعنوان “مملكة عصير التفاح” في 2011، وديوان شعر باللهجة المصرية تحت عنوان “ديكورات بسيطة” في 2017.

اختيرت الرواية ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2023، إلى جانب 15 رواية أخرى.

وسبق للفخراني أن حاز جائزة “ساويرس” للرواية، فرع الأدباء الشباب في عام 2020، عن رواية “بياصة الشوام”، كما حصلت روايته “ماندورولا” على المركز الثاني ضمن الجائزة نفسها لعام 2016.

تتوفر الرواية بشكل ورقي، كما أنها متاحة بنسخ إلكترونية للقراءة عبر “كيندل” من أمازون، وتطبيق “أبجد” على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة