“الإنسان الكلب”.. ماجد عبد الهادي يكتب “من وحل ما حدث”

"الإنسان الكلب".. ماجد عبد الهادي يكتب "من وحل ما حدث"
tag icon ع ع ع

يقدم الصحفي والكاتب السياسي ماجد عبد الهادي، في كتابه “الإنسان الكلب”، مجموعة من الانطباعات الشخصية التي كوّنها حيال أحداث بعضها سياسي، وأخرى عايشها بنفسه، مستفيدًا من علاقاته الشخصية من جهة، وعمق ثقافة الكاتب من جهة أخرى.

“أيها القطيع، منذ ألوف السنين، وأنت تهرول وراء غرائزك، فلا تقودك بعد ولائم العشب وحظائر التكاثر، إلا إلى خطاطيف المسالخ، طوبى لمن تمرد وخرج عن صفك، فنجا، أو نهشته كلاب المراعي”.

هذا اقتباس من الكتاب الذي يمتد على 283 صفحة، موزعة على سبعة فصول، غايتها ومنطلقها ومصبّها الإنسان.

أبواب الكتاب موزعة على سبعة أقسام، هي “وحشيات، وحكايات، وداعشيات، وزعامات، وإضاءات، وجهالات، وخيانات”، وتوحي العناوين التي تتصدر قصص هذه الأقسام بمضمونها، ففي مكان ما يروي الكاتب قصة بعنوان “بوتوكس في قمة القدس”، وفي مكان آخر قصة بعنوان “رسالة حب إلى حافظ الأسد”، وقصة أخرى بعنوان “بين راموس وإيفانكا”، في إشارة إلى لاعب كرة القدم الإسباني سيرخيو راموس، وابنة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

وفي “رسالة حب إلى حافظ الأسد”، يخاطب عبد الهادي ابن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بانتهاكات والده، والتعاطي الأمني مع الحراك الثوري الذي بدأ في سوريا عام 2011، وينطلق الكاتب في رسالته هذه من مفهوم الطفولة، على اعتبار أن الرسالة مكتوبة حين كان حافظ في سن الـ14، ليربط الكاتب بين طفولة القصور وحياة الرفاهية والأبواب المخفورة بالحراس، وطفولة أبناء سوريا، وما يتعرضون له ليبقى بشار الأسد على سدة حكم استبدادي ورثه بدوره عن أبيه حافظ الأسد.

وفي الرسالة ذاتها، يوجه ماجد عبد الهادي سؤالًا لحافظ الأسد (الجد الميت)، ويسأله “ماذا كنت ستقول سوى هذا الذي أقول، لو أتيح لك أن تكتب من قبرك، رسالة حب إلى حافظ الأسد، أعني ولد ولدك المثقلة طفولته بثأر ضحاياك وضحايا أبيه”.

يحمل النص لغة عميقة وجزلة تعبّر عن اسم كاتبها، الذي سمع المشاهد صوته عبر تقارير إخبارية كتبها بلغة ترتقي لضخامة الحدث السياسي وقوة تأثيره، مع استخدام وتوظيف ذكي للنص القرآني على سبيل الاستشهاد.

ورغم الذهاب بعيدًا في قصص مادتها الخام مرارة الواقع العربي والتقاط تفاصيل وجزئيات من هوامشه، فهو لا يخلو أيضًا من الذاتية، والبوح الشخصي، وهو ما يتجلى على الأقل في قصة تحت عنوان “حكاية شخصية جدًا”، وفيها يحكي ماجد عبد الهادي باقتضاب، عن الطفولة وتحديات الحياة، والهجرة، وامتداد هذه الحكاية لثلاثة عقود من العمر.

كما أن الكثير من قصص ومواد ومحتويات الكتاب المستوحاة “من وحل ما حدث”، مختارة من سلسلة حكايات ومقالات نُشرت سابقًا ضمن زاوية أسبوعية خاصة بالكاتب في موقع وصحيفة “العربي الجديد” بين نيسان 2014 وتموز 2019، وفق ما يقدّمه الكتاب بعد عنوانه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة