“الاحتراق النفسي” في العمل.. أسبابه وآلية تجنبه

الاحتراق النفسي
tag icon ع ع ع

يتناول الكاتب ويلمار شوفلي (Wilmar Schaufeli) في كتابه “الاحتراق النفسي” مشكلة الاحتراق النفسي في مكان العمل، ويشرح أسباب حدوثه وطرق التعامل معه، ويعرض على القارئ سلسلة من الأدوات التي يجب عليه التسلح بها لإطفاء هذا الحريق غير المرئي.

ويلمار شوفلي، هو أستاذ حاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة “أمستردام”، نشر عديدًا من المقالات والدراسات العلمية، عالج بها “الاحتراق النفسي” في بيئة العمل، وكيفية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية والحفاظ على الصحة النفسية.

الاحتراق النفسي” هو حالة من الإجهاد العاطفي والعقلي والجسدي، تجعل المصاب بها غير قادر على القيام بوظائفه بشكل طبيعي.

يصنف شوفلي أعراض “الاحتراق النفسي” إلى نفسية واجتماعية وسلوكية وصحية.

وتتعدد أعراضه، مثل الشعور بالإحباط والفشل، وفقدان العلاقات الاجتماعية، وانخفاض معدل التواصل مع الناس المقربين، والصداع المتكرر والأرق، وفقدان الشهية، وانخفاض الكفاءة في العمل.

تظهر الأعراض تدريجيًا مثل الحريق، ولذلك سمي “الاحتراق النفسي”، وتزيد كل يوم إلى أن يصل إلى مرحلة الاحتراق الكامل.

وينسب شوفلي السبب الرئيس للإصابة بـ”الاحتراق النفسي” إلى الضغط الشديد والمستمر في محيط العمل، ويكون عبارة عن رد فعل تجاه الضغوط التي يواجهها الشخص المحترق نفسيًا.

وتعد المهن الأكثر عرضة للإصابة بـ”الاحتراق النفسي” هي التي يوجد بها مجهود فكري وعقلي كبير، والتي توجد بها مسؤولية كبيرة تجاه أفراد آخرين، والتي فيها أهداف صعبة المنال ومستحيلة.
وأكثر الفئات عرضة للإصابة بهذا “الاحتراق”، وفق ما جاء في الكتاب، الأمهات والطلبة.

ويمر المحترق نفسيًا بأربع مراحل، بحسب شوفلي، أولاها مرحلة الحماسة عند بداية العمل وبناء آمال غير واقعية، تليها مرحلة الركود، وهنا يرى الشخص بأن احتياجاته المادية والمهنية والشخصية لم يتم إشباعها، وأن النظام لا يسير مثل المتخيَّل.

وعندما لا تكون لدى الشخص حياة خارج العمل، وعندما يفتقر إلى دافع إيجابي يحميه من السلبية التي يتعرض لها، فهذا كله يهيئه لدخول مرحلة الإحباط (المرحلة الثالثة)، ويتساءل عن أهميته وفعاليته ودوره.
ويُترجم هذا كله لأعراض توتر وقلق وإحساس دائم بالإجهاد الجسدي، وبعدها يدخل الفرد مرحلة الإنهاك الانفعالي (المرحلة الرابعة)، لعدم وجود موارد لتزويده بالطاقة.
ويستجيب لهذه الحالة بلا مبالاة تامة، مع تدنٍّ في أهدافه ورؤيته المثالية، ويبدأ بتبني مواقف سلبية تجاه المنظومة كلها، منها المستفيدون من الخدمة التي يقدمها، ولكيلا يصل المحترق نفسيًا إلى حالة الاحتراق التام تجاه العمل أو الحياة، يجب أن يحاول إطفاء هذه الحرائق.

وينصح ويلمار شوفلي في كتابه الذي صدر عام 2002، بعمل تقييم عقلاني للحياة والعمل، والابتعاد عن الإجهاد المبالغ به أو العمل لساعات طويلة متواصلة، وفصل وقت العمل عن الحياة الأخرى بعد انتهاء ساعات الدوام، والتعامل السليم مع التوتر والضغوط.

كما ينصح بأن يكون الفرد واعيًا لمشاعره وانفعالاته، وأن يراجع دائمًا الأهداف والقيم ويبتعد عن المثالية.
كما ينصح بتعزيز الشخص علاقاته بأناس داعمين، يستطيع مشاركتهم حياته، وكذلك العناية بالصحة البدنية مثل النوم لساعات كافية والأكل الصحي والراحة، وتنمية الاهتمامات الخارجية وملء وقت الفراغ بالأنشطة الفعالة، مثل ممارسة الرياضة أو هواية محببة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة