“قسد” تحرم عناصر في “مجلس دير الزور” من رواتبهم

مقاتلون من مجلس "هجين" العسكري التابع لقسد شرقي محافظة دير الزور- 31 من تموز 2023 (مجلس هجين العسكري/ فيس بوك)

camera iconمقاتلون من "مجلس هجين" العسكري التابع لـ"قسد" شرقي محافظة دير الزور- 31 من تموز 2023 (مجلس هجين العسكري/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

بعد تفكيك عديد من الألوية والأفواج التي كانت تتبع لـ”مجلس دير الزور العسكري” التابع لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، على خلفية المواجهات التي شهدتها دير الزور بين “المجلس” وفصيله الأم، واستمرت لأكثر من شهر، وجد عناصر من الأخير أنفسهم دون رواتب شهرية للشهر الثاني على التوالي.

قائد سابق لوحدة عسكرية تتبع لـ”مجلس دير الزور” في مدينة البصيرة شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي، إنه لم يتلقَّ راتبه حاله حال معظم العناصر والقادة الذين يعرفهم بشكل شخصي.

وأضاف القائد العسكري (تحفظ على اسمه لأسباب أمنية) أن “قسد” عاقبت عناصر “المجلس” بعد انشقاق عدد منهم وانضمامهم لقوات العشائر المحلية في حربهم ضدها، لكن انتهاء المعارك لمصلحة “قسد” تركتهم عرضة للعقاب، حتى من لم يشترك منهم في المعارك.

الحال ذاتها في ساحة الكسرة التي كان يقودها المتحدث الرسمي السابق باسم “مجلس دير الزور”، تركي الضاري، المعروف باسم “أبو ليث خشام” والذي تولى خلال المواجهات منصب قائد “المجلس” بعد اعتقال قائده أحمد الخبيل على يد “قسد” في الحسكة.

وقابلت عنب بلدي عناصر من الوحدة التي كان يقودها الضاري، وقالوا إنهم يعانون المشكلة نفسها، إذ لم يتسلموا رواتبهم منذ شهرين، بينما اختفى تركي الضاري عن الساحة بعد أيام على بداية المواجهات، ولا يزال مختفيًا حتى اليوم.

استثناءات

العقوبة المالية لعناصر “المجلس” لم تكن انتقائية، لكنها لم تكن جماعية أيضًا، إذ تمكنت وحدة عسكرية تتبع لـ”المجلس” في بلدة الصور شمالي دير الزور تعرف باسم “الفوج الثامن” من تسلم مخصصاتها المالية، وهي الوحدة العسكرية الوحيدة التي تسلمت رواتب عناصرها مؤخرًا، بحسب القائد العسكري في “مجلس دير الزور” بمدينة البصيرة.

عناصر “المجلس” السابقون ممن تواصلت معهم عنب بلدي، قالوا إن “الفوج الثامن” ساعد “قسد” في السيطرة على البلدة التي يتمركزون فيها، إذ لم ينحازوا إلى صفوف العشائر، نظرًا إلى كون معظم عناصرهم ينحدرون من محافظة الحسكة، وليسوا من أبناء المنطقة.

ولم تقتصر العقوبات على المالية فحسب، إذ فصل “مجلس هجين العسكري” التابع لـ”قسد” أكثر من 400 عنصر منه، بسبب مشاركتهم ودعمهم لقوات العشائر العربية “قسد.

وكانت “قسد” أفرجت عن قائد “مجلس هجين” الملقب بـ”أبو الحارث غرانيج”، الذي اعتقلته برفقة أحمد الخبيل وقادة “مجلس دير الزور” بالحسكة، وعاد ليشغل منصبه القديم قائدًا لـ”مجلس هجين”.

ماذا حدث في دير الزور

في 28 من آب الماضي، نشبت مواجهات مسلحة في أرياف دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل (الملقب بـ”أبو خولة”)، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي “المجلس”، وبدأت اشتباكات عسكرية وُصفت بـ”العنيفة” في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة “قسد” بالكامل، ثم عاودت “قسد” احتواء التوتر فيها.

وانتهت العمليات العسكرية في قرى من ريف دير الزور الشمالي والشرقي، في 9 من أيلول الحالي، بعد نحو أسبوعين من المواجهات المسلحة بين عشائر المنطقة و”قسد”، بحسب ما أعلنت الأخيرة عبر موقعها الرسمي.

وتعهد قائد “قسد”، مظلوم عبدي، عقب انتهاء المواجهات، بتلبية مطالب العشائر العربية شرقي سوريا وإصلاح “الأخطاء” التي قال إنها ارتكبت في إدارة المنطقة سعيًا لنزع فتيل التوترات بعد أيام من القتال شهدته دير الزور.

وعن كيفية إصلاح “العيوب”، تعهد عبدي بإعادة هيكلة كل من “المجلس المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” والذي يحكم المحافظة، إلى جانب “مجلس دير الزور العسكري”، التابع لـ”قسد”، لجعلهما أكثر “تمثيلًا لجميع العشائر والمكونات في دير الزور”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة