رواية “السجينة”.. من محاولة انقلاب فاشلة إلى 15 عامًا من السجن

الكاتبة ميشيل فيتوسي (تعديل عنب بلدي)

camera iconالكاتبة ميشيل فيتوسي (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تحكي رواية “السجينة” سيرة الكاتبة مليكة، ابنة الجنرال المغربي محمد أوفقير، الذي كان مقربًا وزوجته من قصر الحكم، ليصبحا في آخر المطاف سجينين بعد محاولة أوفقير الانقلاب على حكم الحسن الثاني، عاهل المغرب، في 16 من آب 1972.

عاشت مليكة طفولتها في القصور وكانت مقربة من الأسرة الحاكمة، لتبدأ معاناتها مع عائلتها داخل السجن لمدة 15 عامًا.

وروت مليكة، التي ولدت عام 1953 وهي الابنة البكر للجنرال محمد أوفقير، لصديقتها التونسية ميشيل فيتوسي، الأحداث التي كتبتها بدورها، بعد أن التقيا في فرنسا وبدأتا بكتابة تلك الأحداث بالتسلسل.

وتبدأ القصة عندما قام أوفقير بمحاولة انقلاب فاشلة على الحكم فقُتل وعوقبت عائلته بالسجن وقاست أشد أنواع الاضطهاد والألم والأمراض.

وفي بعض السنوات منع أفراد العائلة من مقابلة بعضهم ووُزعوا على حجرات السجن الذي لم يكن يصلهم فيه إلا الطعام السيئ، وصادروا منهم الكتب التي كانت تسليهم والمذياع الذي ينقل لهم أخبار العالم.

مليكة ذات الشخصية القيادية المتحررة والتي عاشت طفولتها في قصر الملك الذي تبناها لـ 11 عامًا، كانت قادرة على التأقلم مع كل تلك الظروف الصعبة.

وكان محمد أوفقير وزيرًا للداخلية، ورئيسًا للقوات المسلحة، ويحظى بثقة كبيرة لدى الملك حسن الثاني، والشخصية الأكثر قوة في المغرب بعد الملك خلال الستينيات وأوائل السبعينيات.

لكن الأمور لم تأخذ مسارًا واحدًا، وبعد محاولة الانقلاب العسكري عام 1972 ومحاولة اغتيال الملك الحسن الثاني والوفد المغربي، عند عودتهم من فرنسا على متن الطائرة “بوينغ 727″، قبض على الجنرال أوفقير وأُعدم.

وحكم على عائلته بالإقامة الجبرية في منزلها من عام 1973 حتى عام 1977، وفي مرحلة لاحقة، أورسلوا جميعًا إلى سجن سري في الصحراء الكبرى حيث عانوا من الظروف القاسية لمدة 15 عامًا.

وفي عام 1987، أُطلق سراحهم من السجن وعادوا إلى الإقامة الجبرية في المنزل.

وخلال 1991، كانوا من ضمن تسعة سجناء سياسيين تم إطلاق سراحهم، وفي تموز 1996، هاجرت مليكة أوفقير إلى باريس عن عمر ناهز 43 عامًا، برفقة شقيقها رؤوف وشقيقتها سُكينة.

ونشرت مليكة سيرتها الذاتية عن حياتها في السجن بعنوان “حياة مسروقة.. عشرون عامًا في سجن الصحراء” بالتعاون مع الكاتبة التونسية ميشيل فيتوسي.

وكتبتها بالفرنسية بعنوان “السجينة” بمساعدة فيتوسي، ثم تُرجمت إلى الإنجليزية في وقت لاحق.

ألفت رواية “السجينة” ميشيل فيتوسي، وتحكي فيها حكاية واقعية لأبناء أوفقير وقصة سجنهم في الصحراء الكبرى.

قابلت ميشيل فيتوسي مليكة أوفقير، وبعدها طلبت منها أن يكتبا الرواية معًا، ونُشرت في عام 1999، وحققت أرباحًا “هائلة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة